دول وقبائل

تابعنا على:   07:47 2021-08-04

محمد جبر الريفي

أمد/ تكرست التجزئة السياسية الممنهجة في الوطن العربي بعد أن حققت الدول العربية استقلالها الوطني وتم الاعتراف بها في عضوية الأمم المتحدة كدول مستقلة ذات سيادة وبذلك أصبح لكل دولة عربية هويتها الوطنية التي تتمسك بها و تدافع عنها من محاولات الطمس والتشويه ويتم التعبير عنها بمظاهر مختلفة من العلم الوطني إلى النشيد الوطني إلى الزي الوطني إلى الدعوة إلى اعتماد اللهجة المحلية في الكتابة بدلا من اللغة العربية الفصحى لذلك اصطدمت مشاريع الوحدة العربية بالنزعة القطرية فإننتهت الوحدة المصرية السورية بعد ثلاث سنوات من قيام الجمهورية العربية المتحدة وباءت المحاولات الوحدوية بعدها بالفشل من مشروع اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وليبيا وسوريا إلى مشروع الوحدة بين تونس وليبيا إلى الاتحاد المغاربي إلى الاتحاد العربي ..مسميات وحدوية عديدة وبدون إطلاق عليها صفة الفدرالية اوالكونفدرالية تعثرت على قدم التجزئة السياسية التي أحدثها الاستعمار الغربي لتبقى المنطقة العربية مجالا حيويا لعملية النهب الامبريالي لمقدراتها والسبب وراء فشل كل هذه المشاريع الوحدوية ليس فقط بسبب المؤامرات التي تحيكها القوى المعادية للعروبة والوحدة خشية على مصالحها الحيوية كما يحلو دائما لأصحاب نظرية المؤامرة أن يرجعوا كل إخفاق أو تعثر في قضايا السياسة العربية إلى المؤامرة بل سبب هذا الفشل ايضا في تحقيق أي مشروع وحدوي أو أي عمل عربي مشترك يعود الى تخلف العقلية السياسية العربية ذاتها حيث ما زالت تسيطر على تفكيرها نزعة القبيلة وسلوك البداوة الجاهلية وتختزن في ذاكرتها الوعي القبلي التي تستحضره عند الأقدام عند كل عمل له شأن كبير فليست الدول العربية رغم ما حققته من مظاهر مدنية سوى مجموعة قبائل لكل واحدة منها شيخها الذي يدير شؤونها متفردا بالسلطة وهو ما يعادل الحاكم العربي في كل قطر عربي ..وهذا هو حال الواقع السياسي العربي الآن على مستوى الدول والحكام الدولة الوطنية الحديثة التي تدافع عن حدودها كما رسم لها الاستعمار هي تماما كالقبيلة العربية في العصر الجاهلي التي كانت تدافع عن أرضها حفاظا على الماء اما الحاكم العربي في هذا الزمن سواء أكان ملكا يلقب بالجلالة أو رئيسا بالفخامة أو أميرا بالسمو هو تماما كشيخ القبيلة العربية الذي يدافع عن سلطته الذي لا يريد أن ينازعه فيها أحد .

كلمات دلالية

اخر الأخبار