سقوط نتنياهو أكثر من مجرد انتكاسة..

"فورين بوليسي": التغيير السياسي يهدد قوة المسيحيين الصهاينة ودعهم لإسرائيل

تابعنا على:   18:07 2021-07-20

أمد/  واشنطن: سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الضوء على الدعم الذي تلقته إسرائيل خلال فترة رئاسة دونالد ترامب والتي تزامنت مع تولي بنيامين نتنياهو رئاسة وزراء إسرائيل، من جانب المسيحيين الإنجيليين الأمريكيين والذين احتلوا مكانة أعلى من اليهود الأمريكيين أنفسهم لدى إسرائيل.

وبحسب المجلة الأمريكية عبر موقعها الإلكتروني، بالنسبة لمايك إيفانز، القس المسيحي الصهيوني في الولايات المتحدة، كان سقوط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مجرد انتكاسة سياسية للحركة التي أقامت علاقات عميقة مع الزعيم الإسرائيلي السابق، كما كانت خيانة مريرة للنبوءة التوراتية من قبل الناخبين الإسرائيليين وجيل جديد من القادة السياسيين.

وفي رسالة ناقمة مليئة بالكلمات النابية، نقلت المجلة جانبا منها، انتقد إيفانز رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد نفتالي بينيت لانضمامه إلى تحالف من الوسطيين الإسرائيليين والعرب الإسرائيليين الذين يخشى أن يدعموا دولة فلسطينية.

وكتب إيفانز، في رسالته "لقد قدمنا لكم 4 سنوات من المعجزات في عهد دونالد ترامب وهذه هي الطريقة التي تُظهر بها تقديرك“، متعهدا بأنه وأتباعه سينضمون إلى رئيس الوزراء المنتهية ولايته في معارضة الحكومة، وعكست فورة غضبه القلق بين القادة المسيحيين الأمريكيين الذين يخشون أن يتضاءل التأثير الضخم الذي مارسوه في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونتنياهو، ما يجدد احتمالات قيام دولة فلسطينية، والتي يرى الكثيرون أنها مناقضة لـ ”خطة الله لإسرائيل الكبرى“، بحسب المجلة.

وبحسب المجلة، يأتي تغيير القادة السياسيين في كلتا الدولتين في وقت وصل فيه المسيحيون الإنجيليون إلى قمة السلطة السياسية في واشنطن، ما شكل سياسة الولايات المتحدة بشأن حقوق الإنسان، والإجهاض، والرعاية الصحية الإنجابية، وحقوق المثليين، وإسرائيل، إذ ساعدا في تشكيل دعم سياسي لقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، فيما يتزامن ذلك أيضا مع الانقسام المتزايد في الأجيال بالكنيسة الإنجيلية، إذ تزيد نسبة الشباب الإنجيليين الذين ينظرون إلى إسرائيل بعين النقد أكثر من شيوخهم.

وفي مقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، قال مبعوث نتنياهو للولايات المتحدة رون ديرمر إن المجتمع المسيحي الإنجيلي قد طغى على الجالية اليهودية الأمريكية كأهم الحلفاء السياسيين لإسرائيل في الولايات المتحدة.

وقال ديرمر "على الناس أن يفهموا أن العمود الفقري لدعم إسرائيل في الولايات المتحدة هو المسيحيون الإنجيليون. نحو 25% من الأمريكيين مسيحيون إنجيليون، وأقل من 2% من الأمريكيين هم من اليهود. لذا، إذا نظرت إلى الأرقام فقط، يجب أن تقضي وقتا أطول بكثير في التواصل مع المسيحيين الإنجيليين أكثر مما تقضيه مع اليهود“.

ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي كبير سابق عمل عن كثب على السياسة الأمريكية في إسرائيل، قوله إن ديرمر كان يقول علانية ما كان نتنياهو يوعظ به حكومته بشكل خاص "لقد أخبر العديد من وزرائه بأن اليهود الأمريكيين لم يكونوا مهمين للغاية، وأنهم لن يظلوا يهودا بعد جيل أو اثنين آخرين، وأن هناك المزيد يمكن كسبه من خلال تنمية علاقة مع الإنجيليين“.

وقال نتنياهو أمام تجمع للمسيحيين الإنجيليين في عام 2017 في مؤتمر سنوي استضافه "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل“: ليس لإسرائيل صديق أفضل منكم في أمريكا.

وبحسب المجلة، يلاحظ المراقبون أن بعض اليهود الأمريكيين المحافظين، بمن فيهم صهر ترامب، جاريد كوشنر، وجيسون غرينبلات ممثله الخاص في محادثات السلام في الشرق الأوسط، وديفيد فريدمان، مبعوثه إلى إسرائيل، لعبوا دورا أساسيا في تشكيل سياسة ترامب تجاه إسرائيل، بما في ذلك قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس من تل أبيب، لكن المسيحيين المحافظين، بجذورهم العميقة في الحزب الجمهوري، ساعدوا في ترسيخ دعم إسرائيل كعقيدة أساسية في البرنامج الجمهوري في المقام الأول.

وبحسب المجلة، تراجع القادة الإسرائيليون اليوم عن الفكرة القائلة بأن إسرائيل يمكن أن تنظر فقط إلى الجمهوريين، وعليها أن تتعامل مع الإنجيليين أكثر من اليهود الأمريكيين، وقال يائير لابيد، رئيس الوزراء الإسرائيلي المناوب، والذي يشغل حاليا منصب وزير خارجية إسرائيل "حقيقة أننا مدعومون من قبل الجماعات الإنجيلية وغيرها في الولايات المتحدة مسألة مهمة، لكن يهود العالم هم أكثر من حلفاء لإسرائيل، إنهم عائلة“.

اخر الأخبار