صواريخ المقاومة لا تحسم المعركة.. ولكنها تختصر المئة عام

تابعنا على:   07:14 2021-05-12

عبد الرحمن القاسم

أمد/ وقوع صواريخ المقاومة الفلسطينية على مختلف المناطق داخل الخط الأخضر مستهدفا منشات ومصالح الكيان الغاصب لفلسطين, يصيب الكثير من السياسيين المتشائمين والمحبطين وحتى المتفائلين عربا وفلسطينيين بالكثير من الدهشة والتساؤلات والتحليلات العسكرية والسياسية, منها ما هو خبيث ويختبئ وراء الإمكانات والتوازنات والرأي العالمي وحرف الأنظار والتبجح بأنها إي الصواريخ تعطي العدو الذريعة لمزيد من الامعان بالقتل والصلف وخسارة الناس "الكيوت" من الإسرائيليين او الإدارة الأمريكية

ولكنهم يدركون ان فعل المقاومة وإطلاق الصواريخ سحب "للخرقة" أي قطعة القماش البالية التي يققون عليها وليس السجادة, وإبطال للكثير من نظريات الواقعية السياسية والإمكانات والقبول باملاءات ومشاريع سلام لأجل السلامة البدنية, ومنهم من يحاول ان يكون موضوعي وعقلاني ومن باب الحرص على الشعب الفلسطيني ومقدراته واستنادا الى النظريات العسكرية ومعادلة الربح والخسارة وحساب الورقة والقلم الانية.

صحيح ان الصواريخ لن تحسم المعركة عسكريا ولم يدعي مطلقوها أنها للحسم او لإيقاع اكبر عدد الخسائر البشرية في الكيان الصهيوني بقدر ما هي لردع العدو وان الشعب الفلسطيني ومقدسات الأمة الإسلامية وقادرون على الصمود ودقع الثمن وتدفيع الكيان الغاصب اثمان ولسنا لقمة سائغة نكتفي بالدعاء بالويل والثبور على المحتل ومن تامر معه عل فلسطين وشعبها.

صحيح ان مئات الصواريخ التي أطلقت ووصلت الى مختلف المناطق الفلسطينية عام 1948 قد يدفع الشعب الفلسطيني مئات الشهداء جراء الآلة العسكرية الإسرائيلية سواء بالغارات من قبل طيران العدو او حتى الاقتحامات او لا سمح الله بالاجتياح.

ولكن الصواريخ أسست وتؤسس لمرحلة قادمة مختلفة تماما عن المرحلة الآنية وتداعياتها فهي أسست لفشل تفوق قوة الردع العسكرية الإسرائيلية والتي أخافت دولا وجيوشا عربيا وأحضرتهم زحفا للتطبيع, وكرتونية القبة الحديدية والتي ثبت عدم جدواها في اعتراض صواريخ المقاومة. وعمقت شرخا في المجتمع الإسرائيلي بان سبب الصداع وعدم الاستقرار والأمان النسبي للإسرائيلي المقيم في فلسطين 48 هو تطرف اليمين الصهيوني وسلوك المستوطن الأرعن هنا وهناك, فقتل مستوطن لشاب فلسطيني في مدينة اللد المختلطة دفعت رئيس وزراء الكيان باستدعاء ما يسمى بقوات حرس الحدود من مدن الضفة الي مدينة اللد المحتلة والتي احرق شبابها اكثر من اربعين الية عسكرية هناك وتعيش اجواء الاوامر العسكرية والحظر.

صواريخ المقاومة تؤسس في "الوجدان" الإسرائيلي داخل فلسطين التاريخية ان حياتهم واستقرارهم نسبي ومؤقت وتلاشي تبجح المؤسسة العسكرية بنظرية الردع والتفوق. وهو مختصر رسالة الصاروخ الذي وصل إلى مناطق كان يعتقد الساكن الغاصب انه في مأمن وتملكه بشعور اللاوعي بان وجوده كغاصب قصر ام طال مؤقت.

تنويه تصريح سابق لرئيس الوزراء نتنياهو  “سأجتهد لأنْ تبلغ إسرائيل عيد ميلادها المائة، لكن هذا ليس بديهيًا، فالتاريخ يعلّمنا أنّه لم تعمّر دولة للشعب اليهوديّ أكثر من 80 سنة، وهي دولة الحشمونائيم”.

اخر الأخبار