أبو الغيظ: المنافسة بين القوى الكبرى ستكون لها انعكاساتها على المنطقة العربية

تابعنا على:   17:04 2021-03-23

أمد/ القاهرة: أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن المنافسة بين القوى الكبرى ستكون من أهم سمات العلاقات الدولية في المرحلة المُقبلة إن لم تكن أهمها، حيث لن تكون منطقة أو إقليمٌ بمنأى عن هذه المنافسة الشرسة، وستحتاج القوى المتوسطة والصغرى إلى استراتيجيات مختلفة ومبتكرة للتعامل مع واقع عالمي يختلف كثيراً عما عهدناه خلال السنوات الثلاثين الماضية.

مُضيفاً أن بناء القوة الذاتية العربية، وتعزيزها بالتحالفات وعلاقات الصداقة، تظل السبيلالأكثر نجاعةً لتعزيز الأمن القومي العربي في زمن يتسم بالسيولة الشديدة على الساحة الدولية.

جاءت كلمات أبو الغيط خلال محاضرة ألقاها ،يوم الثلاثاء، عبر فيديو كونفرانس، على منتسبي كلية الدفاع الوطني بسلطنة عمان تحت عنوان "نظرة على المستقبل العالمي والعربي".

وتناول أبو الغيط خلال المحاضرة، مُشكلات رسم السيناريوهات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالأحداث نادرة الوقوع التي يكون لها تأثير عميق وممتد على التفاعلات الدولية، مثل جائحة "كورونا".

مشيراً إلى أن تجربة العالم مع الجائحة تُثبت أهمية إعطاء وزن أكبر لاحتمالية وقوع هذه الأحداث، بل وأهمية تعزيز مناعة المجتمعات في مواجهتها في المستقبل.

وأشار أبو الغيط خلال المحاضرة، إلى الأبعاد المختلفة للمنافسة الصينية- الأمريكية على جميع الأصعدة، الاقتصادية والتكنولوجية والأيديولوجية، مُضيفاً أن كل طرفٍ يسعى لرسم صورة ذهنية عن نظامه السياسي والاقتصادي باعتباره الأفضل، وأن الجائحة أعطت فرصة للصين لإظهار قدراتها في تنظيم المجتمع في مواجهة هذا الخطر، في حين كشفت أحداث اقتحام الكونجرس في 6 يناير عن نقاط ضعف في الديمقراطية الأمريكية.

وأوضح الأمين العام للجامعة العربية في محاضرته، أنه لا ينبغي استبعاد احتمال تطور المنافسة إلى صراع عسكري بين القطبين الصيني والأمريكي.

لافتاً إلى أهمية وضعية روسيا في هذه المنافسة الثلاثية على قمة النظام الدولي، وإلى أن المستقبل سيكشف عما إذا كان طرفان في المعادلة سيلجآن للتحالف ضد الثالث.

وفي سياق اخر، شاركت الجامعة العربية في اجتماع التحالف الدولي ضد داعش، يوم الثلاثاء، عبر تقنية الفيديو كنفرانس، حيث تناول الاجتماع الإنجازات التي تم تحقيقها والتحديات الراهنة المتعلقة بمكافحة التنظيم الإرهابي، وأوجه الدعم الذي تقدمه قوات التحالف والدول الأعضاء في سبيل استعادة الاستقرار في المناطق المحررة خاصة في العراق وسوريا في إطار الصندوق الائتماني المخصص لهذا الغرض والذي تساهم فيه الدول الأعضاء في التحالف الدولي.

وعرض حسام زكي الأمين العام المساعد في المداخلة التي ألقاها في الاجتماع المخاوف حيال الأنشطة الإرهابية الأخيرة على الساحتين السورية والعراقية، حيث أصبحت البادية السورية خلال الأشهر الأخيرة مسرحا لعمليات التنظيم الإرهابي.

وأضاف: "شهدت الساحة العراقية تطورا مقلقا للغاية منذ بداية العام الجاري فيما يتعلق بتنشيط الخلايا النائمة للتنظيمات الإرهابية إلى حد تمكنها من القيام بعملية مزدوجة طالت قلب العاصمة العراقية بغداد في يناير الماضي، رغم الجهود الدؤوبة التي تقوم بها الحكومة العراقية، بدعم من التحالف الدولي، لمكافحة الإرهاب وبسط الأمن"، مشيرا الى خطورة الوضع في عدد من مخيمات ومراكز احتجاز عناصر تنظيم داعش في سوريا خاصة في مخيم "الهول"، والذي يشكل بيئة حاضنة ونواة لعناصر إرهابية في المستقبل.

وحذر زكي، من مخاطر عودة تنظيم داعش على السلم والأمن الدوليين.

وأكد موقف الجامعة العربية، وفقا لقرارات مجلس الجامعة الوزاري، من حيث ادانة كافة أشكال العمليات الإجرامية التي تشنها التنظيمات الإرهابية في الدول العربية وفي كافة دول العالم، والتنديد بكل الأنشطة التي تمارسها تلك التنظيمات المتطرفة تحت أي شعارات دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية.

ودعا سيادته إلى تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة الفكر المتطرف واقتلاع جذوره، وبذل المزيد من الجهود الدولية لمكافحة مصادر تمويل الإرهاب، وتجفيف منابعه، وفي مقدمتها تسوية النزاعات، ودعم عمليات التنمية الشاملة للمناطق المدمرة. 

اخر الأخبار