أنا مثقف إذاً أنا كئيب

تابعنا على:   10:53 2021-02-09

أ.د. حنا عيسى

أمد/ هل لاحظتم حالة الكآبة والحزن التي دائماً ما يحب إظهارها الكثير من المثقفين في مجتمعاتنا، هذه الحالة ليست جديدة بسبب الحروب الموجودة حالياً وإنما هي صفة موجودة مسبقاً يرتديها كل من أراد أن يعيش دور المثقف. لذا، الدنيا مثل التاكسي لا تقف لأحد مهما ناداها وإذا وقفت لا تذهب به إلى حيث يريد.. كل شعوب العالم لا تعرف ماذا يحدث في المستقبل إلا الشعب الفلسطيني فإنه لا يعرف ماذا يحدث الآن رغما عن كل ذلك، هل تخيلت يوما أن شارعاً معبداً بالزفت يصبح حلماً من أحلام الشعوب..

نعم، إن الاستعمار الثقافي حريص على إنشاء أجيال فارغة لا تنطلق من مبدأ ولا تنتهي لغاية يكفي أن تحركها الغرائز التي تحرك الحيوان مع قليل أو كثير من المعارف النظرية التي لا تعلو بها همّة ولا يتنضّر بها جبين..

وأغلب شعوب العالم من هذا الصنف الهابط.. فالمعرفة العربية السائدة معرفة غير نقدية، ذلك أنها نشأت وتنشأ في أحضان الجواب، ومن هنا كان طابعها الغالب فقهياً – شرعياً، حتى في الآداب والفنون، وفي هذا ما يوضح كيف أن الثقافة العربية المهيمنة تمارس النقد بصورة غير نقدية، والفكر والفلسفة بصورة غير فكرية وغير فلسفية، والعلم بصورة غير علمية، والشعر والفنّ بطرق غير شعرية وغير فنّية، الثقافة العربية المهيمنة مجموعة من المؤسسات الاجتماعية – الأخلاقية – السياسية، إنها ثقافة بلا ثقافة.

إن أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف نظري.. فالشخص الذي لا يقرأ لا يكون في درجة أعلى من الشخص الذي لا يعرف القراءة ).

كلمات دلالية

اخر الأخبار