جيل التسعين.. سنوات الضياع في الانقسام

تابعنا على:   17:19 2021-02-19

علاء مطر

أمد/ مع إشراقة كل صباح، أبقى ممدا على السرير ربما يتعدى الوقت النصف ساعة، أحاول النهوض مع كل دقيقة، يراودني سؤال.. ستقوم ؟!! ماذا ستفعل؟ أين ستذهب؟

وبعد صراع مع النفس، أقف أمام المرآة، أتمعن تفاصيل وجهي، تارة أجد شعري بدأ يتساقط، وأخرى تجاعيد في الخدين، وليس انتهاء بهالات أو ندوب سوداء تحت العينين، مزاجي يتعكر، أبدأ صباحي اللعنات، أحاول الابتعاد من أمام المرآة، وسرعان ما أعود للتأكد من أنا، أنا أعرف كل شيء عن نفسي، أعرف أني سأخرج أتسكع في الطرقات، أزور الأصدقاء، أسمع السمر الفارغ فأضحك، أتظاهر أن كل شيء بخير، ولكن في الحقيقة أني أصبحت لا أعرف نفسي، أنظر للمرآة أجد مَنْ فيها يهتز، لا يهمني فقط أريد الاستمرار...

حال جيل التسعينات، ومن سبقهم بسنة أو ثلاثة، لا يهم العدد، جميعهم طحنتهم سنوات الانقسام، وأصبحوا الفريسة التي انقض عليها المسؤولون، ليبنوا على دمار جثثهم ورماد أحلامهم قصورا وبيوتا وأملاكا، من تحولت قلوبهم من مخزن للذكريات الجميلة والحب، إلى أرتال من الحقد والكراهية والغضب.

جيل التسعينات..
هم من شابوا في طفولتهم، شاخوا قبل كبرهم، هرموا من قلة حيلتهم، هم من أنجبوا أطفالا بداخلهم، من بكوا قهرا من شدة وجعهم، من شهدوا ثلاثة حروب وانقسام، والمضحك المبكي، أنهم ما زالوا صامدين رغم عجزكم عن انقاذهم.

لكل شاب ضاع شبابه في مسرحية خلافاتكم قصة وجع لم يتذل نهايتها توقيعه، كل شخص منا يعيش ظروفا أجبرته أن يكون كما هو، والحقيقة أنه كان لولاكم أفضل مما كان، هذا هو جيلنا، واقعه يستعصي على الفهم، فلا أحد يدرس حالتنا فيَقدِر على استيعاب عبث الحياة، ولكن كل ما في الأمر أن حياتنا تسير بشكل غريب.

أيها المسؤولون لا تحسبوا أن قمع حريتنا انتصار، ولا ضياع مستقبلنا انجازا، ولا تكدس أعداد البطالة حصارا، ولا تهجير عقولنا استسلاما، ولا الإصابات في مسيرات عودتنا مقاومة، ولا الحروب الثلاثة ولا ولا ألف لا.

أيها المسؤولون كثيرا ما نعتم أبناء جيلنا بما ليس فيهم، أقولها لكم...
من السهل أن تخون غيرك ولكن من الصعب أن تكون وطنيا.
من السهل أن تبني انتصارا على آهاتنا ولكن من الصعب أن تنتصر.
من السهل أن تصادر حريتنا ولكن من الصعب أن تكون حرا.
ومن السهل الكثير والكثير ومن الصعب الأكثر منها.

أيها المسؤولون...
ما زال لدينا الأمل في الانتخابات، أخذتم من أعمارنا 15 عاما والمناصب والكراسي، أفلا تتركوا لنا الوطن؟!

اخر الأخبار