ذكرى "الثلاثاء الحمراء" في 17 حزيران  1930

تابعنا على:   09:30 2021-06-17

هدى فريد الإمام

أمد/ تعددت المناسبات التي يحييها الشعب الفلسطيني والعريي والشعوب الحرّه . بيد أن يوم 17 حزيران  يصادف الذكرى التي طلب منّا الشهيد المدرّس فؤاد حجازي أحد شهداء "الثلاثاء الحمراء"  إحياءها في وصيّة كتبها لأمّه قبل يوم من تنفيذ محاكم الاستعمار البريطاني عليه وعلى عطا الزير ومحمّد جمجوم وكأنّه يخاطب كلّ أمّهات شهداء اليوم وأمس والغدّ قائلا :
" لا تجزعي يا أمّاه ! فإنّ الأحرى بك أن تقولي ليت ألف فؤاد مثل فؤاد كي يقوموا بالواجب نحو بلادهم ... . إنّ الأمّة التي تقف أمام الاستعمار والسياسة الغاشمة مكتوفة الأيدي محكوم عليها بالفناء , وجدير بها أن يمحى اسمها من الوجود. ولتذكر الأمّة دوما أن في الجهاد حياة, وإن الأمّة التي يكثر شهداؤها هي الجديرة بالبقاء."
وإلى الأمّة العربيّة كتب مخاطبا إيّاها:" إنّ وصاياي على جانب عظيم من الأهمّية ...فأكرر رجائي بالعمل بموجبها والمثابرة على  الكفاح حتّى تنال البلاد استقلالا تامّا يضمن الوحدة العربيّة . فلا رعاية ولا وصاية ..." 
وإلى شقيقه أحمد قال:" تأثرت كثيرا من قولك حين زيارتك لي أنك ستأخذ بثأري. فهذا يا حبيبي لا يعنيك أنت لأنيّ لست بأخيك وحدك بل أنا قد أصبحت أخا الأمّة وابن الأمة جمعاء. 
إن يوم  شنقي يجب أن يكون يوم سرور وابتهاج وكذلك يجب إقامة الفرح والسرور في يوم 17 حزيران من كلّ سنة . إنّ هذا اليوم يجب أن يكون يوماً تاريخيّاً تلقى به الخطب وتنشد فيه الأناشيد على ذكرى دمائنا المهراقة في سبيل فلسطين والقضية العربيّة ."
وللتذكير بالثلاثاء الحمراء  إثر "هبّة البراق" في فلسطين, صدر حكم الإعدام على ثلاثة شباب فلسطينيين هم فؤاد حجازي من صفد وعطا الزير ومحمد جمجوم وكليهما من الخليل في سجن قلعة عكّا. وللتظاهر بعدم التّحيّز للصهاينة, حكمت سلطات الاحتلال البريطاني على يهودي موظّف في مصلحة الشرطة بالإعدام بسبب قتل كلّ أفراد عائلة عربيّة  البالغ عددهم ستّة أفراد بدم بارد . لكنّ سرعان ما  خفّض الحكم عليه لاحقا لخمسة عشر عاما, ثمّ نال عفو عنه بعد فترة قصيرة. وعلى ضوء مسيرة التحدّي الصهيونيّ أمس على انتصار عمليّة " سيف القدس" لا بدّ أن أذكّر "بهبّة البراق" في 14 آب 1929 حين خرج المصلّون من الأقصى بعد إلقاء الشيخ حسن أبو السعود خطبة الجمعة ليزيلوا تعديات اليهود  على حائط البراق فاشتبكوا مع اليهود بالأسلحة البيضاء. امتدّت الهبّة وأسفرت الاشتباكات الدامية عن تدمير ست مستعمرات في كلّ من القدس والخليل ونابلس وصفد ويافا وحيفا تدميرا كاملا كما حرقت بيوت عربيّة. 
سقط في هبّة البراق التي دامت أسبوعين 91 شهيدا وشهيدة وجرح 181 من العرب. أمّا اليهود فقد سقط منهم 133  وجرح 339 صهيوني وصهيونيّة.
أعود للتذكير بقصيدة "الثلاثاء الحمراء " التي أرّخها الشاعر إبراهيم طوقان بقصيدة وطنيّة كانت تدرّس لكل فلسطيني قبل "عصر إتفاقات أوسلو المشؤومة" ولا أدري إن كانت مدارسنا الفلسطينيّة لا زالت تذكّر ب"هبّة البراق" أو "الثلاثاء الحمراء. أرجو ذلك.
نهيل عويضة- باحثة فلسطينيّة- دمشق -2021.
مرجع الوصيّة:جريدة الشعب –دمشق عدد 800 (22-8-1930).أرشيف مكتبة الأسد

اخر الأخبار