العتبات النصية في رواية "صهيل مدينة" للكاتب الفلسطيني مصطفى النبيه – دراسة سيميائية-

تابعنا على:   20:12 2021-02-17

محمد جلال عيسى

أمد/ ظهر مفهوم عتبات النص بعدّة مصطلحات مختلفة؛نتيجة للترجمات المختلفة, منها: المناص, النص المصاحب, النص الموازي, خطاب المقدمة, وغيرها, وعرفت عتبات النص بأنها: المداخل الأولى التي تؤهل المتلقي للإمساك بالخيوط الأساسية للنص, وهي عند يوسف إدريس: " بنيات لغوية وأيقونية تتقدم المتون وتعقبها لتنتج خطابات واصفة لها تعرف بمضامينها وأشكالها وأجناسها, وتقنع القراء باقتنائها، ومن أبرز مشمولاتها: اسم المؤلف، والعنوان، والأيقونة، ودار النشر، والإهداء, المقدمة..."( الإدريسي, 2015م : 23.), وهي أيضًا: جسر الولوج إلى مداخل النص, وتنقسم إلى نوعين: داخلية وخارجية, ومنها: الغلاف, العنوان, الإهداء, الإشارة, الحواشي, الهامش ..., والعلاقة بينها وبين النص الرئيس: علاقة جدلية قائمة على التبيين والمساعدة في إضاءة النص الداخلي, ومساعدة المتلقي في الولوج الصحيح إلى عالم النص, بالإضافة إلى دورها في تحديد هوية النص.
وقد نشأ خلاف بين النقاد والمبدعين, في تحديد أولى عتبات النص فمنهم من يرى بأن الغلاف هو أولى عتبات النص, وذهب فريق منهم إلى أن العنوان أولى عتبات النص, إلى أنهما أولى عتبات النص معاً, فالعنوان هو الوساطة بين طرفي الغلاف الأمامي والخلفي, وعليه ازداد اهتمام الكُتّاب والمبدعين في الآونة الأخيرة بصورة الغلاف في مؤلفاتهم؛ كونها تشكل في كثير من الأحيان المؤشر الدال على الأبعاد الإيحائية للنص, فضلاً عن أن صورة الغلاف تحمل رؤية لغوية ودلالة بصرية, تجعل الغلاف يمارس سلطة الإغراء والإغواء على المتلقي, وعليه فإننا "نجد داخل اللوحة لفنية(لوحة الغلاف) مجموعة من الرسوم والخطوط والألوان, قد يكون لكل رسم أو خط أو لون مدلوله الخاص, وتعبر هذه الدلالات عن تجربة واقعية", (الفيومي, 2005م : 70.) ولأهمية صورة الغلاف عدها البعض وسيطاً تسلطياً, بين المبدع والمتلقي, وجاء اهتمام المبدعين بصورة الغلاف ليس فقط لجذب انتباه المتلقي بل أيضاً لتساعد على فك شفرات النص.
وفي صورة الغلاف لرواية "صهيل مدينة" تواجهنا لوحة فنية تحوي مجموعة كبيرة من الإشارات التي تحيلنا لدلالات منها النفسية والاجتماعية والسياسية، و"هذه الأنساق المجتمعة تُخرج لنا دلالات تركز إلى خلفية ثقافية خاصة، وتعبر هذه الدلالات عن تجربة واقعية داخل الرواية" (بنكراد, 2012م :35.)، وبالنظر إلى صورة الغلاف للرواية نجدها بلا إطار, وذلك يدلل على رغبة الكاتب وطموحه الشديد للحرية والخلاص, إذ يقول مستهلاً روايته "انتصرت لنفسي لعالمي المهمش, المهمل, المسحوق .. فرغم جوعي المتجذر ما زلت أنتظر الفرح, لن يموت حلمي ... آمنت أن العبودية لا تأتي صدفة ... فمن يعشق الحياة عليه ألا يخشى الموت" (النبيه, 2018 :7), وهنا دلالة تؤكد رؤية الكتاب وتطلعه للحرية التي يعبر عنها غياب الإطار في اللوحة, ومن الدلالة على ذلك أيضاً ما جاء في حوار (شكري) بطل الرواية مع أمه, يقول: "لن أُساق إلى المقصلة, لن أكون عبداً لمخلوقٍ"(النبيه, 2018 :26).

