التشظي يعني الانكسار

تابعنا على:   07:50 2021-03-31

عائد زقوت

أمد/ من مفارقات الأقدار أنها تضع القادة على الميزان ليختار أن ترجح كفته ويعلو بمفرده وليغرق الآخرون أم يبقى في السفينة يكبح الأخطار لينجو والأخرون، وهنا يظهر الفارق بين القائد الحقيقي الذي صقلته التجارب والأحداث عبر السنين، وبين آخر لا ينظر إلا في مرآة نفسه، فيزداد نشوة وزهواً، للحد الذي لا يستطيع فيه أن يخرج من محيط مرآته، وهنا الكارثة الكبرى.

اذ من غير الممكن أن يرى الصواب في غيره، فيصر على أن يقود القافلة بلا بوصلة ولا أدوات، فيتيه في صحراء مقفرة جرداء، ويضل الطريق ويصبح همه أن ينشد طريق الخلاص، وعندها لا مجيب، فيبحث عن قَنٍ يأويه فلا يجد إلا الانتظار لساعة النهاية الحتمية، دون ان يترك في جعبته اصبعا واحدا ليعض عليه ندما، ولكن كما يقال في المثل لا ينفع الندم بعد العدم، لأنه اصبح كالذي يرفع ثيابه ليغطي رأسه فيكشف عورته.

فلو أعاد ثيابه مرة أخرى فلن يغني ذلك عن الحقيقة في شيء، فالقائد الحق هو الذي تعبر عنه مواقفه وسياساته وقت الشدة، لا من يستغلها ليطفو فوق السطح، رافعا شعار تخرب بيدي ولا تعتمر بيد غيري، فتكون الخسارة للجميع، ولا يُصلحها التلاوم ولا العتاب، وستستمر المركب ملاذاً آمناً لمن يركبها، فعلى كل كَيِّسٍ فَطِنٍ أن لا يُحدثَ خرقاً في السفينة، ظاناً أنه سينجو ويفنى الآخرون .

كلمات دلالية

اخر الأخبار