فخار يكسر بعضه

تابعنا على:   07:59 2021-05-01

غادة عايش خضر

أمد/ الليلة الماضية كانت بمثابة تكرار لما حدث في ليلة ١٤ حزيران 2007، فما أُتخذ من قرار شَكلَ صدمة للكل الفلسطيني ، داخل فلسطين وخارجها ، وللمرشحين عامة بإختلاف أَطيافهم وتنوع أهدافهم واهتماماتهم ، ومن خلال إجراء الانتخابات ،فمن أَراد الحصول على السلطة والنفوذ ، اختزلت سلطته وقُهِرَ نفوذه ،ومن أراد خدمة المواطن والوطن ،عاد مرة أخرى إلى مستوى المواطن لا القيادة التي تعمل ليلاً نهاراً من أجل خدمة الوطن و المواطن، ومن حاول جاهداً للخروج بأفضل برنامج واقعي ،وأوضح رؤية مستقبلية ، جوبهت بعدم الاهتمام والتجاهل من المواطن الذي فقد الأمل بالتغيير ومن المستوى السياسي المتشبث بالسلطة والحكم ، ومن أراد المال غاب عن ذهنه أن من يملك المال أولا يملك القرار ثانياً
في أي دولة في العالم، الانتخابات هي صوت المواطن، ولكن هل سيسمح للمواطن حق التصويت في مناطق الحكم الذاتي، لكن الغالب والمعتاد عليه هنا، هو صوت المدافع، صوت الانفجارات، صوت الصواريخ، صوت الثكالى، صوت الحرمان الذي حرم صاحبه من كل حق.
فيا جماعة( أ) ،ويا جماعة (ب) ،وغيرهِم من الحروف المستترة ،عليكم أن تحكموا ضمائركم ،وأن تحسنوا التعامل مع شعب الجبارين ،والذي هو بأمس الحاجة لجبر خاطره، غداً سيكون صعباً للغاية ،فلا تجعلوا من سوء التدبير وضعف الضمير غطاءً وعنواناً لكم، فلكلٍ منكم يوماً آتيه ،والسؤال الذي يطرح نفسه ،هل فعلا جماعة (أ+ب) جادون لإجراء الانتخابات التشريعية؟؟؟؟ أم .كل منهم يضرب بعصا ه في بُقجَةِ الأخر !!!
حين يتابع العدو الإسرائيلي عن كثب تطورات الانتخابات الفلسطينية ،فيصرح تارة بعدم التدخل في ذلك الملف ،وتارة يعرب عن قلقه من فوز حماس في يهودا والسامرة ،وذلك حسب تصريح طال كالمان رئيس الشعبة الإستراتيجية في الجيش الاسرائيلي الشهر الماضي، وتارة بمنع المقدسيين من حق التصويت ،والمشاركة في الانتخابات الفلسطينية ،وبالتالي تُقّدِم السلطة على خطوة جديدة ،ألا وهى تأجيل الانتخابات ظاهرياً والغائهاً ( باطنياً)، وهذا ما حدث بالفعل ،وكأن عباس أراد توجيه عدة رسائل ،للقاصي والداني، رسائل للشعب وللقيادة والعدو معاً، وللمنقسمين داخل فتح وخارجها ،وللطامحين بمنصب الرئيس التعيس ،وللمختلفين في غزة مع عباس وسياساته وبرامجه
، ولكل من تُسولُ له نفسه الفوز بالسلطة من أجل السلطة، ولكل من حلم بالراتب الشهري والامتيازات التي يحصل عليها أي عضو بالتشريعي، لإسرائيل التي تحاول طمس الهوية الفلسطينية وتغييب الشعب الفلسطيني من خلال سياسة كي الوعي وإقصاؤه عن كل ما يثبت وجوده.
تلك هي رسائل عباس للكل الفلسطيني ،اضافة للكيان الاسرائيلي، فهل ينتظر هو هبة شعبه في الضفة وجر المقاومة في غزة للدخول في حرب مع الاحتلال ،وهذا ما أدركته حركة حماس وفصائل المقاومة الاخرى من خلال عدم اطلاق أي صاروخ صوب أراضي ٤٨ خلال الاربعة والعشرون الساعة الماضية ،وربما الاكتفاء بمسيرات في شوارع غزة ،لإتاحة الفرصة للمواطنين للتعبير عن غضبهم حيال ما يحدث في القدس والأقصى ،ولتأجيل الانتخابات ،وبالتالي صفحة ويتم طييها .
وكأن حال لسان الرئيس يقول، فخار يكسر بعضه، للمواطن وللقيادي، وللحاكم في غزة وللمنشقين عن حركة فتح ،وللعدو..... ولمن يحلم بالرئاسة .......... فخار يكسر بعضه ...

كلمات دلالية

اخر الأخبار