ماهي المشكلة في اتمام صفقة المفاوضات ؟

تابعنا على:   13:03 2021-07-31

فاضل المناصفة 

أمد/ لايزال الغموض يكتنف مصير المفاوضات بين سلطات الاحتلال وحركة حماس مع استمرار تراشق الاتهامات من الطرفين بالتسبب في فشل الصفقة ، حيث كان اخرها من الجانب الحمساوي على لسان المتحدث باسم الحركة حازم قاسم واصفا هذا التعثر بمحاولة " المراوغة " لإفشال أكبر انجاز للشعب الفلسطيني على حد تعبيره، وفيما تبدى حماس نوعا من التشاؤم في تصريحاتها الرسمية تأتي مؤشرات إيجابية من الجانب الأخر من خلال تصريحات تناقلتها وسائل اعلام العدو حول إمكانية إتمام هاته الصفقة في الأسابيع القليلة القادمة.

ويكمن مربط الفرس في ان حركة حماس لا تريد ربط ملف الاعمار بملف الاسرى حبث ترى انه من غير المنطقي ربط ملفين منفصلتين ووضعهما على طاولة مفاوضات واحدة، ويبدوا أن الحركة تدخل المفاوضات فاقدة الثقة في كل الأصوات التي تدعوا الى تغليب المصلحة العامة، والإسراع في إتمام الصفقة قبل ان تصبح إسرائيل في موقع قوة خاصة وان الحكومة الجديدة بدأت في تثبيت مركزها واحداث توازن في الساحة السياسية مع الأحزاب المعارضة.

لا تبدوا حماس متحمسة لعقد الصفقة بل بالعكس، تأتي تصريحات القادة لتصب الزيت على النار وتصعد اللهجة عن إمكانية العودة الى مسرح المواجهات العسكرية غير ابهة بهشاشة موقفها في القطاع الذي يعيش حالة من الاحتقان الشعبي بسبب تأخر تحويل أموال المساعدات وبداية الخطوات الفعلية للإعمار ومناشدات مئات الاسر الفلسطينية بالنظر في ملفات أبنائها المحتجزين في سجون الاحتلال.

وفيما ترى حماس أنها تمتلك أوراقا قوية للتفاوض مع إسرائيل بشأن تبادل الأسرى، لا يبدوا واضحا ان هذا الملف يحوز الأولوية لها ولايقهم من تصريحات حماس سوا انها لا تريد ان تخسر صفقة أموال الاعمار وأن تتشارك مع أي جهة كانت وتحت أي بند كان في ملف الاعمار، اما بالنسبة لملف الاسرى فهو يعتبر ملفا ثانويا بإمكانه أن يستثمر سياسيا واعلاميا في رفع شعبية الحركة التي تتضاءل يوما بعد يوما يفعل الازمة الاقتصادية الخانقة وحملات التشكيك في قدرتها على إدارة ملف الاعمار بشكل يضمن الحقوق للجميع وبدون استثناء.  

من الخطأ الاستراتيجي إعطاء الطرف الأخر المزيد من الوقت لترتيب أوراقه وتجهيز نفسه الى كافة الاحتمالات، ومن غير العقلانية استمرار حماس في اظهار نفسها في ثوب الأقوى، واوراقها الداخلية تنكشف يوما يعد يوم للقاصي والداني ورصيدها الشعبي يشرف على الانتهاء خاصة وان الازمة الاقتصادية ازدادت شراسة بعد المواجهة العسكرية الأخيرة، ينبغي على حماس أن تعي جيدا ان أساس القوة لا يكمن في قدراتها على تشكيل خطر على إسرائيل، فأي تحرك بتجاه التصعيد لن يؤدي الا الى المزيد من العزلة الإقليمية وخسارة اطراف جادة في مساعدة سكان القطاع وفي مقدمتها مصر، التي ترعى جهود حثيثة لإحداث السلام في المنطقة، ينبغي أيضا أن تعي حماس بأن الجبهة الداخلية ستشتعل حتما اذا استمر الوضع على ماهو عليه، وستخلط الأوراق في صالح الطرف الاخر ولن ينفع الندم بعد خسارة الجولة الحاسمة في المفاوضات .

كلمات دلالية

اخر الأخبار