"فتح" بين طهارة الفكرة وعَظمة الجماهير وسوء القيادة

تابعنا على:   17:01 2021-09-13

يحيى محمد القصاص

أمد/ جاءت عملية نفق الحُريّة لتميز الخبيث من الطيّب فلقد شاهدنا عَظمِة الفعل الذي قاموا به أسرانا الأبطال ( زكريا ومحمد ومحمود ويعقوب ومناضل وأيهم ) ، لقد مرّغوا أنف الإحتلال وكسروا هيبة الجيش الذي لا يقهر وإخترقوا جهاز أمن إسرائيل بطرق بدائية وأهانوه وإستطاعوا أن يتنسّموا الحُرّية رُغماً عنهم ، لكن لهذه العملية هَدفٌ أسمى ورسالة يُريدون إيصالها ( نحن نَدُقّ جُدران الخزان .. فهل من مُجيب ؟؟ )
لكُل فدائي منهم قصّة ورواية لا تقل قيمة عن الأخرى ، بالإجماع هُم مناضلون رسموا طريق المجد وسلكوه رغم مرارته ، فمن رحِم المُعاناة صنعوا المُعجزات وأناروا الطريق حتى نهاية النفق ، أحيوا قضيّة حاضرة شعاراً وميتة في وجدان قيادة متخاذلة تَنعمُ بالإمتيازات والحريات منزوعة الكرامة.
إن الرمزية التي منحها الشعب لزكريا الزبيدي والذي لا يزداد قيمة وكينونة عن باقي زملائه لم تكن محض صدفة ولا محض خطة يسعى لها تنظيم بعينه ، بل جائت نتيجة لنقص ثوري في تنظيم فتح أرادوا أن يشغلوه جماهيرها بالفهد الأسود -زكريا- الذي مرّغ أنف الإحتلال عندما كان قائداً للجناح العسكري لفتح في مخيم جنين إبان إنتفاضة الأقصى وما بعدها وكان إسمه لامعاً في الوقت أنذآك ، فهو ذاته الذي حاولت إسرائيل إغتياله عدة مرات ولم تستطع وألقت عليه لقب "قط الشوارع" ، وأيضاً هو ذاته فقد أمه وأخيه شهداء في سبيل قضيتنا الباسلة
للأسف ان قيادة فتح لم تنظر لهذا الإلتفاف الجماهيري حول زكريا والحدث العظيم الذي قام به وزملائه نظرة الثائر ، فلم تشعر بالإعتزاز بقدر ما شعرت بالتهديد والخوف .. خوفٌ يهدد مصالحها وإمتيازاتها فيجعلهم يترقبون ما سينتجه غضب إسرائيل عليهم ( قيادة منزوعة الشَرف )
إفتقدت هذه العمليات البطولية رجل في فتح كياسر عرفات ، فمن وحي الذاكرة … عندما طلبوا منه أن يُدين عملية زقاق الموت التي نفذها مُجاهدي سرايا القدس رد قائلاً : كيف لي أن أُدين عملية وقعت فى أراضى فلسطينية وإستهدفت جنوداً ولم تستهدف مدنياً صهيونياً ، فهذه معركة وقعت بين عسكري إسرائيلي وعسكري فلسطيني وإنتصر فيها العسكري الفلسطيني.

لطالما نشاهد شيئاً يُجمع عليه كل أطياف وألوان الشعب الفلسطيني ، شاهدناه في معركة سيف القدس الأخيرة وفي إشتباكات مخيمات الضفة مع جيش الاحتلال وفي المقاومة الشعبية على الحواجز الإسرائيلية .. إنّها المقاومة ، فهي محطة إجماع للكل الوطني الفلسطيني ، من ينبذها في أي منحى يفقد هويته الوطنية ، وهذا ما تفقده قيادة فتح الحالية .. فتح التي إنطلقت بالمقاومة وإزدادت صلابة ومتانة في الحروب والمعارك ، جائت هذه القيادة لتضعفها بالتخاذل والسلام .. وأي سلام ؟؟ سلامٌ مهزوم بلا كرامة
فمن يُنعش روح فتح و يُلبي رغبة جمهورها في إمتشاقها للبندقية وتبنّيها لنهج المقاومة كفكرة وقيمة نبيلة ينتمي لها كل الشعب الفلسطيني … من يُلبي رغبة شباب فتح في رؤيتهم لفتح أن تكون كلها كـ زكريا الزبيدي وأبطال مخيم جنين ؟؟
أقولها صراحةً .. نحن ننتمي لفتح زكريا الزبيدي .. فتح التي أول بند في مسلكياتها الثورية (الكفاح المسلح إستراتيجية وليس تكتيك) .. فتح الكرامة .. فتح الحركة الأسيرة .. فتح الحركة الطلابية الثائرة .. فتح كتائب شهداء الأقصى ..

وأختم
لا عِز إلّا عِزّ المقاومة .. ولا هيبة لنا بدون بندقية .. والسلام ختام

كلمات دلالية

اخر الأخبار