قطاع غزة على اعتاب كارثة صحية والجميع تحت طائلة المسئولية

تابعنا على:   18:39 2020-12-16

نضال ابو شمالة

أمد/ فايروس كورونا يجتاح قطاع غزة منذ عدة أشهر،ولم يتحرك أحد لإنقاذ غزة إلا عن إستحياء أو من باب رفع العتب، الى أن استشرى الفايروس وتكدست المستشفيات ومراكز الحجر بأعداد المصابين، ووصل الفايروس الى كل بيت وحارة من حارات قطاع غزة أمام عجز الأجهزة الطبية وإمكانياتها المتواضعة في قطاع غزة من التصدي لهذا الفايروس الملعون.

تتسارع وتيرة أعداد الأصابات ويزداد أعداد المخالطين و العائلات المحجورة في المنازل،وفقدت المستشفيات قدرتها الإستيعابية على إستقبال الحالات الحرجة بسبب النقص الحاد في أجهزة التنفس الصناعي والمسحات والمستهلكات وكافة المستلزمات الطبية، وانهاك الكوادر الطبية وعدم قدرتها على ملاحقة الفايروس أو لجمه أو الحد من سرعة إنتشاره للدرجة التي يمكن معها الإعلان رسمياً عن فقدان السيطرة وإحلال الكارثة. الفايروس يضرب بضراوة في كل مكان ودون سابق إنذار، ورغم جهود وزارتي الصحة والداخلية والحملات الإرشادية والتوعوية للحد من إنتشار الفايروس ومحاصرته إلا أن الأوضاع تزداد سوءً مما يتطلب وقوف الجميع أمام مسئولياته في مواجهة هذه الكارثة، فالمسئولية تقع على كاهل الجميع بدءً من المواطن الذي عليه المسئولية الكبرى من خلال التزامه و عدم إستهتاره وأخذه أقصى درجات الحيطة والحذر وإتباع إجراءات الوقاية والسلامة وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القسوى، والالتزام بكافة تعليمات وزارة الداخلية الخاصة بإجراءات منع التجول يومي الجمعة والسبت، والإبتعاد عن مظاهر الهلع والتكدس في المولات ومحلات السوبر ماركت أثناء التزود بالحاجيات كما وعليه عدم الإستخفاف على مواقع التواصل الإجتماعي بالإجراءات الوقائية والمحاذير المعمول بها من قبل الجهات الحكومية.

يستوجب على كبار التجار عدم إستغلال حاجة الناس و الظروف الكارثية و رفع الأسعار ،كما ويستوجب أيضاً على التنظيمات والأحزاب و رجال الأعمال وشركات الإتصالات والبنوك والهلال الأحمر وكافة مؤسسات المجتمع المدني تقديم الدعم المعنوي والمادي، والتنسيق مع وزارتي التنمية والصحة ولجان الطب الوقائي والجهات المسئولة من أجل توفير الإحتياجات المعيشية اليومية و الإحتياجات الوقائية للإسر المحجورة في منازلها، تسخير صندوق وقفة عز لتعويض من تعطلت أعمالهم لأسباب الحجر المنزلي،كما ويستوجب على السلطة الوطنية الفلسطينية توجيه نداءات إستغاثة و دعوة منظمة الصحة العالمية والإتحاد الأوربي و جامعة الدول العربية وخاصة مصر الشقيقة ودول الخليج من أجل إنقاذ قطاع غزة ومحاصرة الوباء الكارثي، والضغط على حكومة الإحتلال من أجل توفير وتسهيل مرور المساعدات وإحتياجات المستشفيات من أجهزة تنفس ومسوحات ومستهلكات طبية وكل ما يلزم القطاع الصحي والإغاثي.

قطاع غزة على أعتاب كارثة ومطلوب من الجميع تعليق المناكفات وتحّمل مسئولياته، والعمل على تضافر الجهود، وطلب العون والمساعدة من الخارج.
الوضع الصحي في القطاع خطير جداً ولا أحد يعلم الى أين ستصل الحالة الكارثية، وبالتالي فإن المسئولية الوطنية والأخلاقية لا تعفي أحداً من عدم الوقوف أمام مسئولياته فالجميع تحت طائلة المسئولية.

كلمات دلالية

اخر الأخبار