جريمة اللقاح

تابعنا على:   09:25 2021-06-25

ياسر خالد

أمد/ اشعر بالخجل وانا اكتب عن السقوط الأخلاقي الذي وصل به حال سلطتنا، في معالجة شؤون شعب كبير ضحى كثيرا واعتقد ان من حقه الان ينال قسطا من الراحة، فاذا بهمومه تزداد وتعلن في وضوح الشمس انها قررت اغتياله وتعقد اتفاقا تبادليا بموجبه نحصل على لقاح منتهى الصلاحية مقابل ان نتنازل عن لقاح اشتريناه بأموالنا،

أي عار يلاحقنا، ونحن نستيقظ كل يوم على فضيحة ابطالها أسماءهم معروفة وعناوينهم واضحة، سفير يخرج للأعلام ليخاطب جمهور وإذا به لا يجيد لغتهم فأصبحنا مركزا للتندر والسخرية، وسفيرة في اوج المعارك تبرر لإسرائيل افعالها وأنها متفهمه لتصرفاتهم، كل ذلك لم يقنع عباس بتبيض وجهه ومحاسبة المتسببين في ذلك، لأنهم ببساطه من رجاله واتباعه الذين وفروا الغطاء لبقائه،
هذه الفضيحة ليست الأولى فيما يتعلق باللقاح، بل سبقتها فضائح قائمة على التنازلات السياسية فإسرائيل أطلقت قبل فترة حملة تطعيم العمال الذين يذهبون الى الداخل وكان ثمن ذلك قبولنا برشوة صغيرة قوامها مائتي لقاح لتطعيم عباس وحاشيته، فضيحة كان لها ان تهز عروش وتشعل انتفاضة ومع ذلك الكل سكت واستسلم للأمر الواقع،
ليأتي التنازل الأكبر وفي فضيحة مجهولة النسب، المتهمون تقمصوا أدوار البطولة بعد ان انكشف الامر، فأعلنت وزيرة الصحة رفضها للشحنة، ووزير الشؤون المدينة " ضابط الاتصال " يدعى انه لا يعلم بالأمر ويتهم الاعلام بالتحريض ضده، ولكن الشاحنة التقطت صورتها وهي تقف على معابرنا ومحملة باللقاح الفاسد المنتهى الصلاحية، وكأنها قادمة لتفرغ حمولتها داخل مكب نفايات سلطة يغتصبها عباس،
عباس الذي رفض استلام اللقاح الإماراتي مجانا باعتباره قادم من دولة تطبيع, يرسم شكل لمسارات التطبيع القذر بطريقته , و يقدم دروسا مجانيا و معه فيلم وثائقي لإخراسنا حال انتقدنا دولة أعلنت تطبيعها مع الاحتلال , هذا الرجل ينقلنا من منزلق الى اخر اشد انحدارا , كل يوم يكشف لنا مدى حرصة على إرضاء الإسرائيليين بطريقة تثير الاشمئزاز , يقبل بكل الأدوار طالما وفروا له الحماية , نحن لم نتحرر و المباهاة بذلك امر يحتاج الى مراجعة , و اكذوبة اننا ندير انفسنا يفضحها صراخ جندي صغير في وجه اكبر الشخصيات لذا كان الاجدر منذ بدء الجائحة ان تعلن سلطتنا ان مسؤولية التطعيم و توفير المستلزمات الطبية هي مسؤولية سلطة الاحتلال ,لا مقايضتهم و استلام لقاحهم المنتهى الصلاحية باخر لازال في طور التصنيع ,
من الذي قبض فرق السعر، سؤال مطروح على طاولة البحث في جريمة من الصعب تبريدها بالإعلان عن تشكيل لجنة تحقيق، فأطراف القضية ليسوا اشباح كي نبحث عنهم، ومن شارك في تلك الجريمة لابد ان يحاكم بتهمة اغتيال شعب بأكمله ودون ذلك فالسلطة والقائمين عليها وضعوا أنفسهم في خطر،
عالميا، نال التطعيم من التشكيك ما يكفي، لذا أقدمت معظم دول العالم على تقديم جوائز ماليه تحفيزية من اجل اقناع شعوبها بضرورة التطعيم لما له من فائدة سوف تحمي الناس من خطر الوباء وتساعد على عودة الحياة الاقتصادية، وسلطتنا تحاول استغفال الناس وتستبدل اللقاح كي نبقى خائفين ونفضل الموت بكورونا عوضا عن تناول لقاح منتهى الصلاحية،
الامر لم يعد يتعلق بتوفير لقاح او بنجاح حملة التطعيم وتحصين الناس من وباء خطير كل يوم يحصد الاف الارواح، بل كيف يمكن لنا ان نثق في لقاح قادم يعقد اتفاقياته هؤلاء البشر، اعمتهم الخيانة عن العودة لأحضان الوطن، فباتوا يستغلون مناصبهم من اجل التربح ومقاسمة الرئيس وابناءه، انها جولة الضربة القاضية التي تنذر بقدوم حالة من اليأس ومطالبة الله بان يأخذ ارواحنا ونحن نقف على أقدمنا بدل من ان نتناول لقاحات يتعاقد عليها فريق عباس،

كلمات دلالية

اخر الأخبار