وقد جاءت الرواية بالشكل الهندسي المستطيل، وله بعدان غير متساويين – الطول والعرض- فقد أراد الكاتب أن يرمز إلى نوعيين من الشخصيات داخل الرواية: الشخصية الأولى هي الشخصية الآخر التي تحاول تغيب المجتمع, فيقول: "يريدوننا أن نكره الحياة؛ لنغرق في بحور الدماء ونجر كالقطيع وراء تماثيل تختلف في الشكل وتتشابه في المضمون"(النبيه, 2018 :79), ، أما الشخصية الثانية فهي الشخصية التي ترفض هذا الواقع المؤلم, وبمعنى أكثر دقة جاءت هذه الشخصية تمثل قيمة مفاهيمية تؤكد رؤية الكاتب التي لا يصرح بها, وهي شخصية يوسف, وتشمل صور الغلاف على شخصيات غير محددة الملامح وكأنها مطموسة الهوية, وهذا يدل على أن شيءً مريباً قد حدث, كما في شخصية يوسف التي يسعى القائمون على الأمر على إخفاء القيمة المفاهيمية التي تمثلها هذه الشخصية، وربما يشير النبيه بهذا إلى تحريف الحقيقة، إذ يقول: "ابتسامات بلهاء يوزعها عبيد الكراسي, يسحرون الفقراء بشهد الخطب, يوهمون الجميع أن القافلة لن تسير ولن يأتي الربيع, ما دمنا نحمل إرث الماضي, فعلينا أن نخلع شجرة التاريخ من جذورها, ونسلم مفتاح أحلامنا للعدو ونغتسل... سقط اسم صديقي من قاموس الحياة ونعت بالجثة, أزيل الذباب, مطارق تصدع الرأس, توحدهم على الخراب, تزاحمت المبادرات؛ لشطبه من السجل المدني, تسربت الإشاعات, حملوا المكانس وخراطيم المياه والصابون ليغسلوا الأرض أملاً أن يستروا عوراتهم من خيانة الماضي ... وأصدر ألوا الأمر قراراً يلقوه في البحر؛ ليذيبه الملح, وبهذا يتخلصون من لعنة الماضي"(النبيه, 2018 :12+14), والمدخل إلى لوحة الغلاف في رواية "صهيل مدينة" يبدأ من النافذة الزجاجية المغلقة، ونحن نطل من الداخل إلى الخارج, هذا الداخل هو حجرة تحتوي شكري بطل الرواية بجدرانها الأربعة، وكثيراً ما يكون هذا الداخل هو دواخل أبطال الرواية ويعبر عن حالة نفسية محاصرين داخلها, وهذا ما أشار إليه في قوله: "مستضعفون منهكون يحملوننا فوق رقابهم ... المعذبون ينتظرون رحمة أسيادهم, فقد أشبعوهم جوعاً وخوفاً, وسرقوا شبابهم ومنحوهم أوهاماً, أغرقوهم باحتياجاتهم, فانكمشوا"(النبيه, 2018 :15), ويأتي الخارج بنفس الثنائية فهو إما يكون مكاناً كبلد محاصر تعرض للغارات والتدمير يقول: "حتماً ستأتي الجيوش العربية وتنصرنا, علينا ألا نخشى خفافيش الليل, ضاع الكلام وسحقه صوت الانفجار, اضطراب وقلوب تخفق, سبحوا فوق الأرض يبحثون عن مكان آمن ... تحت وابل من القذائف المدفعية وإطلاق النار على كل شيء يتحرك ... مسلسلات رعب تحاصرنا, تشطب عائلات من السجل البشري تحصدها الطائرات تلتهمنا مدافع العدو الإسرائيلي ... تروع الأهالي تذبح, تقتل, تنسف محطة المياه؛ لتقضي على كل وسائل الحياة؛ لتهجيرنا وتوطيننا خارج فلسطين"(النبيه, 2018 :57+58+74)، وهنا أيضاً ندرك بأن هذا الخارج إما يكون رمز لرؤية الكاتب أو بطل الرواية للعالم الخارجي كعالم منهار ومدمر وكئيب, له دلالاته السلبية التي تعكس الحزن، والهم، والموت، والخذلان الذي جاء من العالم العربي فلم ينتصر لهؤلاء الضعفاء.
