تعرض للتنمر وتحدى المعجزات..

يوسف الفقعاوي.. أعاد دراسة الثانوية العامة (6) مرات ليحقق حلمه المنتظر - فيديو

تابعنا على:   23:00 2021-08-28

أمد/ غزة- صافيناز اللوح: على ضفاف المعجزات وعقبات التذمر، وتخطي عتبات الواقع المرير، وتسلق جدران الإحباط الذي تسبب بطريقة عكسية إيجابية عليه، جعلته يحارب بقلمه ويتحدى كل الصعاب، حتى يصل إلى تحقيق حلمه الذي مات منذ سنين وأحياه القدر هذا العام.

يوسف عدنان محمود الفقعاوي (26) عاماً من مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، حلمه أن يدرس بقسم هندسة البرمجيات، لكنه لم يحصل على معدل القبول لتخصص الهندسة في أول عام للثانوية العامة 2013، فعاد دراسة التوجيهي على مدار 6 أعوام تعرض خلالها للتذمر والإحباط من المقربين ومن حوله.

استمر يوسف في مقاومة عقله الباطني، وما تسمعه أذنه من إحباط حتى حصل على ما يريد، ليكمل مسيرته وتنتهى بحلمه الذي خططه منذ سنوات.

يقول يوسف في مقابلته مع "أمد للإعلام": إنّ "سبب اعادتي للثانوية العامة هو شعوري بأني استحق مكانة أفضل  من التي فرضت علي، وكان واجب أن أستمر في كل المحاولات لأصل لتلك المكانة".

وأضاف الشاب الغزي الطموح: "ميولي وشغفي وطموحي أن أدرس هندسة البرمجيات، وهدفي كان فقط هو مفتاح قبول تخصص الهندسة، كي يكون طريقي لأبدأ عالمي الدراسي كما أحلم.

وتابع، لم يكن في بالي معدلاً معيناً، المهم لدي أن أدخل هندسة الحاسوب، مضيفاً وبعد اطلاعي على العالم وجدته بحاجة لمبرمجين متخصصين أكثر في "السوفتوير" أكثر من "الهارد وير"، فغيرت من هندسة الحاسوب لهندسة البرمجيات".

الشاب الطموح ابن مواليد 16-1-1995، واصل تحدي كافة العقبات التي زرعت أشواكاً أمام طريقه، حتى وصل إلى نهايته الوردية.

سنوات عجاف

حصل "يوسف" في عام 2013 على معدل 67% بالثانوية العامة، فكانت الصدمة أمام حلمه المنتظر، لكنه لم يقف مكتوف أيدي، بل استمر في مغامراته العلمية، وفي العام التالي 2014، لجأ يوسف إلى مقاعد الدراسة مرة أخرى، وحصل على معدل متدني أيضا بنسبة 63%.

واجه الاحباط حياة يوسف بين عامي 2015-2017، بسبب المحيط الذي حوله، وصمم خلالهما على عدم تقديم الثانوية العامة، حتى عاد بعام 2018، ليكمل مسيرته التعليمية، فقدم امتحانين فقط ورفض تقديم باقي الامتحانات لهذا العام، كما نفس الحال في عام 2019.

وبعد تشجيع والديه وشقيقه الأكبر، استمر يوسف بمحاولاته المعقدة التي بدأت تنفك تدريجياً، ففي عام 2020 ضغط دراسته حتى قدم الامتحانات ولكنه لم يحصل على معدل القبول في التوجيهي حيثُ كانت نسبه نجاحه 79.6.

تحققت المعجزة

لم ينتهي شغف يوسف الدراسي، ولم ينطفئ حلمه الهندسي، فعاد إلى مقاعد امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2021، وحقق هذه المعجزة التي توقفت لسنوات عجاف في حياته، فحصل على معدل 90.9%، والذي سيدخله بالفعل تخصص الهندسة بأي جامعة فلسطينية.

وأوضح المهندس البدائي لـ"أمد للإعلام"، أنني "حجزت كرسي في جامعة الأزهر على أمل أن أسافر، بمنحة دراسية من منح وزارة التربية والتعليم، ولم يحدث، ولكنني سأكون الأول على دفعتي طوال الـ(5) سنوات باذن الله، لكي أحصل على منحة "ماجستير" في بلد أوروبي، لأنها بيئة أفضل لتخصصي، وسأتقن خلال سنوات دراستي بغزة، اللغة الإنجليزية والأمانية.

وشدد، لن أخذل والدي اللذان كانا معي ودعماني نفسياً ومعنوياً، ولأول مرة أكون راضياً عن نفسي ومطمئن ومتفائل لمستقبلي.

وفيما يخص الانتقادات التي تعرض لها الشاب الطموح أكد، أنها دائماً ما تزيدني حماس وتحدي لاثبات العكس لنفسي وللمنتقدين، ولعلمي بأن المنتقد غالباً ما ينتقد لطبيعة أنّ الانسان يفضل العيش في مجتمع شبيه في العادات والمستوى التعليمي والاجتماعي وما الى ذلك، والغالبية لا يفضلون رؤية فوارق أفضلية بينهم وبين الآخرين.

وفي رسالته لذويه قال: أشكر من بقي معي ودعمني مادياً ونفسياً بكل ما يملكون، ولم يجبرونني على شئ لا أريده، وهذا أهم الأسباب التي دفعتني لأستمر بمحاولاتي كي أبدع في مستقبلي، وجعلوني أعيش حلمي هذا.

وأشار، أما للطلاب أقول: حددوا أهدافكم أولاً قبل العمل، لأنه يساعد جداً في التخطيط ، والتخطيط الجيد هو مفتاح من مفاتيح النجاح بل أهمها .

وأكمل حديثه، السبب الرئيسي لنجاحي بعد الفشل هو أنني حددت هدفي في آخر عامين، فكان أسهل من كل شئ، منوهاً هدف أن يفرح والداك بنتيجة الثانوية هذا دافع لحبهم فقط، وأي غلطة منك تعني الحياد عن المسار وعدم الوصول لهدفك المنشود، وتذكروا دائما أنّ الأحلام بدون أهداف هي فقط أحلام، والأهداف بدون انضباط واستمرارية في العمل ما هي إلا حبر على ورق.

اذن.. شهادة الثانوية العامة إن لم تكن بمعدل يليق بحلمك فلا داعي لها، ثابر واحلم واطمح لمستقبل ينير حياتك، حتى تصل إلى نهاية وردية تجعلك تبتسم في ظل الواقع المرير الذي نمر فيه.

اخر الأخبار