
صحيفة: محادثات لبنان وإسرائيل انهارت بسبب تغير الموقف الأمريكي
أمد/ نيقوسيا: قالت صحيفة قبرصية إن تغييرا حصل في موقف الوسيط الأمريكي في محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، قبل يوم واحد من انعقادها الثلاثاء، كان السبب في انهيار الجولة السادسة من المباحثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة.
وأضافت صحيفة ”سيبرس ميل“ في تقرير لها يوم الخميس،، نقلاً عن مصادر لم تكشف عنها، أنه يبدو أن بيروت ”فوجئت“ بشروط مسبقة غير متوقعة وضعها وسطاء أمريكيون في المحادثات في اليوم السابق.
وأشارت الصحيفة إلى أن المتابعة القبرصية لتفاصيل الموضوع تأتي من كونها طرفا معنيا بشكل مباشر بترسيم الحدود البحرية المشتركة بين لبنان وإسرائيل.
الحدود المشتركة بين قبرص ولبنان وإسرائيل
وقالت “ سيبرس ميل“ إن تحديد الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل له أهمية كبيرة بالنسبة لقبرص كونها لا تزال تشارك في مفاوضات الحدود البحرية مع لبنان.
وكانت قبرص ولبنان قد وقعتا في يناير/ كانون الثاني من العام 2007 اتفاقية ”لترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة“ (EEZ).
وقد صادقت قبرص على الاتفاقية لكن لبنان لم يصادق عليها بدعوى أنه لم يُستشر بشأن اتفاقية الترسيم بين قبرص وإسرائيل.
مرجعية اتفاق الأمم المتحدة 1971
وأشار تقرير ”سيبرس ميل“ إلى أن الدبلوماسي الأمريكي جون ديروشر، الذي كان قد وصل إلى لبنان مساء الاثنين للتوسط في الجولة السادسة من مفاوضات ترسيم الحدود، طلب من الطرفين اللبناني والإسرائيلي استخدام اتفاق الأمم المتحدة لعام 1971 بشأن الحدود كنقطة انطلاق.
ووصف البيان الأمريكي استئناف المحادثات بين البلدين في حالة حرب من الناحية الفنية بأنه ”خطوة إيجابية نحو حل طال انتظاره“.
ونسبت الصحيفة إلى مصادر ذات صلة أن هذا الموقف الجديد بشأن الخرائط المرجعية فاجأ الوفد اللبناني.
لكن الوسيط الأمريكي رد بالقول إن ذلك ما كان ينبغي أن يكون مفاجأة، لكون الرئيس اللبناني ميشال عون علم بوجهة النظر الأمريكية هذه خلال زيارة وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى لبنان في أبريل / نيسان الماضي.
ومع ذلك، من الواضح أن الوفود وجهت من الرئيس اللبناني بعدم التراجع عن مطالبة لبنان بالـ 860 كيلومترا مربعا التي لم تكن جزءا من اتفاقية عام 1971.
يشار إلى أن محادثات ترسيم الحدود البحرية التي تجري بوساطة أمريكية ورعاية الأمم المتحدة كانت قد انهارت في ديسمبر/ كانون الأول 2020 عندما طالب لبنان بمساحة أكبر تبلغ 860 كيلومترا مربعا (330 ميلا مربعا) من الأراضي في المنطقة البحرية المتنازع عليها، ورفضت إسرائيل الادعاء اللبناني قائلة إنه غير قانوني.
الالتزام بالقانون الدولي
وأصدرت الرئاسة اللبنانية بيانا أعلنت فيه أن أعضاء الوفود اللبنانية التقوا بالرئيس اللبناني ميشال عون وأطلعوه على المداولات التي جرت، حيث أوعز للوفد بعدم متابعة المفاوضات المرتبطة بشروط مسبقة، بل الالتزام بالقانون الدولي للتوصل إلى حل عادل ومنصف.
ونقلت الصحيفة القبرصية عن مصدر من الحكومة اللبنانية أن ”المحادثات انطلقت من حيث توقفت قبل بضعة أشهر. وكان لبنان مصمماً على الحفاظ على موقعه والمطالبة بمساحة 860 كيلومتراً مربعاً.
لكن الوفد اللبناني فوجئ بموقف الوسطاء الأمريكيين خلال الجولة الخامسة يوم الثلاثاء والذي طلب من الطرفين استخدام اتفاق الأمم المتحدة لعام 1971 بشأن الحدود كنقطة انطلاق.
وأشارت إلى أنه ”لهذا السبب رفض الوفد اللبناني العودة إلى طاولة المفاوضات في اليوم التالي الأربعاء“.
ونقلت عن مصدر حكومي أن ”الوسيط الأمريكي لم يغادر لبنان الأربعاء، وأن هناك دعوات مستمرة لمعالجة الوضع خلال الـ 48 ساعة القادمة“.