عبير اسكافي فراشة فلسطينية فارقت الحياة وهي تتطلع حنينا لاحتضان أبيها الأسير

تابعنا على:   14:02 2021-04-21

د. نشأت الوحيدي

أمد/ كنت قد كتبت في 21 نيسان 2012 وفي الأعوام التي تلت هذا التاريخ عن الطفلة الفلسطينية الشهيدة بإذن الله عبير يوسف اسكافي واليوم أجد لزاما علي الكتابة تزامنا مع اليوم الوطني للأسير الفلسطيني في 17 نيسان 2021 ومع اليوم الوطني للأسير العربي في 22 نيسان 2021 وفاءا لروح الفراشة الفلسطينية الشهيدة عبير ولأبيها الأسير ولكافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي .

لم ألتق يوما بالطفلة عبير وجها لوجه ولم أتحدث معها ولم ألتق بها كباقي أطفال الأسرى والشهداء والمفقودين ولكني عرفتها عبر شاشات التلفزة والفضائيات وقد استطاعت هذه الطفلة بالرغم من المسافات والحواجز العسكرية الإسرائيلية البغيضة أن تخترق قلوبنا عبر محطات التلفزة والفضائيات وأن تحط في ضمائرنا وفي كل مكان يفوح منه شذى حقوق الإنسان .

وقال د . الوحيدي أن عبير طفلة فلسطينية بريئة ولدت في 16 / 3 / 2001 ولم تفرح برؤية أبيها الأسير يوسف عبد الرحيم عبد المحسن اسكافي سوى عامين من عمرها الذي لم يكتمل حيث كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت والدها في 15 / 2 / 2003 وحكمت عليه بالسجن 4 مؤبدات وقد فارقت عبير الحياة شهيدة في 21 نيسان 2011 بعد أن أصابتها صدمة نفسية وعصبية بسبب حرمان إدارة مصلحة السجون الاسرائيلية لها من زيارة أبيها بالرغم من حصولها على تصريح الزيارة .

وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي حرم الطفلة عبير من زيارة أبيها وحرم والدها الأسير الصابر يوسف من احتضان ومعانقة طفلته الصغيرة عبير ومن تشييعها إلى مثواها الأخير بجوار الأبرياء من أطفال الشعب الفلسطيني والصديقين والشهداء وكانت الطفلة عبير يوسف اسكافي قد فارقت الحياة واستشهدت في مثل هذا اليوم في مساء يوم الخميس الموافق 21 نيسان 2011 وهي تصرخ من الألم وهي تخاطب وتستصرخ أطفال العالم ومؤسسات حقوق الإنسان وكل الضمائر الحية في حنينها إلى أبيها وكان حال أبيها عندما سمع بنبأ وفاة طفلته يقول : سحقا لجدران السجن والزنزانة التي حرمتني أن أضمك حية يا حبيبتي وأن أودعك وأنت شهيدة .

وأوضح د . نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن الأسير يوسف عبد الرحيم عبد المحسن السكافي الذي يقضي حكما بالسجن 4 مؤبدات في سجون الاحتلال الإسرائيلي فقد كريمته الطفلة البريئة عبير في مساء يوم الخميس الموافق 21 / 4 / 2011 إثر إصابتها بصدمة نفسية وعصبية أرقدتها لمدة أسبوع في مستشفى عالية بوسط مدينة الخليل بسبب جرائم وقوانين الاحتلال الإسرائيلي العنصرية في منع وحرمان الأطفال من الزيارة لتفارق عبير الحياة وعيونها ترحل للحظة تحتضن فيها أبيها أو تلمس يديه . 

وأشار إلى أن الأسير يوسف عبد الرحيم اسكافي من مواليد 9 / 10 / 1972 وبلدته الأصلية الخليل وله شقيق يقضي حكما بالسجن المؤبد هو ( علاء – أعزب - مواليد الخليل في 1 / 2 / 1983 ) وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت شقيقه الأسير علاء في 30 / 2 / 2003 في حين كان الحاج عبد الرحيم عبد المحسن السكافي والد الأسيرين البطلين – من مواليد العام 1945 الذي كان يترأس لجنة أهالي الأسرى في محافظة الخليل قد فارق الحياة في يوم الجمعة الموافق 28 / 1 / 2017 وكان يعاني من إصابة ورصاصة مستقرة في بطنه أصيب بها على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في العام 1969 بمنطقة عقبة تفوح بالخليل .

وذكر د . نشأت الوحيدي الناطق باسم مفوضية الشهداء والأسرى والجرحى بالهيئة القيادية العليا لحركة فتح في قطاع غزة وممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية أن هناك للأسيرين يوسف وعلاء ابن شقيق هو الشهيد أحمد عبد المحسن عبد الرحيم السكافي الذي قضى نحبه في 3 / 7 / 2007 بمنطقة عيصا بالخليل بعد أن أصيب بقذيفة صهيونية حاقدة وبأكثر من 30 رصاصة صهيونية وكانت قوات الاحتلال الصهيوني قد أطلقت على جسده الطاهر كلابهم البوليسية الضارية لتنهش وتأكل منه .

واختتم بأن الطفلة الشهيدة عبير اسكافي تعتبر نموذجا واضحا لرواية الضحية الفلسطينية الحقيقية التي ينبت في كل يوم وجعها ويكبر سرطانا بين أنياب الاحتلال والجلاد الإسرائيلي في ظل الصمت الدولي والإنساني المقيت الذي يتفوق على صمت القبور .

عبير يا حبيبتي لا ترحلي فهناك من ينتظر منك زيارة .  

اخر الأخبار