لماذا لم يَفهم الأميركيون سوريا.. على الوجه الصحيح؟

تابعنا على:   12:36 2021-03-17

محمد خروب

أمد/ يُجيب عن السؤال الذي لمّا يزل مطروحا بقوة في المشهدين الاقليمي والعالمي, السفير الاميركي السابق في سوريا روبرت فورد عبر مَقالة نشرها في صحيفة الشرق الاوسط اللندنية امس الثلاثاء, حملت عنوان: «لم نَفهم سوريا على الوجه الصحيح».

على نحو يُذكِّر من يقرأ المقالة تلك بالمقولة الفرنسية الشهيرة عن «آل بوربون» بانهم «لا ينسون شيئا ولا يَتذكّرون شيئا في الوقت نفسه» وهذه حال اميركا.. الامبراطورية الإمبريالية التي قامت على أنقاض الامبراطوريتين الاستعماريتين المنهارتين البريطانية والفرنسية، وازدادت عدوانية بعد انتهاء الحرب الباردة وتفكّك الاتحاد السوفياتي. لكنها رغم ما توفّرت عليه من قوة اقتصادية وعلمية وتكنولوجية وموقع جغرافي فريد, وخصوصا ترسانة عسكرية ضخمة باتت آداة بطش في خدمة دبلوماسيتها العدوانية... لم تتعلّم دروس التاريخ وعِبره.

 ومضت قدما في عسكرة العلاقات الدولية معتمدة على ذراعين طويلين الاول هو «الدولار» الذي بات العملة الاولى في التداول الدولي متعدد الأوجُه والغايات, والثاني خصوصا آلتها العسكرية المهولة المنتشرة في أربع رياح الأرض, ما يمنحها القدرة على تهديد كل من يُعارِضها تحت طائلة الغزو والإنقلابات وتشويه السمعة والتعرّض لحملات ضارية من التشويه والحط من القيمة والمكانة, وإدارة حملة إعلامية ضخمة, لا تتورّع وسائلها المُتعدِّدة من اختراع واختلاق وفبركة القصص والروايات, التي تجد من يُصدِّقها في عالم هَيمنتْ عليه قِيم الاستهلاك والأنانية والنزوع نحو «تعظيم» النموذج الاميركي, الذي بدأ يَتفسّخ ما يُهدّد بتفكُّكه ودخوله في مرحلة الإحتراب الاهلي, الذي جسّدته من بين امور اخرى «غزوة الكابتول» التي قادها أنصار الرئيس المهزوم ترامب.

ما علينا..

واظب السفير فورد (يعمل الان باحثا في معهد الشرق الاوسط بواشنطن), على كتابة المقالات وإجراء المقابلات المتلفزة، منذ غادر وظيفته في الخارجية الاميركية, متحدثا كـَ "خبير" في شؤون سوريا)، على انتقاد ادارة الرئيس الاسبق أُوباما وتحميله مسؤولية خذلان «الثورة» السورية وخصوصا قوله (في مقالة امس): «إننا لم نُدرك بحلول 2012 تحوّل الامر الى حرب حقيقية. في المُقابل – يُضيف – أصرّ مسؤولون اميركيون يعيشون بعيدا في واشنطن, على الحديث عن «عدم وجود حلٍ عسكري» وكرّرنا – يُواصِل – هذا الامر آلاف المرات منذ عام 2011 حتى يومنا هذا».

هذا هو ما دعا اليه فورد ونصار «الثورة» السورية, خصوصا «أصدقاء» الشعب السوري, منذ بدأوا تنفيذ سيناريو تدمير سوريا وفرض خرائط جديدة على المنطقة العربية, بعد «قرارهم» ان صيغة سايكس/بيكو استنفدت أغراضها, وبات مطلوبا أسرَلَة المنطقة وصهّينتِها, والتأسيس لخريطة إسرائيل الكبرى.

يتحسّر فورد على عدم تدخُل اميركا التي أثْخنتها ضربات المقاومة العراقية بعد غزوها العراق, بـ"كامل» قوتها وجبروت ترسانتها العسكرية لصالح «الثوار", الذين لم يلبثوا ان خلعوا اقنعتهم ليظهر لنا.. داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وحرّاس الدين (الويغور الصيني) والتركمان وخصوصا مشروع قوات حماية الشعب الكردية الإنفصالي.

لم يتطرّق السفير فورد الى «ظاهرة الارهاب والتأشير الى رُعاتِه, بل واصل بثّ اسطوانته المشروخة عن «تفويت» فرصة التدخل العسكري الاميركي لحسم «المأساة» السورية لصالح.. مشروع الأَسرَلة والصَهيَنة.

عن الرأي الأردنية

اخر الأخبار