
دماء أبا عمار أمانة في أعناقكم
حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
حينما يبكي الرجال ، فاعلم أن الألم فاق كل الحدود والتوقعات ، وجاوز ما تتحمله الجبال ،
حينما تري دموع الرجال تنهمر ، والأنين يعلو فاعلم أن الأمر ما عاد يُحتمل ، وان المصاب جلل ، وان الهم والألم اكبر مما يحتمله إنسان ،
إنها لحظات رحيل القائد الرمز ياسر عرفات " أبو عمار " ، لحظات الفراق التي لم نكن نعلمها ولن نتوقعها ، لم نتخيل للحظة انه سيفارقنا ، انه سيغيب عنا ،
عشقناه كعشقنا للوطن لحلم العودة والانتصار ، أحببناه حتى صار حبه نبضا في قلوبنا ينبض ثورة وانتماء لهذه الأرض الطيبة .
انه الياسر أبا عمار ...
من كوفيته استمد أحرار العالم وثوار الأرض الإصرار والتحدي ، من ابتسامته يبتسم الوطن ، ومن غضبه تشتعل الثورة نارا ضد الأعداء .
بكيناك يا سيدي ... نعم لقد ذرفنا الدموع انهارا لفراقك ، إنها دموع الرجال التي تبكي الرجال ، وتنهمر لغياب رمز الوطن وشمس الشهداء .
أحببناك سيدي وأنت بيننا ، وأحببناك أكثر حينما فارقتنا ، لأننا شعرنا بأن الوطن تيتم من بعدك ، ولأننا رأينا من جاءوا من بعدك ، فبكينا أكثر وأكثر علي حالنا وما أوصلونا إليه من هوان ،
قتلوك الأعداء بسُمهم ، ظنا منهم أن يقتلوا الوطن وحلمك حلم الانتصار لفلسطين وتحرير الأرض ، فخاب ظنهم وبقيت حيا بيننا في قلوبنا في كل نواحي حياتنا ، ففي كل موقف لك ذكري وحدث ،
قتلوك بسُمهم ، ليسمموا الأجواء من بعدك ، فخابوا وبقيت كلماتك نهجا ودربا للأحرار ، وبقيت كوفيتك شامخة تلهمنا للوطن عشقا وأمل بالانتصار ،
رحلت جسدا سيدي ، ولازلت روحا ونبضا ونهجا يحيا معنا إلي الأبد ، فكلما ضاقت بنا واشتدت علينا الأزمات ، تذكرناك يا طائر الفينيق الفلسطيني ، لنجدد العهد والقسم ، فنزداد صبرا وشموخا وأملا بان الانتصار حتمي .
عهدنا لك يا رسول القضية الفلسطينية ، أن نبقي الأوفياء للعهد والقسم ، وان نبقي علي دربك ونهجك سائرين لا لن نحيد ، ولن نسمح بحرف البوصلة التي رسمت لنا طريقها ، فطريقٌ رُسمت معالمه بالدم والتضحيات حتما سينتصر ، وهذا عهد علينا أن لا نحيد يا رمزنا الخالد فينا أبدا ،
سيدي القائد ... نفتقدك ونحِن إليك أكثر وأكثر في هذا الوقت ، وفي هذا الزمن ، فحينما تشتد الظلمة والظلام وتخيم العتمة نتشوق لشروق شمس ، فأنت شمس الوطن التي تنير لنا درب الانتصار والطريق نحو القدس .
لازالت كلماتك تصدح وأنت شامخا من علي منبر الأمم المتحدة ، تصرخ بصوت الثائر العاشق للوطن مخاطبا المجتمع الدولي كافة ، لقد أتيتكم حاملا بيدي غصن الزيتون والبندقية فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ، لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ...
لقد أسقطوه حينما اغتالوك يا سيدي ، وداسوه بجنازير دباباتهم ، فهل من خلفوك سيحافظون علي عهدك ، ويرفعوا عاليا بأيديهم البندقية كي نحمي غصن الزيتون المسحوق تحت جنازير الدبابات وننقذ الحمامة البيضاء الغارقة بالدم ؟؟؟!!! إنها رسالة لقياداتنا ولكل شعبنا ، أن دماء أبا عمار أمانة في أعناقكم ، وروح الرمز تناديكم إنها فلسطين ، إنها فتح ، فصونوا العهد ، صونوا العهد وكونوا الأوفياء ،
والله الموفق والمستعان
أخبار محلية

قوات الاحتلال تفرج عن المسؤول في حماس "جمال الطويل"
-
رام الله: النقل والمواصلات تمدد صلاحية الرخص المنتهية حتى انتهاء مدة إغلاق المحافظات
-
دائرة شؤون اللاجئين في الجبهة الشعبية تعلن الخطوات الاحتجاجية ضد إدارة الأونروا
-
الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية توقع مذكرة تفاهم مع المجلس الأعلى للشباب والرياضة
-
بمناسبة اليوم العالمي للمرأة تكريم الشاعرة الراحلة فدوى طوقان بغزة