لقاح الانتخابات

تابعنا على:   23:34 2021-01-19

نبيل عبد الرازق

أمد/ علي مر العصور التي عاشتها البشريه واجه الانسان الأمراض والاوبئة باكتشاف اللقاحات وصناعه الادوية وسجل العلم الكثير من الانتصارات علي الكثير من الامراض الفتاكه والقاتلة التي ألمت بالبشرية علي مر العصور وأصبح الكثير من هذه الاوبئة من وراء ظهورنا وللتذكير فقط... كانت الملاريا وشلل الاطفال والسل والكوليرا في حينها من اخطر الجائحات التي حصدت الكثير من الارواح وبفضل العلم والعلماء تجاوزتها الانسانية.

وقد كان اكتشاف اللقاح في الماضي يستغرق سنوات عديدة قبل ان يتم اكتشافة تكون الناس في هذه الفترة عرضة للخطر الكبير ويحصد الوباء الملايين من الارواح قبل ان يتم الانتصار عليه باكتشاف اللقاح وبدء تطعيم الناس لمواجهته.

هذا علي صعيد مواجه البشر للاوبئة وهناك امراض اخري واجهتها البشرية علي مراحل تطورها فكانت الصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، ولايجاد الحلول لهذه المشاكل وخاصة السياسية منها علي سبيل المثال كانت الانتخابات .

ان الانتخابات هي الوسيلة الآمنة والسلمية لتداول السلطة وكحل أمثل للصراعات السياسية والعسكرية بين الاحزاب والقوي السياسية في كل بلد .

وتعتبر الانتخابات السياسية والنقابية ومدي نزاهتها وشفافيتها معيار تقاس به حضاره الشعوب وتطورها ومدي ممارستها وفهمها للديمقراطية الحقيقية وتتويج لها.

والانتخابات ايضا وجدت لتكون بمثابة كشف حساب للنخب والاحزاب الحاكمه التي تولت قيادة وحكم أي شعب ومدي نجاحها أو فشلها في تلك الفترة المقررة لها من قيادة شعبها ، ومدي تحقيقها لوعودها وشعاراتها التي رفعتها أثناء حملتها الإنتخابية ومصداقيتها في تعاطيها مع قضايا شعوبها وإيجاد الحلول المناسبة للمشاكل التي تواجه الناس علي كل الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من خلال توفير فرص العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواه واحترام الحريات العامه وسيادة القانون والفصل بين السلطات والتداول السلمي للسلطة.
فتبقي الانتخابات بمثابة اللقاح وجرس الانذار ضد (فيروس) تغول السلطات والفساد والاضطهاد ومصادره الحريات وخداع الناس من خلال الشعارات التي لم يتم تحقيق اي منها لمصلحه الجماهير.

اذن هي ورقة من اوراق القوة التي تمتلكها الشعوب لمحاسبة السلطة الحاكمة في حال أتيح لها ممارسة حقها الدستوري والديمقراطي لاختيار ممثليها في الانتخابات العامة.

فالانتخابات هي الفرصة الذهبية للجماهير لتعيد ثقتها بنفسها ، فإما ان تكافئ قيادتها السياسية لتحقيق ما وعدت به من خلال برنامجها الانتخابي وإما ان تعاقب هذة النخب علي عدم قدرتها علي تحقيق تطلعاتها ورغباتها في حياة يسودها الأمن والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية.

والان شعبنا علي موعد مع وصول اللقاح ضد فيروس كورونا ، وموعد آخر مع الانتخابات التي هي بمثابة لقاح من نوع آخر ضد ما يواجها من إشكاليات وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية.

والي حين توفر اللقاحين ...،نربي الأمل ونصلي لتحقيق شعبنا لاهدافه في التحرر والحرية والعدالة الاجتماعية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار