
المرأة المنفصلة ضحية ظروف وعادات وتقاليد رجعية

طراد أبو دقة
أمد/ أصبحت النظرة السلبية للمرأة المنفصلة هي الأساس ، والنظرة الإيجابية استثناء ، في أغلب المجتمعات التي تسودها الثقافة الرجعية ، مع الأسف الشديد عامة الناس ، لا تراعي الظروف التي مرت بها المنفصلة ، قبل أن يقع الطلاق..؟!
فليس شرطاً أن تكون المنفصلة مخطئة أو مذنبة..!!
فالمرأة المنفصلة -المطلقة كما يطلق عليها البعض- هي ضحية ظروف معيشية صعبة ، وواقع مرير ، وثقافة شبه بدائية وعادات وتقاليد رجعية ، نفذت طاقة التحمل لديها ، لم تعد قادرة على الصبر والتحمل ، وهناك العديد من الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء الطلاق " ظروف حياتية معيشية صعبة ، إجتماعية ، أخلاقية ، دينية ، ثقافية ، نفسية ، إقتصادية ، عنف مادي ، معنوي ، لفظي ، جسدي ، نفسي ، جنسي.. ظلم واضطهاد ، أو بسبب تقصير في أداء الواجبات ، التي تقع على عاتق الزوج بالمفهوم الواسع..أو بسبب تدخلات خارجية عائلية ، أو عدم توافق العقول والفكر والثقافة ، أو نتيجة غيرة زوجية زائدة بين الزوجين أدت إلى انحلال الرابطة الزوجية ، أو حسد ألحق الضرر بالحياة الزوجية -الحسد ورد في القرآن الكريم- بسبب الحب والتفاهم الملحوظ والسعادة الزوجية.. "
بلغ السيل الزبى ! فــ الأنثى المنفصلة ، هي ضحية ظروف وثقافات ، لذلك يقع الطلاق في أغلب الأحيان لأسباب خارجة عن الإرادة ؛ وبكل الأحوال والظروف -بكل أسف- ما رح تسلم الأنثى المنفصلة -المطلقة- من النظرة الرجعية للعامة ، في مجتمعاتنا الشبه بدائية ، من حيث الثقافة العامة ، وبالتالي تتعرض للعنف المعنوي !!
فــ الطلاق ليس نهاية الحياة ، فهو إرادة الله دائماً وأبداً ، فقد يكون الطلاق بداية جديدة لحياة أفضل ، بالنسبة لمن يتعلم من أخطاءه ، ولديه إيمان عميق بالقضاء والقدر ؛ وتكون حياة أسوأ بالنسبة لمن يستسلم إلى العاطفة والحب ، ولم يتعلم من الأخطاء السابقة في الحياة الزوجية !
فالمرأة المطلقة ضحية ظروف وثقافات وعادات وتقاليد رجعية ، وهذه العادات والتقاليد والأعراف الرجعية ، تمتد أضرارها إلى الأبناء ، ضحايا انحلال الرابطة الزوجية بالانفصال .
المرأة المنفصلة -المطلقة- دائماً وأبداً تقع ضحية ، في مجتمعات محدودة الفكر والثقافة ؛ فــ تهرب من ظلم واضطهاد ، فيلتقمها أصحاب النقد الجارح ، وتصبح ضحية من جديد وسط المجتمع الرجعي !
بلا شك ان أشد أنواع الظلم -الاضطهاد- الذي تتعرض له المرأة في أغلب المجتمعات العربية ؛ العادات والتقاليد والأعراف الرجعية ، من منطلق -مبدأ- ما يحل للرجل يحرم على المرأة..؟!
وبمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي ، اتمنى ان تسود العدالة والمساواة بين الجنسين من حيث النظرة السلبي والثقافة العامة في المجتمعات العربية .
وكل عام والمرأة العربية بخير بمناسبة الثامن من آذار .