جزء (60)..

المغرب للجزائريين حبيب

تابعنا على:   08:05 2021-06-23

مصطفى منيغ

أمد/ الضَّميرُ حَكَمُ إرَادَةِ السّيطَرَة، لولاه لدَخَلَ فِْعْل حََصَلَ في دائرةِ "ليتَه ما جَرى" ، كالقانون لتطبيق فصوله مسْطَرَة ، ما دام النّظام في حاجة لتنظيمٍ وفق ثوابت من بداية التَّأسيس مُسَطّرَّة . الخَطَأُ خَلَلٌ في التَّقدير وانفعال لا يعبأ بالمصير لدافع الاستيلاء على لحظة وجيزة برائحة المتعة الحرام مُعطَّرة ، والصواب إدراك للنَّدم قبل وقوعه إذ المؤقَّت شبيه بالقَنْطَرَة ، ينتهي الأمر باجتيازها دون الفوز بأشباح نحلٍ عن سخاء وتلقائيةٍ للعَسَلِ مُقََطّرَة . الرغبة الصَمَّاء لدى المرء كالأفعى العمياء حرارتها المتساوية بالاندفاع تقود الاثنين للانقضاض كلّ منهما عمّن نَوَى انها حقيقة وليست خَاطِرَة
خَطْرَةُُ بعد خَطْرَة واليد الناعمة تسحبني صوب المعصية ، لكنّ طهارة الايمان توقفني عند حدود رأتها المستَعجِلة قاسية ، لا تقدر على شقّها مهما ملكت دون شروطٍ إسلامية ، إن كان هناك إتفاق مُسبَق فليظلَّ واجهة للتصرُّف الحميد وليس الانسياق لأمور مؤذية ، الشيطان إن حضرَ فلنا من القدرة السامية ، ما ترضخه للهروب لمن خُلق منها ولن تكون للساخطين عليه مُعدية ، الجمال لا يستحق التحوّل قُبحاً في أعين الوازنين اللحظة بالمكان بالرخصة السارية ، شرعاً عمَّن اتّبع الهدى وأصلح نفسه بتوبةٍ لما يحياه آنياً وما سيحياه مُستقبلاً أساسية .
انتهت الرحلات المراطونية بين أمكنة لم تعد بالنسبة إليَّ آمنة ، لأستقرّ قي بيتي من جديد مهتماً بأشيائي الصغيرة قبل الكبيرة ، متحدّياً الظروف والعزلة التي وضعتُ فيها نفسي عن طيب خاطر ، مؤدياً واجبي اتجاه المملكة المغربية ، وفق اختياري الضامن حريتي وسلامة أفكاري ، لكن هي أطراف كل منها يريد أن أميلَ سياسياً لأهدافه ، أو أسانده في انشغالاته الدُّنيويّة على حساب الغير ، خليط من التصرفات و فسيفساء من الاتجاهات الجاعلة الساحة الوجدية في تلك الأثناء ، غير مستقرّة على حال ، ومن الصعب تنظيمها ، ولا تبشّر بالخير عموما ، قد يكون من وراء الوضعية شيء ملموس يتحرَّك إتباعاً لبرنامج مُعَد من طرف خبراء ، يهدف لوضع أسس قاعدة انطلاق تجربة حزب للدولة يد فيه من قريب أو بعيد لا يهم ، ومتى ركَّزتُ في مثل الأقوال التي ردَّدها مَن حضرََ وجدة من مدن كالعاصمة بتلك الكثافة ، لتصبَّ كلها عمَّا يؤكد أن تغييراً جوهرياً في الساحة الحزبية المغربية ، أصبح ضرورة ومطلباً مُلحاً لشقّ مسار التنمية على غرار دولة أوروبية غير فرنسا . وكما للحزب المكوَّن من الفراغ مطالب خيالية ، الساحة المُزوّدة له بالطاقة البشرية خالية ، فكان الحل كامن في التطبيل والتزمير والتعويض السخي لنشر ما سيأتي به من إمكانات ترفع المنخرطين فيه لمكانات عالية ، فغدت "وجدة" مجرَّد سوق كبير لبيع سلعة الأحلام الوردية بثرثرة إختصَّ في تقنياتها من جُلبوا من الشمال والوسط المعتبرة في ألمانيا خاصة (من حيث استنبطَ الحزب البعض من أفكاره) بالوسيلة البالية ، خلال الكلمة التي ارتجلتها في ذاك الاجتماع النواة الأولى لتأسيس "التجمع الوطني للأحرار، والممهد لترشيح أحمد عصمان نفسه لانتخابات 1977 البرلمانية عن دائرة وجدة الشمالية ، أشرت لبعض النقط التي لا زالت مانحة درجة الوعي التي حظي بها من فكَّر فعلا في مصالح تلك المدينة الصامدة كانت في نضالها الحق، ضد الفساد والمفسدين وبخاصة في تلك المراحل الصعبة ، حيث أشرت :
