دور خلية الرائد في ملاحقة مسؤولين فلسطينيين

ما هي أهداف "التايمز" من الكشف عن أنشطة حماس الأمنية في تركيا..ومن يقودها؟!

تابعنا على:   22:30 2021-01-27

أمد/ القاهرة - أحمد محمد: أنهت يوم الثلاثاء، صحيفة تايمز البريطانية الواسعة الانتشار، من عرض ما يمكن وصفه بسلسة من الحلقات الأمنية المتعلقة بأنشطة حركة حماس في الأراضي التركية، وهي التحقيقات التي بدأت منذ قرابة الشهر وتتواصل كاشفة العديد من الأنشطة التي تزعم الصحيفة البريطانية إنها تعكس أنشطة أمنية سرية تعكس طموحا استخباراتيا ترغب حركة حماس في أن تقوم به على الأراضي التركية.

وتقول صحيفة تايمز في الجزء الأخير من هذه التحقيقات إن مسار العلاقة التركية مع حركة حماس بات مهددا الآن، خاصة مع الكشف عن شبكة "الرائد" للتجسس، وهي الشبكة التابعة لحركة حماس في أنقرة.

وذكر الصحيفة أن أذرع هذه الشبكة الأخطبوطية تمتد في مختلف المدن التركية، سواء اسطنبول أو غيرها من المدن الأخرى.

كما وبينت، أن بعض من كبار قادة المخابرات التركية بالفعل عبروا عن دهشتهم الممزوجة بالاستياء من هذه الشبكة، بالإضافة إلى إنهم فوجئوا بأن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن هذه الشبكة دون علمهم، الأمر الذي مثل إهانة أمنية لهم.

وتشير الصحيفة البريطانية، إلى أن وجود أنشطة أمنية أو عسكرية سرية لحماس في تركيا هو أمر متوقع، إلا أن غير المتوقع أن حماس قامت بتفعيل عمل هذه الأنشطة لتخلق وتبلور منها شبكة دون علم الأجهزة الأمنية التركية، الأمر الذي زاد من حجم الخلاف السياسي والأمني بين حماس وتركيا.

ومتابعة لما كتبته صحيفة تايمز يثير جدلا واسعا، خاصة وأن الصحيفة نشرت تفاصيل دقيقة عن هذه الشبكة السرية، موضحة إن أسمها هو "الرائد".

وهدفها الرئيسي هو تجنيد نشطاء فلسطينيين وإرسالهم إلى الضفة الغربية للقيام بمهام استطلاع وجمع معلومات استخبارية، ثم عودتهم إلى تركيا من جديد، ومن هنا الأزمة حيث يتم تجنيد عملاء وزعهم في المواقع المختلفة بتركيا وتكليفهم بمهام سرية خاصة ثم عودتهم إلى البلاد من جديد، وهو ما أثار قلق الأتراك، خاصة وأن تفعيل مثل هذه الشبكة على الأراضي التركية دون علم الأتراك ممن يتابعون بالطبع نشاط حماس باعتبارها منظمة أجنبية عربية تتواجد في أراضيهم هو أمر دقيق، ودفع ببعض من القيادات الأمنية التركية لتوجيه اللوم لبعض من عناصرها ممن لم تكتشف خطورة أنشطة حماس في تركيا .

غير أن الملاحظ أن تقرير الصحيفة البريطانية سعي إلى الكشف عن العنصر الأمني البارز الذي يقوم بتشغيل هذه الشبكة، وهو القيادي الحمساوي ماهر صلاح، والذي يقيم في قطر، وبالطبع يتردد على تركيا لأسباب سياسية وأمنية متعددة.

وعن هذه النقطة يقول التليفزيون البريطاني إلى أن صحيفة تايمز سعت إلى الكشف عن أسم هذا المسؤول المروج والضالع في هذا النشاط السري، ليتم حرقه بالمعنى الأمني والكشف عن العمليات السرية التي يقوم بها، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أيضا كشفت الصحيفة عن إحدى العمليات التي قام بها ماهر صلاح، حيث قام بتجنيد أحد الطلبة الفلسطينيين ويدعى أحمد سدر وتدريبه ثم إرساله إلى مهمات جمع المعلومات الاستخباراتية بفلسطين وتجنيد عملاء جدد.

جدير بالذكر أن حركة حماس نفت صحة ما نشر في التقرير، وهو أمر قلما تقوم به الحركة من الرد أو التفاعل على مواد منشورة بصحف غربية.

ومن ناحيته، قال الناطق الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري إن “ما ورد في التقرير عبارة عن مزاعم لا أساس لها من الصحة”، وأكد أن “علاقة أنقرة بالفصائل الفلسطينية جيدة ومستقرة ولا تعاني من أية توترات”.

ولفت أبو زهري إلى أن “التقارير التي تروج لوجود توتر بين حماس وتركيا، تقف خلفها جهات ولوبيات إسرائيلية تهدف لضرب العلاقة التي تجمع بين الطرفين”.

وأكد أبو زهري أن “حماس اعتادت على مثل هذه التقارير التحريضية ضد علاقاتها وتواصلها مع المحيط العربي والإسلامي وحتى الدولي، والتي عادة ما تقوم بها جهات تستند على مصادر مشبوهة وافتراضية وكاذبة”.

عموما فإن شبكة الرائد الحمساوية باتت بمثابة علامة فارقة في علاقة حماس بتركيا الأن، خاصة وأن هدف الشبكة ليس فقط القيام بأنشطة ضد إسرائيل، ولكن أيضا تتبع أخبار وتحركات مسؤولين في السلطة الفلسطينية وبعض من الدول العربية التي أبرمت مؤخرا اتفاقات سلام مع إسرائيل، والتي تصنف سياسي بدول عربية معتدلة.

اخر الأخبار