لإطالة أمد الحكم الذاتي..

عصفور: هدف الانتخابات تجديد شرعية الاحتلال وليس تجديد شرعية الحركة الوطنية - فيديو

تابعنا على:   20:00 2021-01-24

أمد/ القاهرة: أكد الوزير السابق والسياسي الفلسطيني، حسن عصفور، على موقفه الرافض للانتخابات المزمع عقدها في الأراضي الفلسطينية خلال العام الجاري، معتبرا أنها "بمثابة تجديد لشرعية الاحتلال، وليست لتجديد الحركة الوطنية ومؤسساتها".

واعتبر عصفور، خلال “برنامج أبعاد” عبر قناة "الغد"، أن هذه الانتخابات تطيل أمد الارتباط بالاحتلال، والحكم الذاتي الذي تقلص عما كان عليه في عهد الشهيد الخالد ياسر عرفات.

وأوضح أن ما يجري الآن هو توجه نحو تعزيز العلاقة مع الاحتلال بما يخدم شروطه، على الرغم من أن المطلوب عكس ذلك تماما مشيرا إلى أن كافة قرارات الشرعية، والمؤسسات الفلسطينية، وكذلك طلبات الحركات بما فيهم حركة حماس هو فك الارتباط عن الاحتلال.

ولفت عصفور إلى أن القدس أصبحت موضوعيا خارج العملية الانتخابية، ولن تكون جزءا منها من حيث الدعاية، والترشيح والمقرات، إلا عن طريق البعد الإلكتروني، ومن يقول غير ذلك فهو كاذب، معتبرا ذلك "أول عملية تهويد للوضع الفلسطيني القائم".

وبين بأن المسألة الثانية الغريبة تتمثل بأن الرئيس محمود عباس أصبح رئيسا لدولة فلسطين وفق المرسوم الذي أصدره، ورحبت به جميع القوى بما فيهم حركة حماس.

ووصف عصفور مراسيم الانتخابات بـ"الساذجة"، تهالكت عليها بعض الفصائل بـ"غباء" سياسي نادر لتلعق هذه المراسيم الغير مدروسة، والغير متزنة، والفاقدة للأسس الشرعية القانونية.

وأضاف: "الآن لدينا رئيس دولة، وسيذهب لإجراء انتخابات لسلطة التي هي أدنى منه"، واصفا ما يجري "بعملية "استهبال" نادرة في  التاريخ السياسي، وازوادجية لن نجدها في أي نظام".

وتساءل عصفور: "من الذي سينتخب رئيس دولة فلسطين؟ هل هم أنفسهم من انتخبوا أعضاء التشريعي؟، وهل تجديد الشرعية بالبحث عن تجديد المناصب، أو للحالة الوطنية؟"، مؤكدا أننا "بحاجة لتجديد الحالة الوطنية، وليس المنصب".

وبشأن مسألة التمثيل الفلسطيني، دون خوض هذه الانتخابات، قال عصفور، إن على حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية إعادة صياغة المجلس المركزي، أو تأسيس برلمان دولة فلسطين من أعضاء المجلس التشريعي، لافتا إلى أنه قدم مقترحا مكتوبا حول ذلك.

وبين أن المقترح يتمثل بأن تنضم كتلة حماس في المجلس التشريعي، وعددهم 43، وكتلة فتح 42، يضاف لهم باقي الكتل من القوى مع أعضاء المجلس المركزي ليتشكل برلمان دولة فلسطين.

وأوضح عصفور، بأن هذا البرلمان يعيد تشكيل حكومة فلسطين، وينتخب رئيس الدولة إلى فترة زمنية نستطيع خلالها أن نخاطب العالم بأننا دولة تحت الاحتلال، ونحتاج لتحريرها، وليس التفاوض عليها.

وأردف قائلا: "القانون الذي أصدره عباس بشأن الانتخابات به عوار كثير، بعيدا عن محكمة الانتخابات فهي نقطة ضعيفة،  فهناك قضية اشتراط استقالة الموظف من عمله، وفي حال لم تقبل استقالته لا يحق له الترشح للانتخابات، معتبرا ما يجري "مسخرة".

ورجح عصفور بأن هذه الانتخابات لن تجري، محذرا من أن "جوهرها ليس وطنيا، وستضر النظام الفلسطيني، وستعيد أسوأ أشكال الانقسام في المرحلة القادمة".

وحول اذا ما كانت هرولة عباس بإصدار مراسيم الانتخابات سببها تغير الإدارة الأمريكية، بالاضافة لدور مصري أردني، أكد عصفور بأن رحيل إدارة ترامب، ومجيئ بايدن أعطى مؤشرات بأن ما سيكون ليس كما كان.

وأشار عصفور  إلى حديث وزير الخارحية الأمريكي المرشح أنتوني بلينكن عن حل الدولتين، وأن الفلسطينين يستحقون دولة، والتي ربطها ليس لأننا نستحق فقط، بل من أجل اثبات بأن اسرائيل دولة ديمقراطية، لافتا إلى أن التصريح يحمل جانبا ايجابيا لنا كفلسطينين على الرغم من عنصرية بلينكن ذو الأصول اليهودية، والذي يريد من خلاله الحفاظ على يهودية إسرائيل.

وأضاف: "هناك حراك عالمي ليس فقط مصري أردني، بل رباعية عربية دولية تتمثل في كل من ( مصر - الأردن - فرنسا - ألمانيا)، بجانب الرباعية الدولية، نحو ما أسميته "الحل الممكن"،  

وبين عصفور أن ذلك يتمثل بالبحث عن حل إلى حد ما يلبي طموح الفلسطينيين مثلما تحدث الأمريكان (دولة ما، ضمن حدود ما، تلبي حاجات اسرائيل الأمنية، والديمغرافية أي تبقى دولة اليهود).

وأضاف: "أيضا حل في مدينة  القدس يؤكد على الجانب التوراتي، خاصة بما يتعلق بساحة البراق والجدار وحائط البراق، لافتا إلى أن بعض الفلسطينيين اعترفوا بأن هذا جزء من الحائط الغربي للهيكل، والذي كان أحد المعضلات التي منعت الحل في الفترة السابقة".

وأشار عصفور إلى أن هناك استعداد فلسطيني لأول مرة بأن يكون هناك تبادل للأراضي بما يفوق  5.5 %، وبما يقارب 7.5 وأكثر من ذلك، لافتا أن عناصر "الحل الممكن" هي أقرب ما يكون.

وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أصدر منتصف يناير/ كانون الثاني، مرسومًا بقانون بشأن إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وانتخابات المجلس الوطني بالتتالي.

من جانبها، رحبت حركة حركة  حماس في رسالة رسمية للرئيس عباس، وأكدت على حرصها الشديد على إنجاح هذا الاستحقاق.

يشار أيضا إلى أن رئيس الوزراء الفلسطيني، الدكتور محمد اشتية، دعا في وقت سابق، الأمم المتحدة إلى بذل كل جهد ممكن لتسهيل إجراء الانتخابات العامة، ومطالبة إسرائيل بتمكين المقدسيين من المشاركة فيها بالترشح والتصويت.

اخر الأخبار