صفعة الأردن لنتنياهو...هل تساهم في قذفه الى "الزنزانة"؟!

تابعنا على:   08:13 2021-03-13

أمد/ كتب حسن عصفور/ لحظات ما قبل أن يعلن رئيس الحكومة العنصرية – المتطرفة في الكيان الإسرائيلي نتنياهو، عن تسجيل "نصر شخصي"، بالسفر الى الإمارات، ومراكمة ما يمكن مراكمتة من "مكاسب باهتة"، تعطلت الحركة الاستعراضية فجأة، وبدأ البحث عن "ذرائع" لتبرير الإلغاء، ولم يجد خيرا من "منع الأردن لمرور طائرته فوق أجوائها".

وبدون مناقشة "الذريعة" التي حاول نتنياهو الاختباء خلفها لتبرير "الصفعة الأهم" في الأسابيع الأخيرة الموجهة الى نتنياهو، خاصة وهي تأت من الأردن ذات العلاقة "الخاصة"، فما حدث يمثل تطورا سياسيا قد لا يبقى أسيرا للمظهر الذي حاول بيبي أن يستخدمه، أو ملمحا الى "انتهاء العارض" التعطيلي.

ولكن، ما يحتاج التدقيق أكثر، الى أن هناك "أزمة ما" تتفاعل بسرعة متلاحقة بين الأردن والكيان، كشف عنها بوضوح وزير الجيش ونائب رئيس الحكومة الإسرائيلي بيني غانتس، الذي تحدث في مقابلة سبقت مسألة "الحظر المروري الجوي" للطائرة، بعد أن أشار الى نتنياهو يعمل على "تخريب العلاقة مع الأردن".

ففي يوم 28 فبراير 2021، كشف الإعلام العبري عن زيارة سرية قام بها غانتس الى عمان، والتقى بالملك عبدالله، في حين لم يلتق منذ سنوات مع نتنياهو.

 وبعد اللقاء قال غانتس خلال لقاء مع نشطاء حزبه، نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية: "أعتقد أن الأردن رصيد كبير لإسرائيل، وأعتقد أن علاقاتنا مع هذا البلد يمكن أن تكون أفضل 1000 مرة. لسوء الحظ، نتنياهو شخصية غير مرغوب فيها في الأردن، ووجوده يضر بالعلاقات بين البلدين"، فقد "ألحق سلوك نتنياهو في السنوات الأخيرة أضرارا شديدة بالعلاقات مع الأردن، ما أسفر عن خسارة دولة إسرائيل أصولا ملموسة في مجال الأمن والسياسة والاقتصاد".

أقوال غانتس، سبقت أزمة زيارة ولي العهد الأردني حسين الى المسجد الأقصى، وما تم الإشارة اليه من "أزمة ترتيبات"، ام أزمة "لقاء المعارض لابيد"، واستخدام غانتس تعبير يمثل قمة الإهانة السياسية، عندما وصف نتنياهو بأنه (شخص غير مرغوب فيه "Persona non grata)")، ما يفضح مكذبة بيبي الجديدة، بأن الأزمة مرتهنة بحادث عرضي متعلق بزيارة ما.

لا يمكن التخفيف من قيمة الكسب الكبير الذي حاول نتنياهو، ان يستثمره بعد اتفاقات "التطبيع" مع بعض دول الخليج، كاملا أو ناقصا، رغم ان الطفل السياسي يدرك تماما، انه بدون الإدارة الأمريكية السابقة ما كان لها أن تتم، ودون أن يتراجع "نسبيا – مؤقتا" عن خطة ضم الأراضي الكبير في الضفة والأغوار، وإعلان السيادة الإسرائيلية على جزء منها.

والسؤال الكبير، هل يمكن أن تشكل "الصفعة الأردنية" العلنية وما رافقها من هجوم مباشر ساخر فتحه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في تصريحات لقناة "سي أن أن"، لتصبح حدثا وليس خبرا، مقدمة لنهاية مسار وطي صفحة نتنياهو السياسية، من باب لم يكن ضمن حسابات خاصة لمن يخطط البقاء رئيسا لحكومة الكيان، بعد أن باتت "الصفعة العلنية المزدوجة" حديث الساعة السياسي في إسرائيل.

ومن ذاك السؤال الكبير، نسأل فرعيا، هل يتم وقف منح "هدايا مجانية" للعنصري نتنياهو، فكراهيته ليس للفلسطيني، كما يعتقد بعضهم، بل هو كاره للعربي، أي عربي ما دام ليس راضخا للرغبات الصهيونية.

هل تكون "الصفعة المركبة" القشة التي كسرت ظهر بقاء نتنياهو، وبداية نهاية عهد هو الأكثر عنصرية وتطرف ضد العربي والفلسطيني منذ عام 1948، رغم كل "الهدايا المجانية" التي منحت له عربيا.

هل تدق ساعة الحقيقة بزوال شخصية لا تستحق سوى الرجم بكل أشكاله ثمنا وعقابا...!

ملاحظة: قرار فصل د.ناصر القدوة من حركة فتح مثل مظهرا قراقوشيا نادرا...وأظهر ان "الغضب – الحقد" انتقل من المظهر الى الجين، مع أن ناصر بشخصه ليس "عدوانيا أبدا"...ولكنها حالة الارتعاش بكل ملامحها...والفهيم أكيد فاهم!

تنويه خاص: تقرير الصحيفة العبرية "هآرتس" عن شراكة سارة لزوجها بيبي في تعيين رؤوساء أمن الكيان، تمثل كشفا فريدا، عشان ما يقولوا بس في بلادنا أولاد الحاكم يعينون قادة أمن ونيابة وقضاء غير الموظفين بدرجة وزير...كله زلابية!

اخر الأخبار