تقييم الخيارات وعبقرية خالد

تابعنا على:   12:29 2021-01-20

د. حسن السعدوني

أمد/ ليس عيبا ان نعيد تقييم خياراتنا في هذه الحياة إذا ما اصطدمنا بصعوبة تحقيقها ، الإعادة لا تعنى التخلى عن الهدف المرجو تحقيقه وإنما الآلية التى اعتمدنا لتحقيقه لربما جد طارىء جعل من تحقيقه بالكيفية المرسومة أمر مستحيل .

ثم ان الدفاع عن خيار ما إلى مالانهاية إنما يعنى الانتحار بعينه ، وان اتخذ شكلا من أشكال الوفاء وما يطلق عليه الثبات على الموقف وهو فى الحقيقة خلط بين الغاية والهدف من جهة والآلية المطلوبة لتحقيق ما نصبو اليه .

ففي غزوة مؤته انسحب خالد بن الوليد من المعركة فاطلق عليه المصطفى سيدنا محمد رسول الله صل الله عليه وسلم سيف الله المسلول والأهم أيضا يوم ان تراجع سيدنا محمد عن زيارة مكة وعاد إلى المدينة بصلح الحديبية كان هذا التراجع أحد أهم الأسباب التى أدت إلى فتح مكة.

قديما قال العرب ان قول المتنبي الخيل والليل والبيداء تعرفنى ،،،، والسيف والرمح والقرطاس والقلم ،،،، كان سببا فى مقتله .

نحن شعبا لا تنقصه الشجاعة والاقدام ولكن الحكمة تبقى ضالة المؤمن وهى ما نبحث عنها ونرجو الله ان تبقى خليلة لنا ، فهي ضمانة بقاءنا بعد الله اذ ان الخلط بين الاقدام والتهور خيط دقيق بينهما يصعب على الجهلاء التفريق بينهما وأحسب ان شعبنا يربا بنفسه عن ذلك بل ويعي تماما الغث من السمين.

كلمات دلالية

اخر الأخبار