رغم ضعف وفقر الامكانيات..

"أمد" يتابع "مبادرون" لترميم مدرسة الكمالية الأثرية في غزة وحمايتها - فيديو وصور"

تابعنا على:   23:30 2020-12-20

أمد/ غزة – خاص: تفنى الأجيال وتبقى ممتلكاتهم موجودة، ودورةُ الحياة تقتضي أن يقومَ كلّ جيل بتعمير الأرض وَفقَ رؤيته، مع الحفاظ على آثار وحضارات العصور القديمة، التي تعكس مدى غنى هذه المناطق، وحجم الثّروة التّاريخيّة والحضاريّة التي تمتلكها.

وعلى خلاف ذلك، لم يتسنى لقطاع غزة الاهتمام بالمباني الأثرية على الرغم من غناها بالأثار فهي بحد ذاتها تعد من أقدم المدن في العالم، لكن وضعها الاقتصادي الصعب والحروب الهالكة والحصار المستمر وقف حاجزًا أمام سعيها في المحافظة على هذه الآثار القديمة.

مبادرات شبابية مجتمعية

غزة البلدة القديمة وتحديدًا "مدرسة الكمالية" بدأت حملة "بيتك عامر" لإحياء الأماكن الأثرية القديمة، وتقول منسقة أميرة حمدان خلال حديثها لـ"أمد للإعلام" أن الحملة التطوعية جاءت بهدف تطوير وتهيئة "مدرسة الكمالية" لاستخدامها في أنشطة فنية وثقافية تعبر عن موضوعات تهم الناس وقضاياهم وأولوياتهم في المنطقه المحيطة.

وتشير حمدان، إلى أن برنامج المبادرة يمتد لـ10 أشهر، لتسلط الضوء على أهمية الاماكن التاريخيه وتعزيز المسؤولية الفردية عند الافراد تجاه هذه الأماكن، والبرنامج عدة أنشطة أهمها تشجيع الناس عن أولوياتها ومشاكلها بالأدوات الثقافية والفنية.

استثناء أثري

وبدوره، ينوه م. محمود البلعاوي مشرف مشاريع الحفاظ على التراث الثقافي في مركز ايوان في الجامعة الإسلامية في حديثه لـ"أمد للإعلام" ، إلى أن مبنى "مدرسة الكمالية" له قيمة استثنائية عالية جدًا؛ لأنه يعود للفترة المملوكية، ويتميز بطبيعة الاستخدام الأصلى كمدرسة إذ يعتبر استخدام مميز، لكونه من المباني التاريخية الموجودة المختلف فيضم مركز غزة التاريخي (قصر- حمام – مساجد – سبيل) لكن المدرسة تعتبر هي المبنى الوحيد اللي كان بهذا الاستخدام".

ويشير البلعاوي، إلى أن وجود مدرسة أثرية شكل نوع من التكامل داخل البلدة القديمة، مضيفًا: "يعني إذ كان القيصرية مركز تجاري والمساجد والكنائس مباني دينية، والحمام مبنى صحي اجتماعي فتعتبر المدرسة مبنى تعليمي وهي قيمة عالية جدًا يجيب الحفاظ عليها".

ويبين البلعاوي، بأن المبادرة فيها قيمة عالية جدًا؛ كون طبيعة أعمالها عبارة عن مشاركات ومساهمات مجتمعية (الشباب - الجيران - المساجد المجاورة - أهل الحي المجاورين) من أكثر من فئة من فئات المجتمع تشارك في الأعمال التطوعية.

ويذكر البلعاوي مراحل ترميم المدرسة من خلال الخطوات التالية: المرحلة الأولى: عملية التعشيب والتنظيف، مشيرًا إلى أن المبنى والساحة الخارجية كانوا عبارة عن مكرهة بيئة وصحية، والأن بالشكل الحالي قابل للدخول والاستخدام.

المرحلة الثانية: مرحلة تنظيف الغرف والفراغات الداخلية للمبنى حتى تكون مؤهلة لتنفيذ الفعاليات والأنشطة.

المرحلة الحالية: مرحلة تدخل عاجل ببعض أعمال الترميم الإنشائي والتدعيم الإنشائي لبعض العناصر الخطيرة في المبنى والتي من خلال تدعيمها وترميمها يتم ضمان سلامة المستخدمين وسلامة المبنى.

ويضيف البلعاوي: "المبنى مهجور من عشرات السنوات تعرض أكيد لكثير من عوامل التعرية وعوامل الظروف الطبيعية، فتدخلات الترميم هي صحيح جزئية ولكن هي تركز على العناصر الانشائية الخطيرة، طبعا بنتأمل أنه خلال قبل انتهاء مراحل التنفيذ المبادرة يكون حصلت هذه المدرسة على تمويل كامل بأعمال الترميم المعماري والإنشائي، وأن تكون قد تحولت لمركز مجتمعي ثقافي يخدم رواد البلدة القديمة وسكان البلدة القديمة وسكان قطاع غزة بالكامل".

ويتابع البلعاوي: "حسب اتفاقيات اليونسكو نعرف أنه أفضل وسيلة للحفاظ على المبنى الأثري هي عملية إعادة الإستخدام، وهي مرتبطة دائمًا بأن يتم توظيف المبنى بوظيفة مجتمعية تتناسب مع قيمته الحضارية والتاريخية وبالتالي المدرسة لن يكون هناك صعوبة في ايجاد الوظيفة الأنسب والأسلم لاستخدامه ؛فنحن نعلم أنه داخل البلدة القديمة هنالك احتياجات كثيرة جدًا لوظائف مجتمعية".

ويشدد بأن المرحلة الأهم والأخطر هي فرصة الترميم الكامل للمبنى، مضيفًا: "في تقديري بعدها سيكون من السهل الحجم التعاوني الذي لامسناه من الجيران، والسكان، وأصحاب المحلات، والمؤسسات المجتمع، وبلدية غزة، والسياحة والآآثار، والجامعة الإسلامية، وأصحاب المحلات المجاورة، ولجان إعمار المساجد المجاورة.

ويؤكد البلعاوي، على أن حجم التعاون والتفاهم العالي لطبيعة المكان والتدخل فيه يعطي دعم نفسي عالي جدًا بأن يستمر هذا المشروع وألا يتوقف.

مشاركات شبابية فعالة

تقول دعاء الريفي عضو في مبادرات بيتكم عامر في حديثها لـ"أمد للإعلام": "مشاركتي تأتي من انتمائي للتراث لأنني درست التاريخ، ونادرًا ما سمعت في الكتب التاريخية عن وجود أماكن أثرية مثل هيك غير الجامع العمري ومدرسة الزهرة، فكانت مشاركتي لها أثر كبير، وانني في الايام الجاية اقدر أكتب بحث تاريخي عن المكان الموجود".

وتضيف الريفي: "المدرسة تعتبر لها مكان تاريخي مجهول، فنحن في هذه المبادرة حابين نظهر للعالم وللناس حتى سكان غزة نادرًا ما يسمع عن مدرسه الكماليه، ضمن المبادرة حابين نثري المكان من خلال الكتابه المسرح الفنون وان نجتمع في المجتمع ونعرفه عليه".

اخر الأخبار