دروس وعبر من نصر القدس

تابعنا على:   14:47 2021-04-26

د. خالد معالي

أمد/ الأصل في أي نصر أو إنجاز مهما كان صغيراً أو كبيراً؛ أن يُبنى عليه للتحرر لاحقا، خطوة بعد خطوة، بهدف التحرر والتقدم والتطور على مختلف المستويات؛ وهو ما حصل والمطلوب من نصر هبة او انتفاضة شباب القدس، والتي نزعت وقلعت قرار الاحتلال بوضع حواجز حديدية في باب العمود بالقدس المحتلة.

بداية أقر كتاب ومحللو دولة الاحتلال أنفسهم، بانجاز شباب القدس عبر هبتهم أو انتفاضتهم، ومطلوب عدم النزول مبكرا عن الجبل، وأن تتواصل وتتمدد وتنتشر، وهو ما يقوله كل عاقل ومنصف، بما حصل حقيقة على أرض الواقع، وهو ما قلب كل التوقعات، وكان بحق إنجازاً ونصراً لا مثيل له؛ يبنى عليه على الدوام، ويرسل لنا ويعلمنا دروس وعبر بليغة.

من غير المقبول والمعقول التشويش على انتصار  اهلنا في القدس المحتلة؛ ويجب البناء عليه، واول درس مما جرى هو الحق لا يضيع ما دام هناك مطالب به، وانه ينتزع انتزاعا من حلوق الاعداء وليس استجداء بغير طائل.

نصر  وانجاز القدس، أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية ومقاومتها، وصارت القضية الفلسطينية رقم واحد وتتصدر الأخبار في العالم؛ وحققت تعزيزاً للوحدة الوطنية؛ ورأينا كيف الكل هتف للقدس والمقاومة واجمعوا عليها.

بعد هبة القدس وانجازها، الآن بات لدينا عنصر قوة وورقة ضغط كبيرة وهامة وأثبتت جدارتها  بزخم وقوة؛ الا وهي ان المسيرات والمظاهرات بالقدس والضفة والاردن، واطلاق صواريخ من غزة، وغيرها من اوراق القوة والفعل لاحقا والتي يملكها الشعب الفلسطيني، تجبر المحتل الغاصب  على التراج،  فهو ليس قدرا لا مفر منه.

معروف ومعلوم أن الاحتلال قد يغدر ويتراجع لاحقا، وسيحاول المراوغة ويستخدم كل أساليب اللف والدوران وقد يعيد حواجزه الحديدية او قد يقصف غزة او يقوم بعمل ما في القدس المحتلة، بهدف أن يعيد ماء وجهه، وهذا ليس بالأمر الجديد وتعرفه المقاومة جيداً، وهي ما عادت تتلقى الضربات والحدث، بل تصنع باقتدار، والدليل ان من هدد بالقصف ونفذ بعد ساعات، تضرب له التحية. 

التقليل أو التسخيف من نصر شباب القدس المحتلة، ونصرة غزة لها؛ يفرح "نتنياهو" على عدة صعد؛ وكذلك التهجم على غزة وصواريخها، يشجع ويستفيد منه "نتنياهو" للتفرغ واستمرار الاستيطان في القدس المحتلة، وتوسيعه والاعتداءات على المقدسات، وخصوصاً الأقصى، والشروع في تقسيمه زمانياً تمهيداً لتقسيمه مكانياً.

ما يجب فعله هو استخلاص الدروس والعبر على الدوام من كل حدث؛ ونصر وانجاز القدس خلص إلى نتيجة مفادها؛ أن المقاومة مهما كانت طرقها واساليبها وادواتها،  سواء مظاهرات غاضبة او اعتصامات، او مواجهات، وحتى اطلاق صواريخ، هي الرافعة الحقيقية لطرد الاحتلال، وتحقيق الإنجاز تلو الإنجاز؛ وأن أوسلو جرب؛ "ويا امجرب اللي امجرب عقلك امخرب"، ويجب أن نكون جميعاً على قلب رجل واحد حتى تحقيق النصر التام وطرد الاحتلال، وهو ليس بالامر العسير ان تحققت الوحدة الوطنية والاتفاق على برنامج وطني موحد مقاوم لكنس الاحتلال.

خلال هبة شباب القدس، تجسدت الوحدة الميدانية والتي جسدتها المقاومة والالتفاف الشعبي حولها والتحرك السياسي المشترك؛ وهو ما أنجز انتصاراً واضحاً على الاحتلال الذي لا يتراجع ولا يتنازل الا بالقوة؛ فلا يعقل أن تتوقف حالة الوحدة الفلسطينية بعد  الانجاز الباهر؛ لأن ذلك يشكل خسارة فادحة للشعب الفلسطيني، والانجاز يتبع انجاز في حال كان هناك قرارات حكيمة من قيادات حكيمة.

تعلم القدس وغزة، جيداً أن ما جرى هو جولة من بين جولات ستتلاحق وليس نهاية المطاف؛ وأن  المعركة مع المحتل لم تنتهي؛ ولذلك من الحكمة مواصلة المشوار بالمظاهرات والمسيرات وغيرها المطالبة بالحق الفلسطيني، فما دام الاحتلال جاثما فوق صدور الفلسطينيين في القدس، فانه مقاومته لن تتوقف، وهو ما يعرفه "نتنياهو"، ولكن أهل الباطل يكابرون، ويعاندون حتى تحين ساعة رحيلهم وكنسهم، وهي بحق قاب قوسين أو أدنى، ويسألونك متى هو، قل عسى ان يكون قريبا.

كلمات دلالية

اخر الأخبار