الحق في الحياة

تابعنا على:   17:18 2021-06-14

نبيل عبد الرازق

أمد/ مع بداية ظهور فيروس كورونا(كوفيد 19)
وانتشاره الكبير كالنار في الهشيم في الصين ومن ثم انتقاله الي اوروبا وباقي دول العالم ،،، وادراك خطورته … بدأت المختبرات المختصه بمكافحة الاوبئة حول العالم بمحاولات معرفه الشيفرة الجينية للفيروس ومن ثم ايجاد لقاح مضاد له..،،

وكانت السابقة في هذه الاكتشاف للقاح مضاد للفيروس وبنسبة نجاح تفوق (90‎%‎) قد سطعت شمسها من الاتحاد الروسي وذلك من خلال
مركز غاماليا الوطني لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة في موسكو..
وقد اعطت بارقة أمل للعالم بعد أن شل الفيروس الخفي أركان الحياة في العالم.

توقفت رحلات الطيران ،،وتعطلت المصانع عن الانتاج ،،واختفي السياح من اشهر المناطق السياحه في العالم والتي كانت تستقبل الالاف منهم في اليوم الواحد،،،،اعلنت حاله الطوارئ في الكثير من الدول وفرض منع التجوال في بعض الاحيان لفترات طويلة..،،

أصبحت اجمل المدن التي كانت تعج بالماره خالية ..،،والمحلات التجارية ذات العلامات التجارية العالمية مقفلة..،
إنهارت أسواق المال العالمية واغلقت البنوك أبوابها أمام العملاء ..،، أفلست الكثير من الشركات ..،سيطر الاحباط والتوتر والقلق علي حياة الناس،،

توقف العمال عن العمل وانحسر الانتاج الزراعي..،،

انه الواقع الطارئ الذي يفرض نفسه بدون استئذان حين تنتشر الاوبئة وهذا علي مدار حقب متتالية من التاريخ…

كانت الكوليرا والانفلونزا الاسبانية ،،
شلل الاطفال والايدز..،،الطاعون
والملاريا والسل..،
انه صراع الانسان للبقاء… تاره مع الطبيعه وتاره مع الاوبئة والامراض
وتاره اخري مع نفسه
انه قانون الطبيعة البيولوجي للتوازن..

ودائما ما كان للعلم والعلماء وأبحاثهم ومختبراتهم الفضل في اكتشاف اللقاحات لهذه الاوبئة التي تفتك بالبشرية مع العلم ان اكتشاف الطعم لهذه الاوبئة كان في الماضي يستغرق سنين ..،،
وهنا لابد لنا ان نسجل لعلماء الانسانية هذا السرعه وهذا النجاح في في ايجاد لقاح مضاد لفيروس كرونا بهذه السرعه القصوي مقارنه بالماضي..،،

وهذا ساعد علي انقاذ الكثير من ارواح الناس وبدايات مبشره بعوده الحياه الي طبيعتها ،،..
وبعد نجاح العلماء الروس بدأت تتوالي النجاحات لدي دول اخري فكانت الشراكه الالمانية مع الولايات الامريكية بلقاح فايزر ..وتعلن بعد ذلك شركه موديرنا الامريكية عن لقاحها الفعال وبنسبة نجاح كبيره ومن ثم اعلنت المملكه المتحده عن لقاح استرازينيكا
ومن ثم الصين بلقاح سينوفاك..

ومع بداية عمل شركات انتاج الادوية العالمية علي انتاج ملايين من جرعات التطعيم بدات دول العالم بالسباق لحجز كميات كبيرة من هذه الجرعات لتطعيم مواطنيها للوصول الي مناعه مجتمعية تفوق (75‎%‎) لتستطيع العوده الي الحياه الطبيعية والتي من خلالها تستطيع اعادة فتح المطارات امام حركه الطيران وعوده الانتاج الي كل المنشآت الصناعية وفتح المحلات والاسواق…

جميع دول العالم كانت في حاله صراع خفي مع بعضها البعض علي هذه اللقاحات وسبقها التنافس أيضا علي الكمامات وأجهزه التنفس والادوية المختصه بعلاج حالات الكورونا في المستشفيات كمضادات الحيويه والفيتامينات مما دفع بعض الدول الي اللجوء الي اجهزتها الامنيه للحصول علي هذه المواد الطبية …
والغريب العجيب ومع موت ما يقارب من اربعة ملايين شخص حول العالم واصابه الملايين !!!
تجد في مجتمعنا من يشكك في وجود فيروس كرونا اصلا!!!

البعض يشكك من خلال نظريه المؤامره والبعض الاخر استهتارا بقيمة الحياه التي من وجه نظره لا تساوي شيءٍ نتيجه الوضع المتردي والصعب الذي يعيشه
فلدي بعض الناس تساوت الحياة مع الموت…،،؟؟؟
ومن المفارقات أنك تجد اشخاصا كثر من مثقفين واكاديميين ما زالوا يشككون في هذه اللقاحات وجدواها وهم غير ذي اختصاص ..

تتسابق الدول للحصول علي اللقاح بملايين الدولارات لتطعيم مواطنيها والانتصار علي الفيروس كي تنتظم الحياه وتعود الي طبيعتها… لدرجه ان بعض هذه الدول أعلنت عن مكافآت مالية لمن يتلقي اللقاح من باب التشجيع لهم .. وايضا الاعلان الرسمي من قبل الاتحاد الاوروبي ومعظم دول العالم ان السفر وحركة الاشخاص فقط للحاصلين علي اللقاح من خلال بطاقه ثبت ذلك او ما اطلقوا عليه (جواز سفر كرونا) .
ونحن هنا وعلي وجه الخصوص في الضفه العربية وقطاع غزة نجد انكفاء الناس وإحجامهم عن الذهاب لتلقي التطعيم وبالمناسبة ما يتوفر لدينا هنا من أفضل اللقاحات عالميا!!!
والملاحظ ايضا غياب شبه تام لحملات التوعيه وتشجيع الناس لتلقي التطعيم في المراكز المخصصه لذلك والمنتشرة في ارجاء مدننا كافه من قبل لجان التثقيف الصحي لدي وزاره الصحه او مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في المجال الصحي !!!

وللعلم فقد اصبح يوجد في بعض الدول سوق سوداء لهذه اللقاحات وبمبلغ يصل الي مائة دولار للجرعه الواحده في حين أن ما يصل وزاره الصحه في فلسطين من لقاحات تعطي مجانا للمواطنين …
فلم اذا كل هذا التردد والإستنكاف والامتناع عن تلقي التطعيم ؟؟؟

في حين أن كل واحد منا قد تم تطعيمه باكثر من عشر لقاحات من بداية مولده الي عمر سنتين…

إن الروح البشرية هي أعظم شي علي هذا الكوكب… ،،
فلنرتقي جميعا ونكن علي قدر من المسؤولية الاخلاقية حفاظا علي مجتمعنا والعمل علي حمايته من مخاطر الاوبئة والامراض ونتوجه جميعا لتلقي اللقاح حسب البروتوكول المعمول به لدي الجهات الصحية…

ان المبادئ العامة التي أقرتها الامم المتحدة عبر ميثاقها الدولي كالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية لا يجوز تجزئتها
حق الشعوب في تقرير مصيرها
حق السفر
حق التعليم
حق الحصول علي العلاج
الحق في العمل
الحرية الفكرية وحرية الانسان
حرية العبادة واعتناق الاديان
كل هذه المباديء السامية لا تستقيم الا من خلال ….المبدأ الاسمي،،
الحق في الحياة..،،

كلمات دلالية

اخر الأخبار