الإنكار لن يصمد طويلاً!!!

تابعنا على:   20:30 2013-11-08

يحيى رباح

غريب جداً هذا التصريح الذي صدر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، كرد فعل على التقارير التي صدرت من الجانب السويسري بخصوص مادة البلوتونيوم المشع التي قتل بها الرئيس الخالد ياسر عرفات، و ادعاء إسرائيل أنها غير معنية بهذا التقرير.

هذا الإنكار، هو سمة رئيسية من سمات السلوك السياسي لدولة إسرائيل، أولم تنكر لعقود طويلة وجود الشعب الفلسطيني كله؟؟؟ فأين العجب في أن تنكر مسؤليتها عن المصير الذي لحق بالرئيس عرفات، و هي التي حاصرته في مقره في المقاطعة في رام الله لسنوات، و منعته من السفر للقمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002، و هي التي داهمت مقره عدة مرات بقوات كبيرة الحجم و كانت تطلق الرصاص على الأماكن التي يتواجد فيها في ذلك الحصار الخانق، و أجبرته على أن يحصل على الأكسجين اللازم للتنفس من خلال جهاز صغير وضعه في مكتبه الذي كان غرفة صغيرة جداً!!! و منعت عنه في كثير من الأحيان الطعام، و قطعت عنه الماء و التيار الكهربائي، و صنعت حوله هذه البانوراما المعربدة لمدة ثلاث سنوات.

هل كل ذلك و تفاصيل كثيرة أخرى، ليس له علاقة بقتل الرئيس عرفات، فأي شيء له علاقة أكثر من ذلك؟؟؟

 و فوق هذا كله:

فإن بعض المذكرات التي كتبها رؤساء أركان سابقين للجيش الإسرائيلي، أشارت صراحة إلى القرار الإسرائيلي يالتخلص من عرفات بعد أن اتضح لهم أن حصول أية تنازلات منه أمر من سابع المستحيلات!!! ناهيكم عن الإشارات غير المباشرة التي صدرت عن قيادات إسرائيلية من الدرجة الأولى.

كلما أثيرت تفاصيل أو معلومات طبية جديدة عن اغتيال الرئيس عرفات، تحاول إسرائيل بالتعاون مع جوقات هنا و هناك أن تلفت النظر إلى التفاصيل الجانبية أو الهامشية، و تبعد التركيز عن الجوهر الأصلي، و هو أن إسرائيل بإحتلالها، و بإجراءاتها الرئيسية، و بحصارها للرئيس و الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات هي المستفيد الأول، و هي المجرم الأول، و هي الفاعل الرئيسي.

و نحن نعرف أن قضايا الاغتيالات الكبرى في التاريخ الإنساني تحاط دائماً بقدر كبير من التمويه و التغطية، و أن الدول الكبرى التي لها قدره على كشف الحقائق قد تجد نفسها غير ملزمة بالإدلاء بكل ما عندها من حقائق و وقائع و أدلة!!!

و هذا أمر طبيعي، و حصل ذلك في اغتيالات كبرى من النوع الثقيل كما في حالة الرئيس عرفات، و لكن بالنسبة لنا هناك القرار بأن الملف سيظل مفتوحاً، و أن البحث سيبقى مستمراً حتى تتكشف كافة التفاصيل التي تثبت أن إسرائيل هي المتورط الفعلي، و هي الفاعل الرئيسي، و هي صاحبة المصلحة الأولى، و صاحبة التاريخ الأسود.

و كم أنكرت إسرائيل و أنكرت، و لكن الإنكار لم يصمد طويلاً، لأن الشعب الفلسطيني صاحب القضية التي من بين مفرداتها واقعة اغتيال الرئيس ياسر عرفات، ليس خارج التاريخ، و ليس على هامش التاريخ، بل هو في قلب ميدان الاشتباك، و لذلك فإن الإنكار الإسرائيلي لن يصمد طويلاً.

اخر الأخبار