زهرةٌ رمضانية (12) .. جنون -- زهرةٌ رمضانية (13) .. بكاء

تابعنا على:   20:27 2021-04-25

الأسير: سامح سمير الشوبكي

أمد/ قبل اثنين وعشرين عامًا بالتقدير، وفي مدينتي المحاصرة بالأسوار الاحتلالية (قلقيلية) اعتدت السير في أحد الشوار الفرعية مرارًا وتكرارًا خلال اليوم الواحد. على أحد جدران هذا الشارع الجانبية كان مجهول قد رش بالدهان وبالخط العريض وباللون الأسود جملة تقول: "أيها العالم من الجنون أن تكون فلسطينيًا، ولكن من الجنون أن لا أكون أنا فلسطينيًا".

وفي كل مرة عبرت فيها الشارع وقفت خصيصًا لقراءة هذه العبارة والتي أجهل من قالها ثم أمضي في سبيلي ثانية، وكنت أسأل نفسي وكأني أبحث عن إجابة للغز ما، لماذا من الجنون أن يكون العالم فلسطينيًا؟! وهل فعلًا إذا فقد الفلسطيني فلسطينيته سيكون هذا حدثًا يدعو إلى الجنون؟! ولا أعلم إذا كنت وقتها قد وفقت إلى إجابة، ولكن الأكيد أنني كنت أجد متعة خفية وأنا أقرأ هذه العبارة محاولًا الإجابة على لغزها.

ولا أخفيكم سرًا إذا قلت أنني لا أزال إلى لحظتي هذه أجد المتعة نفسها وبنضوج أكثر كلما خطرت في بالي هذه العبارة، لماذا؟ ربّما أعرف، فهل تعرفون؟

في رمضان الولاء والاتصال الروحي دعونا نجدد وحدة المصير مع أرض الرباط ومهبط الأنبياء.

--

زهرةٌ رمضانية (13) .. بكاء

عندما تهرول الدموع من العين تكون لأسباب حزينة أو سعيدة، وأنا أرى أن البكاء عادةً تهذب وتعيد ترتيب الإنسان في داخلنا، لذلك فإن النساء شريكات الرجال على كوكب الأرض أكثر إنسانية وود وعاطفة وشفقة من الرجل؛ لأنهنّ يحسن البكاء عند الحاجة.

وهنا يأتي السؤال الحساس هل يبكي الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال؟ وبحثًا عن إجابة توجهت في يوم من أيام الأسر إلى أحد الإخوة قدامى الأسرى (أبو آدم) ودون مقدمات قلت له: أريد أن أسألك سؤالًا. قال مبتسمًا كعادته: تفضل. فقلت متى آخر مرة بكيت فيها؟ قال: أنا لم أبك منذ 30 عامًا، قلت مستنكرًا: هل تمزح؟ قال بإصرار: صدقني أنا منذ 30 عامًا لم أبك؛ لأن دموعي تحولت يقينًا بأن ما عند الله خيرًا وأبقى.. قال شيئًا قريبًا من هذا وبثقة عالية وراح يسترسل في الشرح، ولا يزال صدى كلامه يتردد في مسامعي، فهل هذا يعني أن الأسرى الفلسطينيين لا يعرفون البكاء؟ الجواب: نعم ولا.

نعم لا يبكي الأسير الفلسطيني جزعًا وخوفًا وندمًا وقلقًا وحرمانًا ويأسًا وغربًة ونسيانًا وتجاهلًا وخذلانًا إنسيًا، لا يفعل ذلك، ولكنه يفعل شيئًا آخر حين يتسلل منه بوقار رجولي مهيب ندى العين الدامية وهو يناجي ربه شكرًا عند توديع حبيب ورفيق معاناة إلى الحرية أو يناجي خالقه مغفرة للراحلين إلى دار البقاء من الأهل والأقرباء.

في رمضان الخشوع احذروا البكاء على الدنيا، وابكوا ما استطعتم في ليالي المغفرة من خشية الله تعالى.

بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي

 سجن ريمون الصحراوي

--

مهجة القدس تنعى الأسير المحرر المجاهد أحمد أبو حصيرة

غزة / مهجة القدس:

بسم الله الرحمن الرحيم

)يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً*فَادْخُلِي فِي عِبَادِي*وَادْخُلِي جَنَّتِي(

                                                                صدق الله العظيم

نعي مجاهد وأسير محرر

بقلوب راضية بقضاء الله وقدره، تنعى مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى والهيئة القيادية العليا لأسرى حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال، الأسير المحرر القائد المجاهد الكبير المؤسس المرحوم بإذن الله تعالى/

أحمد عبد الرحمن حسين أبو حصيرة

(أبو عبد الرحمن)

من كبار المجاهدين في فلسطين وأحد الأوائل الذين قاتلوا تحت لواء حركة الجهاد الإسلامي.

والذي وافته المنية فجر اليوم الأحد 13 رمضان 1442هـ الموافق 25/04/2021م، بمدينة غزة، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، عن عمر يناهز (69) عامًا قضاها طائعًا لله صابرًا محتسبًا.

وإننا في مؤسسة مهجة القدس والهيئة القيادية إذ ننعى المرحوم أحمد أبو حصيرة ونعزي أنفسنا بهذا الرحيل الأليم، فإننا نتقدم من عائلة أبو حصيرة الكرام بعظيم التعازي والمواساة بوفاة الفقيد، سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

جدير بالذكر أن الأسير المحرر المجاهد أحمد أبو حصيرة ولد بتاريخ 1952/12/25، وهو متزوج وله طفلين وهما (نور وعبد الرحمن) أنجبهما بعد تحرره في صفقة وفاء الأحرار، وأمضى في سجون الاحتلال 34 عامًا على فترتين، وقد شارك بتأسيس أول خلية عسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، وكان من أوائل من نفذوا عمليات عسكرية ضد قوات الاحتلال من أبناء الحركة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وأفرج عنه في صفقة التبادل (شاليط) بتاريخ 18/10/2011م.

إنا لله وإنا إليه راجعون

الدائرة الإعلامية

25/04/20

كلمات دلالية

اخر الأخبار