"العدوان نوع آخر من التعذيب!"..

برنامج غزة للصحة النفسية يعقد ورشة عمل بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب- صور

تابعنا على:   09:44 2021-07-07

أمد/ غزة: عقد برنامج غزة للصحة النفسية ورشة عمل تحت عنوان "العدوان نوع آخر من التعذيب!!".

ويأتي ذلك، في إطار حملة أطلقها برنامج غزة للصحة في السادس والعشرين من شهر يونيو 2021.

وتضمنت الورشة جلسة نقاش تكونت من أربعة متحدثين رئيسيين من مؤسسات متخصصة في مجال الصحة النفسية وحقوق الإنسان، والذين قاموا بمناقشة التعذيب ضمن الحالة الفلسطينية وواقع الاحتلال والمعاناة المستمرة وحالة السيطرة والتحكم في الحياة اليومية للمواطنين التي يفرضها الاحتلال على الشعب الفلسطيني بالإضافة إلى الإعتداءات المستمرة ومقارنتها بالتعريفات الدولية للتعذيب.

وفي بداية الجلسة تحدث مدير عام برنامج غزة للصحة النفسية، الدكتور ياسر أبو جامع عن تأثير التعذيب الجسدي والنفسي مستعرضا بعض التقارير الدولية التي تتحدث عن الحالة الفلسطينية تحت عنوان الاستجابة الطارئة، والتي تسرد الاحتياجات النفسية للمجتمع الفلسطيني ابتداء من أبسطها والذي يتمثل في تقديم الإسعاف النفسي الأولي، وانتهاء بالتدخلات المتخصصة.

وأوضح الدكتور أبو جامع أن العدوان المتكرر على المجتمع الفلسطيني وتعرضه لضغوطات اقتصادية خانقة بفعل الحصار الإسرائيلي بالإضافة إلى تفشي وباء كورونا تسبب في ظهور أعراض نفسية خطيرة بين أفراد المجتمع، بالغين وأطفال.

كما وتحدث مدير عام البرنامج عن تقرير أعدته مؤسسة أرض الإنسان سويسرا والذي أوصي بالحاجة إلى توفير الحماية للمجتمع الفلسطيني وتقديم الدعم له في مجال الصحة النفسية، والتركيز على النساء والأطفال ضمن التدخلات.

وقال أبو جامع "أثناء العدوان كنا ننظر بنوع من الخوف والعجز في توفير الحماية للأطفال – هذا الشعور بالعجز له تبعات نفسية خطيرة،" متطرقا لبعض الأعراض النفسية الجسدية التي ظهرت على السكان أثناء وفي أعقاب العدوان.

كما تحدث السيد عصام يونس، مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان أن مشاهد العدوان تتكرر على الشعب الفلسطيني مستعرضا التعريفات الدولية للتعذيب ومقارنتها بالحالة الفلسطينية.

وقال السيد يونس، "العالم أجمع على تعريف واحد للتعذيب وهو: فعل يسبب ألم جسدي ونفسي؛ يمارس من قبل موظف عام؛ وله غاية. وإذا ما تأملنا في هذا التعريف نجد أنه ينطبق على الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني."

ومن جانبه استهل السيد صابر النيرب، مدير مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالدور الريادي لمؤسس برنامج غزة للصحة النفسية، الدكتور الراحل إياد السراج، والذي ربط الصحة النفسية بحقوق الإنسان. "مع دخول أوسلو وتحرر العديد من الأسرى الفلسطينيين رأى الدكتور إياد أنه لابد من ربط حقوق الإنسان بالصحة النفسية وربط أيضا آثار التعذيب على الحالة النفسية الفردية والمجتمعية."

"إن عنوان الورشة هذا هو عنوان بحثي بامتياز وأنا اوصي ضمن ما أتقدم به من توصيات في هذه الورشة أن يقوم برنامج غز بعمل بحث عن هذا الموضوع وأنا أعتقد أن برنامج غزة قادر على عمل بحث مميز في هذا الموضوع،" وفقا لما قاله السيد النيرب.

كما وشرح السيد النيرب كيف أن نشر ثقافة الخوف والتهديد هو نوع من أنواع التعذيب وأنه اليوم يمكن أن يتم تعريف التعذيب في سياق ما يعايشه الفلسطينيون من قهر وإذلال في تفاصيل حياتهم اليومية وحقوقهم البسيطة منى علاج وسفر وغيرها.

وشارك أيضا كمتحدث رئيسي في الجلسة السيد خضر رصرص، مدير مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب والذي تحدث عبر برنامج الزوم من الضفة الغربية عن امتداد حالة المعاناة للضفة الغربية والقدس وجميع أرجاء الوطن، متحدثا عن هدم البيوت والبنية التحتية وآبار المياه وتجريف المزارع وما تتسبب به هذه الممارسات من(اضطرابات الصدمة المستمرة).

كما أوضح السيد رصرص أن ما يحدث في الضفة الغربية "هو حالة من "الضغط النفسي المزمن ينتج عنه اضطرابات نفسية خطيرة،" مؤكداً على أهمية زرع الأمل لدى الناس لمقاومة هذا الشعور بالعجز والقهر، مستشهداً بخروج الناس في قطاع غزة للشوارع بعد توقف العدوان مباشرة للاحتفال بصمودهم على أنه شكل من أشكال التحدي ومؤشر إيجابي على وجود الأمل.

وتخلل الورشة عرض فيلم يظهر المعاناة النفسية التي تسبب بها العدوان على قطاع غزة ومن ثم ناقش الحضور مفهوم التعذيب بإسقاطه على الحالة الفلسطينية والسياق الفلسطيني وتم الخروج بجملة من التوصيات الهامة التي سيتم مناقشتها لاحقا مع المؤسسات الشريكة ومراجعتها ليتم تعميمها واعتمادها ضمن وجهود وآليات مناهضة التعذيب ضد الافراد والجماعات.

اخر الأخبار