حزب الله وإسرائيل والإنفجار الوشيك!!

تابعنا على:   17:37 2021-08-08

أمد/ "كانت عملية إطلاق الصواريخ المتكررة من جنوب لبنان على الجليل أثناء عدوان غزة ابريل 2021 ارهاص أو بداية تغير أو تحرر من قواعد الاشتباك الموجودة منذ 2006 ؛ للذهاب إلى وضع أشبه بما هو قائم ما بين الكيان وقطاع غزة، بعد جمود العلاقة منذ2006 على الاجمال ، ووصول حزب الله ولبنان لما وصل إليه من ظروف دولية وإقليمية ومحلية غاية التعقيد، كان لا بد من خلخلة القاعدة ومحاولة إنعاش قضية لبنان على جميع الاصعدة والمستويات"

صحيح أن العلاقة ما بين الطرفين كانت قائمة على أساس احترام قواعد الاشتباك بشكل عام ، ولكن هذا لا ينفي أن تكون العلاقة قد تعرضت لحوادث عدة جعلتنا نرجع للوراء ونستذكر حرب 2006، ولكن سرعان ما كانت تنقشع الغيمة وتعود الأمور لطبيعتها ، ولكن هذه المرة وفي ظل الظروف الجامعة الصعبة اختلفت العلاقة بشكل واضح وجلي ، وجعلتنا وكأننا على أبواب حرب جديدة ما بين حزب الله وإسرائيل ، وهذا غير مستبعد لعدة أسباب يمكن إجمالها على النحو التالي :

1- الوضع اللبناني الداخلي، وقضية انفجار مرفأ بيروت التي تحل ذكراه في هذه الأيام ، دون التوصل لتحقيق شفاف يشفي غليل الرأي العام اللبناني ، وبالتالي يزداد الضغط على الطبقة الحاكمة ، والتي تلجأ بدورها لمحاولة إشعال او اشغال الرأي العام مع الكيان.

2- التنسيق ما بين " محور المقاومة " وهو ما ظهر ولو بشكل أولي أثناء عدوان غزة 2021 ، من خلال عملية اطلاق او السماح بإطلاق الصواريخ من لبنان، والتي اصبحت منذ ذلك الحين كأنها سلسة ممتدة ليومنا هذا منذ ذلك الحين.

3- الوضع السياسي والاقتصادي المأزوم ، وعدم النجاح في تشكيل حكومة ، والضغوط الدولية المختلفة على مختلف التشكيلات اللبنانية.

4- لا يمكن إغفال تأثير اشتداد توتر العلاقات الايرانية والإسرائيلية على حزب الله وما يمكن أن يقوم به من أدوار قائمة بذاتها أو مكملة في سبيل الانتصار لمحور المقاومة،ونستذكر هنا عمليات الاستهداف والاغتيال المتبادلة ، المعلنة وغير المعلنة، والتي كان آخرها قبل يومين من استهداف سفينة صهيونية ومقتل اثنين، وقيام اسرائيل بتوجيه الاتهام لإيران ، ومحاولة تشكيل جبهة أوروبية غربية لتوجيه ربما ضربة لا تقل عن ضربة قاسم سليماني ، لذلك لا نستبعد أن حزب الله يريد تشتييت وتخفيف التأجيج الدولي وربما الخطط المعدة لضرب إيران بالتذكير بالاذرع الممتدة لها.

5- استمرار القصف الاسرائيلي على المواقع الايرانية وحزب الله المتقدمة والمتموضعة في سوريا، وهو ما يشكل عائق أمام القدرات وطموح تطويرها في إطار محور المقاومة ، وبالتالي مع اجتماع هذه العوامل تكون الأمور قد هيئت للتصعيد والتدحرج ومن تم الانفجار، خصوصا مع استمرار"سياسة تنقيط الصواريخ المستجدة لبنانيا" منذ عدوان2021 على غزة، والتي كان أخرها بالأمس عندما قام حزب الله بفتح الابواب على جميع المصارع عندما قام بتوجيه ضربة صاروخية قوية مفاجئة وربما محسوبة، ردا على القصف والغارات الاسرائيلية السابقة ، ولم يرد الكيان لادراكه مخاطر ذلك.

وبذلك أصبحنا اليوم أمام علاقة جديدة قائمة على أساس هز قاعدة الاشتباك العامة المتعارف عليها منذ2006 ، والانتقال الى سياسة قائمة على اساس ضرب الصواريخ مقابل ردود اسرائيلية في هذه المرحلة محسوبة ومدروسة على الأقل، ولكن من يضمن عدم انفجار الاوضاع والذهاب للحرب المفتوحة ، في ظل الاوضاع اللبنانية والتأثيرات الخارجية المقيتة،
والسؤال الأدهى من ذلك ألم يكن هدوء 16 عاما كافيا لإعادة البناء من جديد ؟؟!!

اعتقد أن الوقت قد حان .

اخر الأخبار