أمد/ تونس:  تحتضن مدينة الثقافة، يوم الثلاثاء 23 مارس، وعلى مدى أربعة أيام ندوة تاريخية دولية لدراسة الأنشطة الشيوعية بالبلاد التونسية (1921-2021) بمشاركة عدد من المؤرخين والباحثين من تونس ومن عدد من الدول .

وتأتي، هذه الندوة ضمن برنامج الانشطة العلمية والفكرية التي برمجها مخبر التراث بكلية الآداب والفنون والانسانيات بمنوبة بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبورغ ومائوية انطلاق النشاط الشيوعي بتونس (مارس 1921- مارس 2021 ) ، وبعث أول نواة شيوعية في البلاد التونسية في 27 مارس من سنة 1921 في فيري فيل (مدينة منزل بورقيبة حاليا ).

وأضاف مدير مخبر البحوث حول التراث حبيب القزدغلي لصحفية مكتب (وات)، أن الندوة التي ستكون حضورية وعن بعد ايضا، ستساهم من خلال المداخلات العلمية والتارخية، في تأصيل البحث في تاريخ الحركة الشيوعية والعمالية واليسارية عموما ،كمجال بحث تاريخي قائم الذات يرتكز على مصادر تاريخية متنوعة ومتعددة ، كما تطمح هذه الندوة لان تكون مناسبة لتجديد المقاربات والمناهج، لمزيد معرفة هذا التراث بكل مكوناته وتعقيداته وتفادي الأحكام والإسقاطات.

وقال، إنّه بالتوازي مع نشاط الندوة ينتظم أيضا معرض وثائقي يضمّ صورا ووثائق وصحف المنظمات والأحزاب التي نشطت بتونس في فترات مختلفة واعتبرت نفسها لفترة من تاريخها ذات علاقة بالتراث الشيوعي واليساري عامة وفق تأكيد نفس المصدر .

وأشار الى برمجة عروض سينمائية ستعرض في أمسيات الندوة ، وهي عدد من الأشرطة السينمائية التونسية والعالمية التي تناولت اليسار في مضامينها، منها شريط صفائح الذهب للنوري بوزيد وشريط" أولاد لينين" لنادية الفاني والشريط الوثائقي ارض تونسية للمخرج الفرنسي جون جاك سركيس.

ولفت القزدغلي الى تنوّع فقرات برنامج الاحتفاء بالمائوية ، والقيام مؤخرا بتسجيل حوارات مع عدد من نشطاء الحركة الشيوعية حيث قدّم 23 شهاداتهم حول الحركة ، بهدف المساهمة في تكوين رصيد ثري ومتنوع من الشهادات الشفوية حول تاريخ الحركات الشيوعية بتونس، هذا مع نشر كتاب يتناول في جزء أوّل التعريف بتراجم نشطاء الحركة الشيوعية بتونس (1921-1963 ) ، على ان يتم في مرحلة لاحقة إنجاز كتاب ثان يتناول تراجم النشطاء اليساريين من مختلف التجارب والأحزاب .

كما سيقع العمل بداية من اكتوبر القادم ، على تقديم عدد من الدراسات العلمية التي تمت مناقشتها في الجامعات التونسية والأجنبية والتي تناولت بالبحث والدرس جوانب من

تاريخ الحركة الشيوعية في تونس والتي تم نشرها خلال الأربعين سنة الماضية وتتعلق بأعمال كل من : مصطفي كريم – رؤوف حسين حمزة – جوليات بسيس – ليلي البليلي -حبيب القزدغلي- لطيفة لخضر- عبدالجليل بوقرة ، وكذلك الشهادات المنشورة لعدد من مناضلي اليسار ومنهم على سبيل الذكر: محمد صالح فليس- الصادق بن مهني- فتحي بلحاج يحي – عزالدين الحزقي- محمد الكيلاني .

وأوضح القزدغلي أنه من بين أهداف المشروع الذي يقام بمناسبة ذكرى مرور مائة سنة على بعث أول نواة شيوعية في البلاد التونسية في 27 مارس من سنة 1921 ، أن يكون مناسبة لتجميع الوثائق المكتوبة والشهادات الشفوية للنظر والدراسة ، والبحث الهادئ والرصين في مختلف التجارب التي ظهرت في تونس خلال المائة سنة الماضية .

كما يطمح البرنامج وفق تقديره، الى أن يكون هذا الاحياء الآكاديمي منطلقا للتفكير الجماعي في مستقبل العمل الاجتماعي واليساري وتجديد وسائله ومضامينة وفقا لمتطلبات الأوضاع الجديدة والأفق الرحبة التي فتحتها الثورة التونسية.