بالعودة للنافذة نجد أنها تحمل نفس الثنائية.. فهي مغلقة كرمز للحصار ومنفصلة بالتالي عن العالم الذى ينظر لها دون أن يقدم لها مساعدة فعلية، ومن صور ذلك ما جاء في قوله: "ولأجل مصلحته يحرف الموضوع ويقول لي بمكر: يديك تنزف؛ لأنك عملت في قطف البرتقال هنيئاً لك اليوم يا حبيبي, لن تقطف برتقالاً بعد اليوم, ستخلع الأعشاب من حمامات النايلون, فاجتهد ولا تتحجج بعد الآن"(النبيه, 2018 :28), وبل ويحاول هذا العالم أن يستغل حالة الحصار ليحقق لنفسه أكبر منفعة ممكنة, أو مغلقة كرمز لنفوس لا تريد أي اتصال بالعالم الخارجي المنهار فتعزل نفسها عنه مكتفية بالنظر له من خلال فاصل لا يسمح بأي تلامس, وعندما نتجاوز النافذة إلى المباني المعبرة عن المدينة سنجد تفاصيل دقيقة ناتجة عن التدمير يدعمها الألوان الكئيبة المكتسية بمسحة أرجوانية كرمزية للحرائق والانفجارات والدماء.. . وهكذا تتبدى لنا اللوحة عالم حوله البشر ليكون جحيمهم، كل ما فيه من تفكك ودمار. يرمز إلى ما هو غير إنساني, إذ يقول: "كرهت نفسي انتظرت الموت أعلنت العصيان على أكذوبة الحياة نفضت رأسي من الأوهام التي تخدرنا, لن يكون هناك مسلمات مطلقة بعد اليوم, فقدت الإيمان بكل المثل التي كنت أعتنقها, فنحن خلقنا؛ لنعيش مسرحية بطلها النقص, تحركها الغرائز, تشدنا تصعد بنا إلى الهاوية, فتجعلنا قطيعاً نهايتنا القبر" (النبيه, 2018 :114),,هذا وقد سيطرت على اللوحة قوة غير طبيعية، تتصاعد من الأرجوانية التي كسيت اللوحة، هناك الأرض المحروقة، وهب إشارة إلى الحالة الكئيبة والمؤلمة التي يعيشها شكري وأسرته وكأن كل شيء فرض نفسه ليقنعنا بالبؤس الإنساني الذي يشير إليه بقوله: "آمنت أني لن أكون آلهة الخصب, وأرض ستبقى قاحلة, يركبها بغل يبشر بالخراب, لن ينبت في رحمي سنبلة" (النبيه, 2018 :150).
وبالنظر لاسم الكاتب فقد اختار وضع اسمه في أعلى لوحة الغلاف دلالةً على اعتزاز الكاتب بنفسه، مفتخراَ بكتاباته لافتاً انتباه القارئ لفكره وثقافته العالية.
أما العنوان فيشكل عتبة أساسية تشير إلى غرض الكتاب أو لما يحمله النص من معانٍ, وهو "مجموعة من العلامات اللسانية (كلمة, جملة, نص) التي يمكن أن تندرج على رأس نص لتحدده وتدل على محتواه العام" (العمري, 2016م : 9), فتجبر القارئ على التنقيب عن المعنى والدلالات التي يحملها, باعتباره "نظامًا دلاليًا رامزًا له بنيته السطحية ومستواه العميق" (قطوس, 2001م: 33), وتكمن أهمية العنوان أيضًا في كونه يؤدي دوراً أساسياً في فهم المعاني العميقة للعمل الأدبي غير المصرح بها, فيؤدي وظيفة تأويلية تحمل الكثير مما يخفيه النص وتجعل المتلقي يتعايش مع النص بخياله الذي يمهد له الدخول إلى عالمه، ولأن العنوان ذو دلالات وعلامات رامزة للنص أو لجزء منه, "فإن السيميائية اهتمت بكل ما يحيط بالنص من عناوين وهوامش ومقدمة" ( أبو شرخ : 21), فالعنوان يومئ إلى العديد من الإشارات التي تختلف في تأويلاتها حسب المتلقي وثقافته.
