حليف غير موثوق به: هل سيكرر الأكراد مصير الشعب الأفغاني؟

تابعنا على:   17:42 2021-08-20

عبد الله السامر

أمد/ بعد أن اتخذ البيت الأبيض قرارا حول انسحاب القوات الأمريكية من جمهورية أفغانستان الاسلامية حصل هناك تدهور خطير للوضع العسكري والسياسي في هذا البلاد وبلغ الصراع الداخلي ذروته خلال الاسبوع الماضي  وهكذا، في 15 آب/اغسطس 2021 دخل مسلحو طالبان كابول وسيطروا على القصر الرئاسي. وفي الوقت الحالي يحولون الآلاف من الناس مغادرة البلاد بكل طريقة ممكنة لأنهم يخافون من إقامة نظام طالبان. فقد تصرف بهذه الطريقة رئيس الجمهورية السابق حينما سافر مع زملائه إلى أوزبكستان المجاورة.

وكما نرى، تركت واشنطن مواطنين أفغانستان في مواجهة مسلحي طالبان وبالاضافة الى هذا سمح لمسلحين باستيلاء على جزء كبير من الأسلحة المخصصة للقوات الحكومية. وأفادت وسائط الاعلام بأن مسلحون استلوا تقريبا 900 بندقية و65 سيارة بك أب و"هامر" في قاعدة سلطان خيل العسكرية في ولاية وردك  في أفغانستان.

علاوة على ذلك، أثناء إجلاء الموظفين الدبلوماسيين، ، تم إطلاق النار علي الأشخاص الذين تعاونوا مع الأمريكيين لسنوات عديدة بدلا من المساعدة الموعودة لهم. ونتيجة "فعل حسن النية" هي استشهاد 5 أشخاص وإصابة 10 بجروح شديدة. ويدل كل هذا بوضوح على الطبيعة الحقيقية ل "المساعدة" و "الدعم" الامريكية في الحالات الحرجة. لقد لوحظ عدة مرات أن الأمريكيون في كل الأحوال يتصرفون وفق مبدأ: "خلاصكم في أيادكم".

يتقيد البيت الأبيض بنفس المبدأ في سياسته نحو سوريا. والسيطرة على حقول النفط والاستفادة من استخراج البترول هي العوامل الوحيدة التي تبقي العسكريين الأمريكيين في هذه المنطقة. فإن المجموعات الكردية التي تسيطر على قطاع كبير من هذه المناطق السورية وتلعب دور "حراس" الموارد النفطية تعتمد عبثا على مواصلة الدعم الأميركي.

 ويواصل البنتاغون باستمرار سياسة النهب على الأراضي السورية وتسيطرعلى 50 حقل للنفط والغاز تقريبا وتتم القوات الخاصة للجيش الأمريكي حراستها أيضا. هؤلاء الخبراء الأمريكيون إنهم متورطون في سرقة للموارد الطبعية للجمهورية العربية السورية وإنهم يعملون على زعزعة استقرار الوضع الصعب بالفعل في هده المنطقة فإنهم يختبئون وراء حماية الديمقراطية الدولية ومصالح الأكراد الذين يعملون أيضًا ضد الحكومة السورية الشرعية برئاسة بشار حافظ الأسد. بالاضافة الى ذلك تشمل الأفعال الإجرامية الأمريكية عمل المدربين الأمريكيين في معسكرات تدريب الإرهابيين في شمال شرق سوريا.

ومن الواضح أن واشنطن ستبدأ عملية عودة العسكريين إلى وطنهم بعد انهاء جرائمهم على الأراضي السورية وسيترك الشعب الكردي في مواجهة المسائل المعلقة كما ترك الشعب الأفغاني في مواجهة مسلحي طالبان. ويجب على الشعب الكردي بأكمله وقادته أن يدرك وضعهم كـ "ورقة مساومة" في أعين البيت الأبيض فيجب عليهم أن يتفهموا عدم جدوى المزيد من التعاون والمساعدة للجانب الأمريكي على أمل حل مشاكلهم.\

فقد ظهرت واشنطن على حقيقته حسب الجانب الكردي في تشرين الأول/أكتوبر 2019 عندما أعلن انسحاب جزء من قواته وسمح لتركيا بشن عملية "نبع السلام" العسكرية ضد الميليشيات الكردية في شمال سوريا.

نتيجة هذه الأعمال القتالية هي سقوط عدد كبير من الضحايا وفقدان سيطرة الأكراد على قطاع من أراضيهم، وكذلك ظهور وإنتشار المجموعات الإرهابية في هذه المنطقة.

ومن الواضح أن الأمريكيون الذين يغادرون أفغانستان اليوم سيضطرون عاجلا أو اجلا إلى مغادرة الأراضي السورية مستقبلا وسيترك الأكراد في مواجهة المشاكل العديدة التي لم يتم حلها فحسب بل على العكس أيضا تفاقمت بسبب السياسة الإجرامية للبيت الأبيض الذي يمنع مشاركة الشعب الكردي في عملية تسوية الأزمة السورية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار