سرقة وطن

تابعنا على:   19:17 2021-03-27

نبيل عبد الرازق

أمد/ في اليوم الذي اعلنت فيه بريطانيا إنهاء إنتدابها لفلسطين بتاريخ الرابع عشر من آيار لسنة (1948) أعلن ديفيد بن غوريون قيام دولة اسرائيل.

ومنذ ذلك التاريخ دأبت دولة الاحتلال بتنسيق وتناغم كامل بين مؤسساتها القضائية والعسكرية والسياسية بالعمل علي السيطرة علي فلسطين زمانيا ومكانيا.
من خلال احتلال المدن والقري وتهجير اهلها واقتلاعهم منها،، بالتزامن ايضا مع السيطره علي المواقع الاثرية والمعالم التاريخية،،.

وياتي هذا في سياق محو وتزوير للتاريخ
العربي الفلسطيني وجذوره الكنعانية وفرض واقع جديد ذو ابعاد توراتية تتويجا لمقولتهم أرض الميعاد وايضا ما روج له زعماء الحركة الصهيونيه لشعار ارض بلا شعب لشعب بلا ارض.

وبلا شك هذا هو نهج الاستعمار الكولونيالي الذي ينشئ نفسه علي انقاض الشعوب الاصلية للبلاد.
وهذا السلوك كان العامل المشترك للاستعمار علي اختلاف اشكاله.

ان مصادرة الاراضي التي يوجد بها مواقع تاريخية واثرية عاده ما يتم من خلال اصدار اوامر عسكرية او قرارات قضائية وكل هذا لاهداف سياسية مع انهم عاده ما يسوقون حجج واهية لتبرير جرائمهم امام الرأي العام الدولي..

ان جوهر العقيده السياسية والعسكرية والدينية لدولة الاحتلال يكمن بمصادره الارض وتهويدها.

ولقد شاهدنا كيف تم تغيير كامل لاسماء المدن والبلدات والقري العربية في اكبر عمليه سرقة وطن شاهدها العالم باسره لاسماء تلمودية وعبرية لطمس الهوية وما سرقه الاثار والتنقيب عنها الا عمليه ممنهجه لاخفاء الشواهد الحية التي تنطق بالحقيقة ..

وقد عمدت اسرائيل خلال احتلالها لقطاع غزة عام (1967) الي انشاء المواقع العسكرية لها فوق المواقع الاثرية كتل زعرب في مدينة رفح وتل المنطار شرق مدينة غزة واماكن اخري وكانت تستولي علي الكثير من الاثار كالاواني النحاسية والفخارية والاعمدة الرخامية والتماثيل والنقود الذهبية وكل ما تحويه هذه المواقع ونقلها الي المتحف الاسرائيلي في القدس..

وكذلك الحال في الضفة الغربية والقدس تستمر مصادرة الاراضي والاستيلاء عليها لصالح بناء المزيد من المستوطنات وشق الطرق لخدمة المستوطنين.

وقد شاهدنا كيف تم تجريف المقبرة اليوسفية الاسلامية بالقدس بحجه أقامة حدائق وممرات وهي الملاصقة للمسجد الاقصي وايضا للسيطرة علي السور بالكامل..

هذه سياسية اسرائيلية قديمة جديده لا تتوقف ولن تتوقف.

لان إنشاء الكيان كان يتم بممارسة الهدم والقتل والتهجير وتدمير الشواهد واخفاء الادلة في جريمة واضحة جلية ومكتملة الاركان...

والمتابع لمجري الاحداث يري كيف استولت قبل أيام دولة الاحتلال علي اكبر موقع آثري في فلسطين في بلده سبسطية بالضفة الغربية وهي القريبة من نابلس و التي شيدها الكنعانيون .

ومن اشهر اثارها مقبرة الملوك والمدرج الروماني والتي هي مرشحة لتكون علي قائمة منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحده .

استيلاء الاحتلال علي الحجر الاثري في بلدة تقوع قضاء بيت لحم وهو حوض معمداني عليه نقوش ورسومات تاريخية
ونقله الي جهه مجهولة هو محاولة لاسكات الحجارة الناطقة ومحاولة مسح للتاريخ والذاكرة...،ولن تنتهي بموقع سبسطية ذو المدرجات الرائعة، وأشجار الزيتون الخالدة.

كلمات دلالية

اخر الأخبار