في ذكري يوم الأرض ... هل تبقى لنا أرض؟

تابعنا على:   16:55 2021-03-30

د.حكمت المصري

أمد/ تأتي الذكري الخامسه والأربعون ليوم الأرض الذي يصادف اليوم ونحن نقبع تحت الاحتلال اللعين منذ عام النكبة ١٩٤٨م .تأتي الذكري وحالة التوهان والانقسام والفقر والجهل والفساد والجوع والبطالة والأمراض المزمنة والإدمان والتشتت والحزبية المقيتة في ذروتها ، في ظل ما يفعله الاحتلال الصهيوني من توسيع للمستوطنات وتهويد للمقدسات واستيلاء على الأراضي الفلسطينية بشكل يومي وممنهج.

تأتي الذكري هذه الأيام وقضيتنا الوطنية تتعرض لخطر شديد يتجلى باستمرار الحصار والعدوان والاستيطان التوسعي ورفض حكومة الاحتلال تلبية استحقاقات عملية السلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية في ظل دعم ومباركة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تؤكد على دعمها للصهاينة من خلال مسعاها الواضح لفرض الرؤي الأمريكية . أمام هذه السياسة الدولية والصمت العربي تتزايد الأخطار على مشروعنا الوطني خاصة في ظل استمرار حالة الانقسام الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وبما يوفر خلاله الفرصة للاحتلال لتنفيذ مآربه في الاستيلاء على المزيد من الأراضي وقطع الطريق نهائيا على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وبالعودة إلي سبب إحياء هذا اليوم فإنه جاء رداً على قرار مصادرة الاحتلال الإسرائيلي ل21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب، في الثلاثين من آذار عام 1976، والذي كان من أبرز نتائجه استشهاد ستة من الشبان الفلسطينيين هم الشهداء خديجة قاسم، رأفت زهيري ، خضر خلايلة ،رجا ابوريا ، محسن طه ، خير ياسين. ليصبح هذا اليوم ذكرى لتخليد وتجسيد لتمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه وتخليدا لشهداء يوم الأرض. التي وحسب المركز الفلسطيني للإحصاء المركزي فإن الإحتلال الإسرائيلي يستحوذ على أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، حيث لم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% فقط من مساحة فلسطين التاريخية، وتبلغ نسبةالفلسطينيين حالياً حوالي 48% من إجمالي السكان في فلسطين التاريخية.

في ظل ازدياد الاحتلال واستمراره بمصادرة الأراضي حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2018فقط على مصادرة نحو 508 دونمات من أراضي الفلسطينيين، بالإضافة إلى الاستيلاء على مئات الدونمات الخاصة بالفلسطينيين من خلال توسيع الحواجز الإسرائيلية وإقامة نقاط مراقبة عسكرية لحماية المستعمرين.

ناهيك عن استمراره في الاستيلاء أيضا علي الأراضي الزراعية حيث تبلغ مساحة الأراضي المصنفة على أنها عالية أو متوسطة القيمة الزراعية في الضفة الغربيةحوالي 2,072 ألف دونم، وتشكل حوالي 37% من مساحة الضفة الغربية، لا يستغل الفلسطينيين منها سوى 931.5 ألف دونم وتشكل حوالي 17% من مساحة الضفة الغربية،وتعتبر الإجراءات الإسرائيلية أحد أهم أسباب عدم استغلال الأراضي الزراعية في الضفة الغربية، حيث تشكل المناطق المصنفة (ج) حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية والتي ما زالت تقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، الأمر الذي أدى إلى حرمان الكثير من المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وزراعتها أو العناية بالمساحات المزروعة فيها مما أدى إلى هلاك معظم المزروعات في هذه المناطق.

- قام الاحتلال الإسرائيلي بتجريف واقتلاع 7,122 شجرة خلال العام 2018، وبذلك يبلغ عدد الأشجار التي تم اقتلاعها أكثر من مليون شجرة منذ العام 2000 وحتى نهاية العام 2018.

- المستعمرات الإسرائيلية هي كالخلايا السرطانية التي تتكاثر وتتوسع بشكل مستمر، فقد بلغ عدد المواقع الاستعمارية والقواعد العسكرية الإسرائيلية في نهاية العام 2017 في الضفة الغربية 435 موقع، منها 150 مستعمرة و116 بؤرةاستعمارية، وشهد العام 2018 زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي على بناء حوالي 9,384وحدة استعمارية جديدة، بالإضافة إلى إقامة 9 بؤر استعمارية جديدة.

- بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستعمرات الإسرائيلية في الضفة الغربية في نهاية العام 2018، وتمثل ما نسبته حوالي 9.6% من مساحة الضفة الغربية.

- تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحةالضفة الغربية.

- عدد المستعمرين في الضفة الغربية بلغ 653,621 مستعمراً نهاية العام 2017 حوالي 47% منهم يسكنون في محافظة القدس .

- تشكل نسبة المستعمرين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 22.6 مستعمراً مقابل كل 100فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستعمراً مقابل كل 100فلسطيني.

- أما قطاع غزة الذي أنهكه الحصار المستمر والكثافة السكانية العالية وانتشار الفقر والبطالة فقد أقام فيه الاحتلال الإسرائيلي منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة والذي يعتبر من أكثر المناطق ازدحاما وكثافة في السكان في العالم بحوالي 5,204فرد/كيلومتر مربع بينما تبلغ الكثافة السكانية في الضفة الغربية حوالي 509فرد/كيلو متر مربع.

- قام الاحتلال الإسرائيلي في العام 2018 بإصدار أوامر تقضي بترحيل 12 تجمعاً بدويا شرقي القدس تضم حوالي 1,400 نسمة ضمن الجهود الرامية لتهويد القدس.

- خلال العام 2018 قام الاحتلال الإسرائيلي بالمصادقة على تراخيص بناء5,820 وحدة استعمارية جديدة .

- قام الاحتلال الإسرائيلي خلال العام 2018 بهدم وتدمير 471 مبنى، منها حوالي 46% في محافظة القدس بواقع 215 عملية هدم.

- بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم(داخل وخارج فلسطين) نحو 100,000 شهيد .

- عدد الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي كما هو في نهاية العام2018 فبلغ 6,000 أسيراً (منهم 250 أسيراً من الأطفال و54 امرأة).
في هذه المناسبة نستذكر شاعر الأرض الراحل محمود درويش عندما قال"ذكرى يوم الأرض الفلسطيني هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار وفي حلوقكم كقطعة الزجاج , كالصبار وفي عيونكم زوبعة من نار هنا .. على صدوركم , باقون كالجدار نجوع .. نعرى .. نتحدى ننشد الأشعار ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات ونملأ السجون كبرياء ونصنع الأطفال .. جيلا ثائرا .. وراء جيل كأننا عشرون مستحيل في اللد , والرملة ,والجليل إنا هنا باقون فلتشربوا البحر ، نحرس ظل التين والزيتون ونزرع الأفكار ,كالخمير في العجين .

ختاما: علينا أن نكثف جهودنا ومطالبتنا بإنهاء الوضع القائم علي الساحة الفلسطينية من تشرذم وانقسام وحصار ، من اجل اعادة لحمة الشعب وبناء مجتمع متماسك نستطيع من خلاله تحقيق الحلم الذي راود كل من روي بدمائة الطاهرة ارض فلسطين لتحقيق النصر والتحرير .

في ذكري يوم الارض عاشت فلسطين عربية حره.

كلمات دلالية

اخر الأخبار