العَودُ أحمد وأنبل وأسمى 

رسالة مفتوحة للأخ ناصر القدوة ورفاقه ...! 

تابعنا على:   18:43 2021-04-08

د. محمد صالح الشنطي

أمد/ الأخ ناصر القدوة المحترم  

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته، وبعد: 

    أكتب إليك بوصفي مواطنا عربيا غيورا على الوطن الأشم فلسطين والوطن العربي الكبير في الدرجة الأولى ، ولست متأكدا من أنك ستقرأ رسالتي ، كما أنني لست في شك من أن كلماتي ستؤثر في موقفك ، وقد بذل رفاقك جهودا مضنية لإقناعك بالعدول عن رأيك في تشكيل القائمة الخاصة بعيدا عن الحركة الأم، لكنني أعوّل على  ما عُرفت به من حب لوطنك وانتماء أصيل لفتح ، و ما اتسمت به من حرص على تراثك الذي يتصل بأوثق سبب بالراحل الرمز ياسر عرفات ، وربما بلغت بي الطموحات حدّ اليقين بأنك ستثبت أنك أكبر من كل الخطابات الانفصالية التي تتعّلل بمختلف أشكال الحجج من نقد للقيادة ، فالنقد الذاتي أمر مشروع و مستحب على ألا يصل إلى حد الانفصال ، أناشد ضميرك الوطني الحر أن تعدل أنت والمناضل الكبير مروان البرغوثي عن هذا الفعل الذي لا نشكّ في لحظة عن صدق دوافعه؛ ولكننا متأكدون من فداحة خطورته وهدميّته التي يرمي إليها العدو ويشجعها ، وأطراف أخرى دولية وإقليمية هي الآن أشد شعورا بالسعادة لهذا الشق الفادح في الحركة الوطنية الفلسطينية من أي وقت مضى ، لقد عايش جيلنا - وهانحن قد تجاوزنا العقد السابع من عمرنا، كل المحاولات السابقة لشق حركة فتح  قد فشلت - و نحن على مسافة منها  بوصفنا مستقلين نرى المشهد بكل أطيافه  - نرى  كل الحركات الانفصالية و كيف انتهت إلى ما تشهدونه بأم أعينكم ، وفي ضوء  ذلك كله أود أن أحاورك عن بعد فلعل و عسى ؛ فقد وضع الله سره في أضعف خلقه ؛ أعلم أنك ابن أخت الشهيد الرمز ياسر عرفات - وأنك كنت ممثلا لفلسطين في الأمم المتحدة ، ثم وزيرا لخارجيتها ثم عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح ، وأعلم أيضا أنك ملمٌ بتاريخ هذه الحركة و لم يغب عن بالك ما عانته الحركة من عقوق بعض أبنائها ،في لحظات مفصلية في تاريخها خصوصا بعد الخروج من بيروت ، وما رافق ذلك من توزّع أبنائها  في أقطار عربية عدة ، و ما آل إليه أمر المنشقين من مصائر محزنة و مؤسفة ، وظلت الحركة قوية صامدة، فهي صلب النضال الفلسطيني وصمام أمانه ، وقد يشاطرك البعض فيما ذهبت إليه من نقد لبعض سياسات القيادة ، خصوصا وهي محاصرة مسوّرة بأسوار الحواجز و التحكّم و الدسائس والمؤامرات و المال السياسي السخي  ، وربما لا ترضى عن بعض من هم في سدة القيادة ، ولكن الأمر مختلف لأنه غير عادي وحالاته استثنائية ، وأي قيادة جديدة ستجد نفسها في المأزق ذاته ، وقد حرص العدو على أن يحدث ما حدث ، فذلك يرضيه و يبهجه ، تلك خدمة مجانية لا تقدر بثمن ؛ ماذا سيقول التاريخ عنك أخي ناصر والأخ مروان  ، خذلت حركتك وأسهمت في خدمة العدو ، أناشد نبلك و إخلاصك و أناشد أسيرنا المناضل مروان البرغوثي أن ترتفعا فوق كل اعتبار ، و أن تنسحبوا لصالح الحركة الأم و ألا تكونوا رديفا لقائمة المنشقين المعروفين بما نترفع عن وصفهم به . 

اخر الأخبار