ويبدأ النبيه عنوان روايته –موضوع الدراسة- بالدال (صهيل) للتأكيد على أهميته, وهو خبر لمبتدأ محذوف, يتبعه الدال (مدينة), والذي يفيد حصر دلالات (صهيل), فتهيمن الصيغة الاسمية على العنوان؛ لقوة الدلالة الاسمية, ومحاولة الإحاطة بدلالات العنوان تحيلنا إلى معرفة المعاني المعجمية لدوال العنوان, الصهيل في اللغة من (صَهَلَ), والصهيل يدل على الصوت الشديد والهيجان, كما يشير معنى الصهيل إلى الحنين, "فصهيل الفرس ما كان فيه شبه الحنين لِيَرِقَّ صاحبه له"(الزَّوْزَني, 2002 : 263), فكان هذا المعنى للصهيل لا يفارق محطات الرواية, ونجده يتمثل في صوت يوسف الذي يرافق شكري بطل الرواية, ليبقى صوته صهيلاً يحن إلى يافا ويحفظ الماضي، والصهيل يوحي بالاستعداد والقوة, فالخيل تصهل وعلى ظهرها الفارس إشارة منها بالاستعداد والجاهزية للانطلاق, ونجد أن هذا المعنى للصهيل في صورة الأرض, إذ يقول: "الأرض هي الأرض .. تبشر المخلصين العاشقين المؤمنين بالحياة, بنبوءة النصر ... وستبقى الأرض تصهل, تدور وتدور, تسير, تمضي"(النبيه, 2018 :51-52), وهنا يتضح صهيل المدينة بأنه صوت الأرض التي تبحث عن مخلصها, وجاء دوال العنوان نكرة الأمر الذي يجعل من دلالات العنوان مبهمة وواسعة الدلالة, فنجدها تدل على الاستعداد والقوة رغم الدمار الذي حل ببلادنا, إذ يقول الكاتب في روايته: "خرج غسان كنفاني من بين السطور يسألني ماذا تبقى لكم؟ فأغمضت عيني, فهمس ماركيز لا تخجل, تعلم الحب في زمن الكوليرا, وألقى مكسيم المنشورات؛ ليقول الثورة تحيا في بحر الجماهير" "(النبيه, 2018 :31), وهنا يشير الكاتب بأنه بعد هذا الدمار لم يبقى لنا ما نخسره ويستشهد بهذا بما جاء في رواية ما تبقى لكم, والحب في زمن الكوليرا, ليكون هذا الصهيل هو صوت الحب الذي يقاتله المجتمع بتقاليده الجاهلية كما بين شكري وسوزان التي تقول: "لماذا اعتذرت وأنت حبي الأول الذي أتمناه؟ فكن صهيلي, افهمني ولا تكيل الاتهامات, سأزيل كل الحواجز؛ لألقاك فخذ بيدي, قاتل من أجلي""(النبيه, 2018 :149), ونجد أن هذا الصهيل هو صوت الفلسطيني المعذب والمتمسك بوطنه, إذ يقول: "قلبي ينزف وجعاً لن أخونك يا وطني, فلتسقط أوراق التوت ... وقفت أما مسرحية تاجر البندقية"(النبيه, 2018 : 35), ويأتي هذا الصهيل أيضاً في قوله: "اتعبتنا انتفاضة الحجر ارهقتنا الأفكار الخبيثة, الثرثرة المريضة قلمت أظافرنا, أصابنا الهوس مما يحدث حولنا, انتظرنا أي مخلص أن يفتح لنا باباً"(النبيه, 2018 : 32), هذا الإبهام والتّحير في تحديد المتلقي للدوال العنوان يبدأ بالتلاشي وتبدأ الدلالة تتضح وتتحدد بتناول المتلقي للرواية, فالعنوان "يرتبط بالنص وفق إحالة دلالية تأويلية وذلك في غياب المفردة المعجمية الرابطة, وفي هذه الحالة تكون السلطة الأولى والأخيرة للسياق" (مختاري : 56), فحالة الصهيل تتمثل في الدلالة على الرفض ورغم كل الدمار والهلاك الذي حل بالمدينة, إذ يقول: "المعجزة كيف تمردت غزة, وخرجت من العبودية وأسقطت كل الافتراضيات؟! كيف توجت بانتفاضة سبعة وثمانين والتي بشرت أن هناك أحياء"(النبيه, 2018 : 23), ولأن للغة قوة انزياحية وتعددية دلالية فنلتمس الصهيل في صوت السياسي الذي يسعى من أجل هذه المدينة, فنجده يشير إلى هذا في الرواية يقول: "هناك خفايا في اتفاق أوسلو ستكشفها الأيام ... إياك أن تتخيل أن قيادة حكيمة آمنت بالكفاح المسلح طريقاً للتحرير, ستسقط عن الشجرة بسهولة ... لما كتب معين بسيسو (العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع) قال : أنا لا أبحث عن علمي ... أنا أبحث عن قدمي .. حين على الأرض ترفرف قدمي .. سيرفرف علمي .. من يتبع قدمي ستكون له الأرض .. كل الأرض"""(النبيه, 2018 : 36+98), فالعنوان هنا عتبة أساسية تحيلنا إلى عديد من المعاني التي تدور في ذهن الكاتب وأفكار الرواية, فاختيار العنوان ليس اعتباطية بل إنه محصلة لتأمل عميق وتفكير مسبق.
