الاعلام الجديد أداة نضالية فلسطينية مستحدثة تتطلب التعمق في دراستها وتعميم تجربتها وتطوير قدراتها

تابعنا على:   23:56 2021-06-17

اياد عبد الجواد الدريملي

أمد/ شكل الاعلام الرقمي وانتشار منصات الاعلام الجديد نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية حيث شكلت مؤخراً اهمية وقدرة عالية علي تحقيق مؤشرات قياسية في الاتصال الجماهيري الدولي والوصول بالمحتوي الفلسطيني حول العالم، وفضح جرائم الاحتلال عبر المنصات بالصوت والصورة والوسوم وتسجيل اكبر عمليات وصول دولي ونشر الجرائم البشعة التي ترتكبها اسرائيل أول بأول حيث استطاعت تحقيق التعاطف والتفاعل الجماهيري الدولي ووثقت جرائم الاحتلال وفضحت نهجه الاستيطاني الارهابي المتطرف العنصري الكونيالي الذي احرج العديد من الاطراف.

فهناك مؤشرات جديدة تدلل علي تحقيق تقدم كبيرة في عمليات التأثير والوصول للوعي العالمي وخلق اتجاه ومزاج جماهيري جديد لجهة القضية الفلسطينية قدمت نموذجا يستحق الدراسة والتعمق بهذه التجربة التي تفوقت علي الطرق التقليدية المتبعة في الدبلوماسي والقنصلية والمؤتمرات واللقاءات التي فشلت لفترة طويلة في التأثير واستعادة القضية الفلسطينية مكانتها بالمشهد الدولي.

فما حققته وسائل التواصل الاجتماعي والفاعلين الاعلامين ونشطاء السوشيال ميديا عبر ادواته الاعلامية الجديدة جعلت من صحافة المواطن نقطة تحول جديدة في تاريخ القضية الفلسطينية تمكن خلالها الجميع الانخراط في العمل في جبهة اعلامية موحدة كما في الميدان باعتبارها قوة اسناد رئيسية بلورت شكلاً جديداً ابدعه الفلسطينيون والمتضامنون حصنوا من خلالها الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال وجرائمه.

فالمواقف الاعلامية والجماهيرية العالمية الجديدة باتت اكثر وعياً وثقافة واستجابة مع الحق الفلسطيني بسبب النضال الشعبي الفلسطيني وتضحياته اولاً والنجاح في معركة الاستخدام الامثل للإعلام الاجتماعي ووسائله المتعددة والقدرة علي الوصول للمجتمعات وشرح الحقوق الوطنية الفلسطينية في مواجهة جرائم الاحتلال العنصري الكونيالي الفاشي.

فتوقيع اكثر من 250 صحفياً امريكياً يعملون لدى بعض أفضل وسائل الإعلام في العالم علي رسالة مفتوحة ،تدعوا إلى التوقف عن "التعتيم على الاحتلال الإسرائيلي والقمع الممنهج للفلسطينيين" في وسائل الإعلام وتتهم فيها وسائل الإعلام الرئيسية بـ "خذلان" جمهورها بـ "سوء التصرف الصحفي المستمر منذ عقود"، والذي يضلل الجمهور بشأن واقع الاحتلال الإسرائيلي جاء نتيجة الدعم والاسناد الذي شكلته وسائل التواصل الاجتماعي وصحافة المواطن باعتبارها سلاحاً فاعلاً وآداه جديدة موثقة وصادقة ادخلت علي الوسائل الكفاحية الفلسطينية بعيداً عن الاعلام الرسمي والحزبي رغم ما تواجهه من مصاعب ومحاربة بحجة سياسات شركات الاعلام الجديد.

مما يدفعنا كفلسطينيين التداعي فوراً لاستغلال هذا المناخ العالمي والدولي الداعم للحقوق الوطنية الفلسطينية للتوحد فوراً اً والشروع في تشكيل مجلس وطني فلسطيني موحد للإعلام الجديد كجبهة اعلامية يناط بها دراسة تجربة نجاح الفلسطينيين في معركة الاعلام الجديد والتأثير بالرأي العالمي والبحث في مكامن قوته واستغلالها والعمل علي وضع خطط وطنية عليا يشارك فيها القطاع الخاص والقطاع العام والمجتمع المدني لتطويرها تدفع بالحقوق الفلسطينية للأمام وفضح انتهاكات اسرائيل وعزلها ومواجهة عمليات التزييف للحقائق ومواجهة سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها شركات ومنصات التواصل الاجتماعي في محاربة المحتوي الفلسطيني وشطب المعالم والشواهد والمصطلحات الفلسطينية المثبتة والمؤرشفة علي تلك المنصات والمحركات.

 

كلمات دلالية

اخر الأخبار