أحداث القدس هي الفرصة المناسبة لفرض الإنتخابات

تابعنا على:   13:59 2021-04-24

أشرف صالح

أمد/ قبل أحداث القدس والتي لا زالت تتصدر المشهد الفلسطيني , كانت الحياة بائسة تماما , خمول ويأس شعبي من جهة , وتراجع وفشل سياسي من جهة , وصمت عربي ودولي من جهة أخرى , والكل ينتظر قرار تأجيل الإنتخابات والذي هو من وجهة نظري يعتبر "نكبة ونكسة وكارثة وقلة حيلة وتجديد للإنقسام" ولكن ومن حسن حظنا وسوء تقدير الإحتلال , جاءت أحداث القدس في وقتها المناسب تماماً , جاءت أحداث القدس لتقول كلمتها وتفرض إرادتها , فهي أثبتت أن المقدسيين فدائيين ومرابطين ومدافعين وموحدين , وقادرين على تغيير الأحداث وقلب الطاولة وفرض المعادلات , أحداث القدس أثبتت لنا قوة وصمود أبناء القدس , وأبثتت لنا أن الشعب الفلسطيني على قلب رجل واحد , ورغم غبار وشطايا قنبلة الإنقسام والذي نزع فتيلها بعض الساسة المنتفعين (...).

إلا أن الجسم الفلسطيني لم يتمزق بسهولة , فشوارع غزة والضفة إنتفضت لأجل القدس , وصواريخ غزة إنطلقت لأجل القدس , وقد شاهدنا الوحدة الجغرافية والتي كدنا أن نفقدها بسبب الإنقسام , فكل هذا الجهد الكبير والذي يتناسب مع هذه المرحلة تماماً , يجب ألا يضيع دون مقابل أو فائدة تعود علينا كفلسطينيين .

يجب أن تتحول أحداث القدس الى معركة مستمرة لفرض الإنتخابات الفلسطينية في مدينة القدس , فهي تعتبر الفرصة الذهبية لفرض إرادة الشعب الفلسطيني وحماية حقة في إختيار من سيحكمه ومن سيمثلة أمام العالم , يجب أن تتحول أحداث القدس الى ورقة ضغط ومساومة على الإحتلال من أجل إنجاز الإنتخابات في كل مكان في مدينة القدس دون منع أو مضايقات , يجب أن يستمر الشعب في ثورته , ويجب أن تخرج القيادة من حالة الجمود لتستثمر وتسير هذه الثورة لصالح الثوار , اللذين يستحقون أن يختارون من يريدون أن يمثلهم ويدير شؤونهم , يجب أن نهيئ كل الظروف ونستخدم كل الأدوات كي تستمر معركة القدس حتى نيل حقوقنا وفرض أصواتنا , فنحن الآن أمام خيارين لا ثالث لهما.

 إما أن نستسلم ونؤجل الإنتخابات ونخدع لرغبة الإحتلال ونعيش كقطيع الأغنام محكومين بالقوة وبدون شرعيات , وإما أن نكمل مسيرة النضال ومعركة الحرية والكرامة كي ننتزع حقنا في ممارسة حياتنا السياسية  في القدس وكل الأرض الفلسطينية , ونعيش كبايق الشعوب التي تختار قياداتها بمحو إرادتها .

يجب أن تتحول شجاعة المقدسيين , وبسالة الغزيين , وثورة أهل الضفة , الى وقود لمعركة الكرامة والحرية , ويجب أن تتحرك القيادة الفلسطينية سواء قيادة أحزاب أو حكومات أو قيادة مجتمع مدني , تتحرك جنب الى جنب مع الشعب الفلسطيني ليكون القرار واحد موحد من أجل فرض الإنتخابات الفلسطينية بالقوة , وإستثمار أحداث القدس لفرض معادلة جديدة , المعادلة التي ستعيد الحياة الديمقراطية لنا بعد غياب طويل , والحياة الديمقراطية هي كرامة الإنسان , فالإنسان بدون كرامة لا يصلح أن يدافع عن مقدساته ويحرر أوطانه , فهي معادلة ثابته لا تتغير , ولذلك يجب أن نستثمر معركة القدس ونستمر حتى نرى صناديق الإقتراع تملأ شوارع وضواحي القدس والضفة وغزة .

اخر الأخبار