هذا ويعتبر الإهداء أيضاً عتبة هامة من عتبات النص, التي تشير للمتلقي بمعالم النص وعالم الكاتب, إذ "يعتبر الإهداء علامة نصية تحمل بداخلها إشارات توضيحية" (حماد: 56 ), وفي رواية "صهيل مدينة" يشكل الإهداء الفضاء الممهّد الذي يوحي بما تحمل الرواية من دلالات ترتبط ببؤرة النّص، فيبدأ النبيه الإهداء قائلاً: "إلى الذين رفضوا أن تستباح أوطانهم وتتحول شقة مفروشة, إلى الذين سموا فوق الأنا وتمردوا على الفئوية والحزبية وصنعوا من المرئي والمسموع والمقروء ثورة تنتصر للإنسان"""(النبيه, 2018 : 5), وبهذا يشير الكاتب إلى أن الجو العام للرواية يرتبط بالتمسك بالوطن والحافظ عليه, ويخاطب في روايته الإنسان الحقيقي الذي يقدم شعبه ووطنه على كل الانتماءات, ونلحظ أن الكاتب جاء بإهداء خاص موجهاً في البداية إلى زوجته, يقول: "إلى زوجتي رفيقة دربي"(النبيه, 2018 : 5), وبهذا يربط الكاتب إهداءه بالحب الأسري والذي نلاحظه أيضاً في الرواية كما في علاقة الحب والشوق بين والدي شكري وعلاقة الحب بين شكري وسوزان, متوخياً وضع القارئ في جو عاطفي, كما ويهدي النبيه هذه الرواية إلى شخصية لها دور كبير في المجتمع الثقافي والوطني, هو (ناهض زقوت), ويوحي هذا الإهداء بمشاعر الكاتب بالجميل والعرفان لهذه الشخصية, فطالما كان له أثر على صعيد العلاقات الاجتماعية والسياسة والأدبية, ويرتبط هذا الإهداء بما جاء في الرواية بين شكري وصديقه يوسف الذي غرس فيه حب الوطن والترفع عن التبعية والاستقلالية, وربما أراد النبيه من هذا الإهداء جلب انتباه القارئ لهذه الشخصية –ناهض زقوت- ودوره الفاعل في تحقيق الوعي الإيجابي في المشهد الثقافي.
المصادر والمراجع
1) الإدريسي, يوسف, عتبات النص في التراث العربي والخطاب النقدي المعاصر, ط 1, الدار العربية للعلوم ناشرون, بيروت 2015م.
2) الفيومي, سعيد, وجوه في الماء الساخن للكاتب عبد الله تايه (دراسة سيميائية), مجلة الآداب والعلوم الإنسانية, جامعة المنيا, ع 56, مصر 2005م.
3) سعيد بنكراد: السيميائية (مفاهيمها و تطبيقاتها) .
4) النبيه, مصطفى: صهيل مدينة, ط 1, دار خطى للنشر والتوزيع, غزة – فلسطين, 2018.
5) العمري, سميحة: سيمياء العنوان في ديوان: "كيف الحال", رسالة ماجستير, جامعة محمد خيضر, سكرة 2016م.
6) قطوس, بسام: سيمياء العنوان, ط 1, وزارة الثقافة للنشر والتوزيع, الأردن 2001م.
7) الزَّوْزَني, حسين بن أحمد بن حسين, شرح المعلقات السبع, ط 1, دار احياء التراث العربي, 1423هـ - 2002 م.
8) مختاري, زهرة: خطاب العنوان في القصيدة الجزائرية المعاصرة مقاربة سيميائية.
9) حماد, حسن: تداخل النصوص في الرواية العربية (بحث في نماذج مختارة), دراسات أدبية, الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة.

اخر الأخبار