أوضاع صعبة للأسير المعزول"عمر خرواط"..

فروانة: "العزل الإنفرادي" أداة للتعذيب والانتقام ووسيلة لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي بالأسرىً

تابعنا على:   09:09 2021-01-26

أمد/ غزة: قال عبد الناصر فروانة المختص في شئون الأسرى صباح يوم الثلاثاء، إنّ سلطات الاحتلال الإسرائيلي لجأت الى العزل الانفرادي منذ السنوات الأولى لاستكمال احتلالها للأراضي الفلسطينية عام1967، وانتهجتها سياسة ثابتة في تعاملها مع المعتقلين الفلسطينيين، و من ثم أنشأت أقساماً جديدة وزنازين عزل اضافية، والتي كان أسوأها وأكثرها بشاعة قسم عزل "نيتسان" في سجن الرملة، وهو أحد أماكن العزل الرهيبة تحت الأرض والتي تشبه القبور الصغيرة.

وأضاف فروانة في تصريحات له، أعتقد أن غالبية المعتقلين الفلسطينيين قد مرّوا بتجربة العزل الانفرادي، أثناء التحقيق أو ما بعد انتهاء التحقيق وخلال سنوات سجنهم. حيث يتم وضع الأسير في مكان ضيق ومعتم ورديء التهوية، وخالي من مظاهر الحياة المختلفة، وعزله تماما عن الأسرى والعالم الخارجي وتُفرض على المعزول اجراءات مشددة لإبقائه في حالة حصار دائم وحرمان مستمر من أبسط مظاهر الحياة الاجتماعية والإنسانية. لذا تُوصف زنازين العزل بـ "مقابر الأحياء".

وأكد، انّ "العزل الانفرادي" يعتبر من أقسى أنواع وأشكال التعذيب، وتلجأ إليه سلطات الاحتلال كوسيلة للضغط على المعتقل أثناء التحقيق لانتزاع الاعترافات منه، وكذلك تلجأ إليه كوسيلة للانتقام لما قام به الأسير من عمل مقاوم قبل اعتقاله، وأحيانا لإحداث حالة ارباك ولا استقرار بين صفوف الأسرى و عزل الأسرى المؤثرين وقيادات الحركة الأسيرة والحد من تأثيرهم على الآخرين، بالإضافة الى استخدامه كأداة للضغط في حالة الحراك النضالي والاضرابات عن الطعام، الجماعي أو الفردي، أو للعقاب الفردي بسبب أمور تافهة أو تحت ذرائع مختلفة.

وشدد، انّ سلطات الاحتلال وعبر أدواتها الفاعلة في السجون، تهدف من وراء العزل الانفرادي، بأشكاله المتعددة، الى الضغط على المعتقل الجديد ودفعه نحو الانهيار وتقديم الاعترافات والمعلومات، وكذلك إلى الانتقام من الأسرى الذين نفذوا عمليات فدائية قبل اعتقالهم وكانت مؤلمة للاحتلال، بالإضافة الى التأثير على الأسرى داخل السجون وواقع الجماعة والتأثير على ارادتهم ومعنوياتهم وإلحاق الضرر والأذى الجسدي والنفسي بهم، كجماعة وأفراد.

وحول فترات العزل، فيمكنني القول، أنّ المكوث في "العزل" قد يكون قصير المدى، لأيام واسابيع، وقد يجدد من قبل اجهزة الأمن أو المحاكم الصورية لشهور متتالية يمكن أن تتجاوز السنة فأكثر. وقد يكون مفتوحاً ويستمر لسنوات طويلة. وهناك من النماذج المريرة لأسرى أمضوا عقد، بل عقدين من الزمن وما يزيد في العزل الانفرادي.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين قد أصدرت بيانا يوم الإثنين حول الأوضاع الصعبة التي يعيشها الاسير "عمر خرواط" في زنازين العزل الإنفرادي، وهذا نصه:

وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن الأسير عمر فهمي خرواط (49 عاماً) من محافظة الخليل، يقبع داخل عزل معتقل "هشارون" منذ قرابة الشهر، وسط أوضاع اعتقالية قاسية للغاية.

وبينت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير أصدرته يوم أمس الاثنين، أن إدارة معتقل "هشارون" تتعمد انتهاك حقوق الأسير خرواط وإساءة معاملته بتقييد يديه ورجليه كلما تم نقله من وإلى غرفة العزل، وعند إخراجه أيضاً لعيادة المعتقل ولغرفة المحامين وإلى ما يسمى "ساحة الفورة"، كما تسمح له بالخروج إلى "الفورة" ساعة واحدة فقط طوال اليوم، بالاضافة إلى سوء وجبات الطعام المقدمة له كماً ونوعاً.

وأضافت الهيئة أن الأسير خرواط محروم من التواصل مع ذويه منذ لحظة دخوله زنازين العزل، أي منذ شهر آذار/مارس من عام 2020، سواء بالزيارات أو بالاتصال الهاتفي، ولا يتواصل معهم سوى عن طريق محامي الهيئة، كذلك لغاية اللحظة لم تعقد للأسير أي جلسة محكمة لمعرفة سبب عزله ومدة العزل المفروضة بحقه.

ولفتت الهيئة أن الأسير خرواط جرى عزله في البداية داخل معتقل "ريمون" ومن ثم نُقل إلى عزل معتقل "جلبوع" وبعدها إلى زنازين "أيالون-الرملة" ومن ثم إلى زنازين "مجدو"، وبعدها أصدرت سلطات الاحتلال أمر بإنهاء عزله والذي استمر لثمانية شهور وقامت بنقله إلى أقسام الأسرى بمعتقل "شطة"، ليعيد الاحتلال بعدها عزله مرة أخرى لذرائع واهية، ويقوم بزجه داخل زنازين "هشارون" بعد 20 يوماً على إنهاء عزله الانفرادي السابق.

اخر الأخبار