- لا هو لقاء لقدماء طلبة وجدة ولا حتى نشاط ارادت به الغرفة الاقتصادية الفتية الشروع في أحدى خططها الرامية لفرض وجودها في هذه المدينة ، وإنما لتهيئ الجو المناسب لاستقبال تغيرات فارضة اسمين لا ثالث لهما ، أحمد عصمان رئيس الحكومة ، وحزب سياسي يرأسه ، بقدر ما سينجح الأول اعتمادا على نشأته الأولى بين أحضان هذه المدينة ، فسيفشل الثاني بعد مرحلة تطول أو تقصر لا يهم ، بل الأهم وأهم الأهم أن وجدة لن تستفيد منه أصلا .
... رنّ الهاتف فأجبت محدثي السيد الطيب بلعربي طالبا اللحاق به أو أن يلحق بي فورا ، عند خروجي وجدتُ سيارة أشعرني سائقها أنه مبعوث من طرف ... لم اتركه يتمم الجملة بل ركبت معه لأجد نفسي بعد دقائق وجها لوجه مع المعني الذي بادرني قائلاً :
أطلعتني صديقتُكَ التطوانية بأهمية وجودكَ وسط بعض الناس في عين بني مطهر الذين لهم وزنُهم في قبائل مجاورة ، ممَّا زاد احترامي لك واستعدادي للتعاون معك فما قولك ؟.
- أولاً "التطوانية" ليست صديقتي ، طبعا معرفتي بها تعود لأيام الدراسة والشباب الطموح المتحمس ، معرفة لن ترقى لدرجة الصداقة الصادقة ، ثانيا لم أفهم قصدك من استعدادك التعاون معي علما أنني لم أطلب منك مثل التعاون .
- حسبتُها صديقة لك حتَّى أظهرتََ لي العكس الآن ، أما التعاون معك فأقصد به مشروع جريدة "الحدث" الذي أردتَ به أن يكون لوجدة صوتاً يعبِّرُ بلسانها إعلامياً ما تعيشه وما هو في الطريق لازدهارها .
- شكرا، وإن فضَّلتُ البَّدء صغيراً حسب إمكاناتي المادية.
- يا رجل الصغير في المجال الإعلامي يبقَى صغيراً والكبير يكبر فيه أكثر وأكثر .
- الكبير بمال غيره لا يوفِّر الاستقلال في هذا الميدان النبيل ، بل يلجمه بتبعية تصغِّره أمام القراء ، وحتَّى أنهي الموضوع لو سمحت ، جريدة "الحدث" لن تزمِّر ليرقص على حسّها أحد ، ولن تطبِّلَ لاستقبال مَن يدفع مهما كان .
كَما تريد ، على كل سنقيّم التجربة ، ومتى احتجت إلينا ستجدنا دوما في استقبالك كأستاذ عزيز علينا . اطلب منك أن تهيئ نفسك لمصاحبة السيد أحمد عصمان في زيارة يقوم بها لمدينة "عين بني مطهر" في إطار الحملة الانتخابية يوم الثلاثاء القادم .
- مِن الأحسن تغيير اليوم بآخر ، الثلاثاء مخصَّص لدى الساكنة للسوق الأسبوعي الكبير المروّج أرزاق الوافدين علية من كل الاتجاهات .
- سأخبره بالأمر وأبلغكَ بقراره ، قبل أن نفترق ، هل أنت متفائل أم ستبخل عليّ بمثل الإجابة؟.
- قلت لكَ سابقاً أن أحمد عصمان سينجح لاعتبارات أنت مثلي تعرفها جيدا ، وسيتحقق له ما يريد من أغلبية مريحة يتباهى بها أمام منافسيه السياسيين. (يتبع)
الصورة : 1/ مصطفى منيغ يرتجل كلمة في ذاك الاجتماع الذي كان بمثابة اللبنة الأولى لتأسيس حزب التجمع الوطني للأحرار بوجدة

اخر الأخبار