تمرّد في الليكود.. هل يَذهب نتنياهو لـ "حرب" تخلِط الأوراق؟

تابعنا على:   10:10 2021-05-09

محمد خروب

أمد/ اليوم...يبدأ العدو الصهيوني مناورات عسكرية ضخمة تمتد لأسابيع, قيل في وصفها أنها لا تُحاكي مُجرّد «معركة بين الحروب", كما دأب قادة الكيان على وصف عربدتهم في سماوات المنطقة...بحارها واليابسة,بل ستُحاكي سيناريوهات القتال على أكثر من جبهة في وقت واحد.

ما يدفع للإعتقاد بأنها قد تتجاوز حدود إستعادة «الردع", الذي يقول مُتطرِّفو الصهاينة ان جيشهم فقِدها منذ 2006, ما يتزامن مع أزمة سياسية مُتدحرجة تعيشها نُخَب العدو الساسية/الحزبية, بعد أربع جولات إنتخابية لم ينجح تحالف نتنياهو/الليكود والكتلة الصهيونية الدينية والفاشية بتشكيل إئتلاف يتوفّر على «61» نائباً, رغم التنازلات/المناورات التي قام بها نتنياهو بهدف إستنقاذ مستقبله السياسي/الشخصي.

جديد مشهد العدو السياسي الارتفاع المُتدحرج لأصوات داخل «الليكود» تدعو لانتخاب مُرشّح لرئاسة الحكومة بدل نتنياهو, وهي أصوات بقيت خافتة استطاع نتنياهو لجمها/قمعها, خاصة بعد نجاحه في إذلال مُنافسه على زعامة الحزب جدعون ساعر الذي لم يلبث وهو الليكودي/اليميني المُتطرف الذي انشقّ لاحقا وشكّل قائمة (تكفا حداشا/ أمل جديد) حازت على سبعة مقاعد في الانتخابات الأخيرة.

صحيفة معارف اليمينية ذَكرتْ الجمعة أن مجموعة من قدامى أعضاء مركزية الليكود تصِف نفسها بـِ("مُؤسسي الليكود"ويشكل أعضاؤها20% من عدد المركزية 7003 عضواً)، بعثت برسالة الى سكرتير الليكود طالبت فيه بعقد اجتماع عاجل وفوري للسكرتارية..."للبحث في التطوّرات السياسية الحالية", ما يفتح الطريق أمام مناهضي لنتنياهو لرص صفوفهم لتمرير اقتراح لانتخاب مرشح «مؤقت» لنشكيل حكومة, كي يحاول انقاذ حكم الليكود واليمين و"مستقبل ارض اسرائيل». وهم بذلك يعتمدون –وفق معاريف– على امكانية جذب الأحزاب الحريدية الداعمة بقوة لنتنياهو, وهي يهدوت هاتوراة وشاس للانضمام الى تمرّدهم المتدحرج, حيث بات «كبار» في الليكود (وزراء/أعضاء كنيست) يقولون :لا يوجد احتمال لدى نتنياهو لتشكيل حكومة, وعليه ان يَتنحّى جانبا من أجل ان يبقى الحُكم بأيدي الليكود.

إطاحة نتنياهو وتنحيته مؤقتاً ليس مؤكداً, وان بدت كمؤشر على أن نتنياهو بدأ يفقد «سِحره", رغم تبلور قناعات بأن مناوراته تستهدِف استنقاذ مستقبله السياسي/الشخصي والحؤول دون دخوله السجن.

لكن نتنياهو لم يفقِد بعد كل أوراقه, إذ ثمة مناخات إقليمية «قد» لا تمنحه فرصة لخلط الأوراق, خصوصا حال عارِضَ قادة المؤسستيْن العسكرية والأمنية, شن حرب على إحدى الجبهات «الثلاث» المُحتملة, وهي على الترتيب (وفقاً لتقديرات سياسية واستخبارية)...قطاع غزة، ايران ولبنان, في ظل التوتّر المُتصاعد وهستيريا القمع والتنكيل الذي تمارسه قوات العدو في الشيخ جراح والمسجد الأقصى وشرقي القدس والضفة الغربية, إضافة بالطبع الى التوقّعات الإيجابية بنجاح مباحثات فيينا لإحياء الإتفاق النووي, الذي أعلن نتنياهو أنه غير معني به ولا يلتزمه, بعد إخفاق مَبعوثيه (الأمنيين والعسكريين) الى واشنطن, لثني ادارة بايدن عن العودة للاتفاق.

تبقى الجبهة اللبنانية التي يحسِب لها العدو حسابات دقيقة وعميقة، وهو «يتردّد كثيراً وطويلاً» بالذهاب الى مغامرة جديدة, في ظل الأوضاع الإقليمية/الدولية المُستجدة المُتلاحِقة, ناهيك عن «عُقدة» ترسيم الحدود البحرية مع لبنان, بعد فشل الجولة الأخيرة التي قام بها وسيط من إدارة بايدن, ناهيك «ندوب ومرارت» هزيمتها المُدوية في حرب تموز2006.

عن الرأي الأردنية

اخر الأخبار