ماذا يعني الإتصال بين جبريل لرجوب وصالح العاروري !

تابعنا على:   14:26 2021-05-27

أشرف صالح

أمد/ إجتمع قبل أيام عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل لرجوب في مكتبه مع قيادات من حركة حماس بهدف إنهاء حالة الإحتقان الداخلي والحفاظ على روح الوحدة الوطنية , وعقب الإجتماع جرى إتصال هاتفي بين جبريل لرجوب وصالح العاروري كي تكتمل المصالحة بمباركة العاروري , وبالطبع كان لقاء فتح وحماس ومن ثم الإتصال الهاتفي بين لرجوب والعاروري بهدف الى تخفيف حدة الخلافات الداخلية والتي تولدت من قلب أحداث القدس وحرب غزة والتي جاءت بعد تأجيل الإنتخابات الفلسطينية , فقد عادو الفلسطينيون بعد الحرب مباشرتاً الى أجواء ما قبل الحرب ,

عادو الى الإشتباكات بالالسن والمعايرة والمكايدة وإحتكار ما يسمى بالإنتصار الى جهة على حساب جهة أخرى , وإتهم البعض الآخرين بالإستسلام والإنبطاح , والبعض الآخر إتهم الآخرين بالإحتفلال بالإنتصارات الوهمية , فمشهد الإنقسام الإجتماعي والذي هو جزء من الإنقسام العام كان حاضراً بقوة , لدرجة أنه بدء بين الناس بعد إنتهاء الحرب بدقائق , وللأسف لا زال قائماً .

الإتصال بين جبريل الرجوب وصالح العاروري يعني أن الإنقسام أصبح كمرض السرطان يسري في الجسد الفلسطيني ككل , ولا يستثني أي عضواً , فالشعب والذي من المفترض أن يكون نقيض للقيادة وسلوكها السياسي , وأدات للتغيير والإصلاح , أصبح منقسماً وبحاجة الى جسم غريب يكون نقيضاً له ويعالجه ,

فالشعوب تراهن دائماً على نفسها كي تحدث تغيير وتصحيح للواقع , وذلك من خلال التصدي لأي ظاهرة سرطانية كظاهرة الإنقسام , ولكن وللأسف فالشعب الفلسطيني أصبح أدات من أدوات الإنقسام كما القادة تماماً , ولذلك أصبح أي إتفاق بين فتح وحماس كالذي حدث مؤخراً بين الرجوب والعاروري , يعتبر إنجازاً تاريخياً بالنسبة للقائمين عليه , رغم أنه في الحقيقة هو ترسيخ وتقنين للإنقسام الأم , لأنه لا يعني إلا أنه كعس الآية هذه المرة , ليصبح الساسة المنقسمين هم نفسهم وسطاء للمصالحة بين الشعب ونفسه .

الإتصال بين جبريل الرجوب وصالح العاروري يعني أن الجعبة الفلسطينية خالية من أي آفاق للحلول , وخالية من أي مبادرات جديه تنهي الخلاف القائم والدائم منذ اليوم الأول لإحتلال فلسطين , والإنقسام القائم والدائم منذ خمسة عشر عاماً , فأصبح الإتفاق على التوقف عن المناكفات والإشتباك بالألسن والمعايرة والإحتكار للوطنية , أصبح مصالحة يعتبرها البعض إنجازاً كبيراً ,

رغم أنها وإن تمت حقاً فهي لا تعبر إلا عن خيبة شعب قد سرقته سكينة الحزبية , وأصبح  يتغنى ببعض الإنتصارات من وجهة نظرة الخاصة , ويعاير الآخرين بأنهم كانوا متفرجين على المعركة.. هذا هو إنقسام الشعب والذي إنولد من الإنقسام الأم , فيجب أن ينتهي أولاً كي يتحول الإنتصار الوهمي الى إنتصار حقيقي .

كلمات دلالية

اخر الأخبار