إسرائيل ترفض الوساطة الأذريّة.. لـ "التطبيع" مع تركيا؟

تابعنا على:   12:15 2020-12-28

محمد خروب

أمد/ لم تُبد تل ابيب حماسة للوساطة التي عرضها الرئيس الأذري إلهام علييف, رغم الشراكة الإستراتيجية التي تربط اذربيجان بدولة العدو الصهيوني, والتي تجلت في «الإنتصار» الذي حقّقته باكو بدعم سياسي ولوجستي تركي/إسرائيلي, على نحو التقت فيه أهداف أنقرة مع تل أبيب، وضَمن لهما أدواراً حيوية في جنوب القوقاز، إن لجهة ما يتيحه – وأتاحه من قبل – لإسرائيل من إمكانات وقدرات, للتجسّس على إيران وقدرة على النفاذ الى داخلها أم لجهة ما يمنح أنقرة حضوراً وإمكانية الوصول ليس الى شواطىء بحر قزوين وثرواته الهائلة, ناهيك عن الفرصة التي أتاحتها عودة الأراضي الأذرية التي كانت تحت الحكم الأرميني (وهي غير تلك في ناغورنو كاراباخ), لتركيا للتمدّد نحو جمهوريات آسيا الوسطى, التي تصفها الأدبيات التركية بـ «العالم التركي». ما يُعزز خطاب أردوغان الشعبوي عبر الشحن المذهبي والعِرقي.

ما علينا..

مُستشارو الرئيس علييف أبلغوا المسؤولين الإسرائيليين – وفق موقع «وللا» الصهيوني, بأن أردوغان «لم» يرفض بشكل مطلق جهود المصالحة. كما وسبق ان طرحَ وزير الخارجية الأذري جيهون بيراموف «امكانية» التوسّط بين اسرائيل وتركيا, مُعتبراً (الوزير الأذري): ان هذا «وقت مُناسب» لتحقيق المصالحة بين البلدين. على المقلب الآخر التُركي واصلَ الرئيس التركي إعلان رغبته إصلاح علاقاته مع الدولة الصهيونية, بل جاء في أحدث تصريحاته (25 الجاري) ان بلاده ترغب في علاقات أفضل مع اسرائيل, «مُنوهاً» أن المحادثات على المستوى «الإستخباري» مستمرة بين الجانبين, وكي يبدو «متوازناً» ولو في الحدود الدنيا فإنه «لفت» الى أن سياسات اسرائيل بشأن فلسطين بأنها «غير مَقبولة».

هنا نفتح قوسين:«هل فلسطين وشعبها مسألة..سياسات؟ أم أنها حق تقرير المصير وإنهاء الإحتلال وقيام الدولة الفلسطينية، وليس كما يقول بعض العرب ومُعظم الغرب «تطّلعات» الشعب الفلسطيني وليس «حقوق» والتزام القانون الدولي وكنس الإحتلال؟.

ثم يمضي أردوغان في تقزيم المسألة, وتصويرعلاقاته مع اسرائيل وكأنها مُجرّد «مشاكل» بل (وفق تعبيره) مع أشخاص في المستويات العليا, مضيفا: لو لم تَكن هناك قضايا على أعلى المستويات, لكانت علاقاتنا مع إسرائيل مختلفة تماماً. فهل ثمة صلة بين تصريحات واضحة وصريحة كهذه, وبين كمّ الشعارات التي يُواصل المسؤولون الأتراك وفي مقدمتهم أردوغان تكرارها «عن مواصلة الكفاح لغاية تأسيس دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية»؟ وماذا ستكون حال علاقاته مع تل أبيب, إذا ما غاب نتانياهو وجاء جدعون ساعر الليكودي الأكثر تطرّفاً والمؤيد لإيديولوجية اسرائيل الكبرى والرافض قيام دولة فلسطينية؟.

في الخُلاصة...اسرائيل تُبدي حذراً وتردّداً شديدين إزاء «نِيّات» أردوغان التصالحية, وتقول: أنها غير معنية في كل الأحوال، بالتفريط بعلاقاتها مع كل من اليونان وقبرص من اجل إصلاح العلاقة مع تركيا. بل إن أوساطا اسرائيلية – وفق وسائل إعلام صهيونية – حذّرتْ من أن أردوغان مَعني فقط, بتفكيك التحالف بين اسرائيل وكل من قبرص واليونان وبعض الدول العربية.

ما يعني أن وساطة الرئيس الأذري باتت في حُكم المنتهية حتى لا نقول انها فشِلتْ.

عن الرأي الأردنية

اخر الأخبار