متحدثا عن "دولة داخل الدولة"..

الرئيس التونسي: لوبيات الفساد تفسد مكافحة "كورونا" - فيديو

تابعنا على:   14:30 2021-07-24

أمد/ تونس – وكالات: قال الرئيس التونسي، قيس سعيد خلال اجتماع طارئ مساء يوم الجمعة، بقصر قرطاج، إن الأخطاء كثرت في المدة الأخيرة، وكثر التّردد نتيجة دخول بعض اللوبيات لإفساد جملة من الإجراءات.

وأكد الرئيس التونسي خلال الاجتماع الطارئ مع أعضاء الحكومة أنه "لا بد من قراءة نقدية لما تم فعله في الأشهر الماضية، ولماذا تردت تونس إلى هذا الوضع".

وقال: " الوضع الصحي في تونس كارثي والأمر يتعلق في التفريط في القطاع العمومي للصحة منذ سنوات التسعين".

وأمر سعيد بمراجعة جملة من الاختيارات بعد فشل التصدّي لجائحة "كورونا"، وتفاقم الأوضاع الصحية في عدد من مناطق البلاد.

كما أوضح بأنه قام "بما تقتضيه المسؤولية وما يفرضه الواجب تجاه هذا الوطن، ولكن المسؤولية تقتضي اليوم مراجعة جملة من الاختيارات التي أثبتت التجربة أنها خاطئة أو منقوصة".

وشدد الرئيس على "أن الدولة التونسية واحدة، ولا مجال لمراكز قوى تتنافس للسيطرة عليها أو تفجيرها من الداخل".

وعبر سعيد عن استيائه من محاولة توظيف هذه الأزمة لغايات سياسية، مؤكدا أن "صحة المواطن ليست بضاعة تتقاذفها قوى أو مجموعات ضغط، وليست من قبيل الأسهم في الشركات التجارية تحكمها قوانين العرض والطلب".

وأكد على أنه "سيسهر بنفسه على كل التفاصيل حتى يتحمل كل طرف مسؤولياته، فتونس عانت كثيرا من هذه الجائحة، ومن الجوائح السياسية التي تقتضي لا لقاحا، بل مضادات حيوية تضع حدا لهذه الأوضاع المتردية".

وتابع في هذا الإطار: "نحن لسنا في مجال للمنافسة، نحن دولة واحدة، ولا مجال لدول داخل الدولة الواحدة، القانون هو قانون الدولة، كثرت الأخطاء في المدة الأخيرة وكثر التردد نتيجة لدخول بعض اللوبيات، وأعي جيدا ما أقول، لإفساد جملة من الإجراءات".

ووجّه سعيد، انتقادات حادة لوسائل الإعلام التونسية واتهمها بالتعتيم على نشاطه وتحركاته لحل الأزمة الصحية التي تعاني منها تونس منذ فترة.

وقال قيس سعيّد في تصريح أدلى به لقنوات محلية، إن وسائل الإعلام همّشت المبادرات التي يقوم بها سواء في تونس أو على مستوى مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي ومع منظمة الصحة العالمية ومع الدول الأجنبية، قائلا: "يتحدثون عن جلود الأضاحي قبل أن يتحدثوا عن مكالمات مع رؤساء دول شقيقة، كأن قضية الجلود أهم... على الأقل كان عليهم أن يحترموا الدول الأخرى".

وأضاف: "سيأتي الوقت الذي يعرف فيه التونسيون الكثير من الحقائق والكثير من الجرائم، وسيتحمل هؤلاء الذين أجرموا في حق الشعب مسؤولياتهم كاملة أمام القانون".

واستغرب قيس سعيّد حديث بعض التقارير الإعلامية عن غياب دور رئاسة الجمهورية في مجابهة فيروس "كورونا"، مضيفا: "إذا كان الإعلام يتساءل ماذا فعلنا، لن تكفي برامجه لتعداد ما قمنا به بخصوص مجلس الأمن القومي ووزارة الصحة والعلاقات الخارجية مع عديد من الدول الأجنبية".

وكان قيس سعيد قد وجه انتقادات لرئيس الحكومة هشام المشيشي، خلال إشرافه على موكب تلقي تونس مساعدات طبية ولقاحات وافدة من فرنسا: "لسنا في منافسة أو مبارزة مع أي كان، بل نحن في سباق مع الزمن كي لا يسقط ضحايا آخرون نتيجة جملة من الإخلالات التي أدت إلى هذا الوضع الصحي في تونس، ومن يعتقد أننا ننافسه في جلب اللقاحات، فهو يحتاج تلقيحا من نوع آخر".

يشار إلى أن تونس تعاني أوضاعا صعبة خاصة مع زيادة انتشار بعض سلالات فيروس "كورونا" المتحورة، وهو ما تسبب في زيادة أعداد المصابين، وارتفاع نسب الوفيات، مخلفا ما يشبه الانهيار في القطاع الصحي.

وقد تلقت تونس مساعدات دولية كثيرة، منها من بعض البلدان العربية مثل مصر والسعودية والكويت وقطر والجزائر والمغرب، ومنها أوروبية مثل فرنسا وبلجيكا وغيرها، وذلك في إطار دعم جهود القطاع الصحي لمواجهة الزيادة المطردة في أعداد المصابين.

اخر الأخبار