بقايا صور

تابعنا على:   07:46 2021-06-19

الصحفي نبيل عيد الرازق

أمد/ إن التعددية السياسية والفكرية بأي مجتمع هي أحد سمات الديمقراطية وحالة صحية محموده..،
فالاختلاف حق والتنوع طبيعي وينتج صوره جميلة زاهية الالوان..،،
وهذا يأتي من خلال الفهم العميق والممارسة الصحيحه للديمقراطية وعلي كل الصعد،،
لا تتوقف الديمقراطية علي الشق السياسي لحياة الناس من خلال إجراء الانتخابات ،، بل تشمل كافه مناحي الحياة ..،
فالديمقراطية سلوك وممارسة واسلوب حياه..،
واذا ما تأملنا واقعنا الفلسطيني وخاصة أعداد الحركات والاحزاب السياسية وليس تعددها!!!!
نجد أن هذا الكم الكبير من المسميات بلا أي جدوي وفي أغلب الاحيان بلا وجود حقيقي علي الارض وفي هذه الحالة يعتبر عبئا ..،،

موازنات تصرف وتذهب أدراج الرياح بلا رقيب أو حسيب يستفيد منها أشخاص بعينهم ونثريات وسيارات وثمن أجار مكاتب ومقرات وتقلد مناصب في حين أن معظم هذه التنظيمات قد انحسر مدهم الشعبي وغاب أي تأثير لهم علي الارض وحضورهم وغيابهم سيان!!!!

هذه الحركات والتي تعيش علي ماضيها ، فقط ..،،لا تشكل الان اي ضروره ذات قيمة تذكر وذلك لعدم التأثير وغياب الحضور الجماهيري لها وعدم قدرتهم علي إحداث اي فارق ،،..

ومع احترامنا وتقديرنا الكبير للماضي المشرف لهم ولكن هذا لم يعد ذو جدوي الان..،،
فقد وجدت الحركات السياسية والاحزاب والتنظيمات كضرورة نضالية وتعبير عن التنوع الفكري ..،،
ومع فقدان الدور الذي وجدت من اجله وغياب شبه تام لتأثيرها في الواقع لم يعد مبرر لوجودها..،. غاب رصيدهم الجماهيري ولم يبقوا الا شخوص..
وهم لا يمثلون في الواقع السياسي أي مواقف مختلفه عن الحالة التقليدية الموجوده لدينا،،

وفي نفس السياق وعلي اثر الانقسام السياسي الفلسطيني تم دعم مجموعات تشكلت كحالة عسكرية لتصبح حركات سياسية وكل هذا في اطار المناكفات السياسية ومحاولة التضخيم لاثبات الندية..
ومن هنا فالتاريخ لا يحابي احد …

فليكن الدمج سيد الموقف ولتنتهي كل هذه المسميات ،،

ففي الحالة الفلسطينية هناك تيارات رئيسية
التيار الوطني العلماني
والتيار الاسلامي
والتيار التقدمي اليساري
و محاولات لوجود تيار مستقلين من شخصيات اكاديمية او نقابية او منظمات المجتمع المدني هو في الحقيقة موسمي يبدأ الحديث عنه عند وجود انتخابات
وللاسف هذا انعكاس وتعبير عن الصفة الانتهازية للطبقة البرجوازية وسرعان ما ينتهي الحديث عنه بمجرد انتهاء الحدث الذي دعا اليه،،.!!
فليكن التمثيل السياسي من خلال الانضواء تحت سقف احد هذه التيارات والتي تمثل كافه التوجهات السياسية الفلسطينية علي اختلاف مشاربها،،

في كل النظم السياسية تلاشت أحزاب رئيسية وتبخرت ولم يعد لها أي وجود وانطلقت أحزاب وحركات جديده فهناك أحزاب سياسية كان لها الدور الرئيسي في استقلال بلادها وكانت علي راس الهرم السياسي ولم يعد لها اي وجود والبعض الاخر منها تقلص وكاد أن ينتهي..

هذه هي فلسفة حركه التاريخ لا تسمح بالجمود وتعطي الفرصة لمن يملك دينامية الحركة من حيث التطور والتغيير،،..

وفي كثير من الاحيان وعند حدوث الازمات الاقتصادية ،،المحلية منها والعالمية تلجأ الشركات الي عمليات الاستحواذ والاندماج مع بعضها البعض لكي تواجه الازمة،، من أجل البقاء ..

فما الجدوى من وجود ستة عشر فصيلا فلسطينيا ونحن ما زلنا شعب يرزح تحت الاحتلال..،
هل يعقل هذا؟؟؟
هل نحن بحاجه لهذا الرقم الكمي مع غياب الجوهر الكيفي؟؟؟

ماذا لو جرت الانتخابات !!!
هل سيتمكن الجميع من تجاوز نسبة الحسم؟؟
وفي حال عدم حصول اي فصيل علي نسبة الحسم،، هل يبقي هناك اي مبرر لوجوده؟؟

الولايات المتحده يتم تداول السلطة فيها من خلال حزبين كبيرين هما الجمهوري والديمقراطي،
المملكه المتحده يتنافس فيها حزب العمال وحزب المحافظين،
المانيا الاتحادية يمثلها حزب الاتحاد المسيحي والحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الخضر ،،
وكذلك باقي دول الاتحاد الاوروبي ومنها الي الدول الاسكندنافية مرورا بكندا واستراليا،،
وإذا كان هذا حال الدول المتقدمة علي كل الصعد،،..!!
فما بالنا نحن ،،،
وقد أصبح الكثير منا مجرد ظواهر صوتية..،، وبقايا صور…!!

اخر الأخبار