الصراع الفلسطيني.. بين الغاية والوسيلة

تابعنا على:   19:53 2020-12-08

حسام خضرا

أمد/ لطالما كان مصطلح الصراع الفلسطيني مقتصراً على الصراع الدائم مع إسرائيل، قبل أن يتم إضافة بُعد آخر لهذا الصراع يتمثل في الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي امتدت جذوره عميقة داخل الأرض الفلسطينية. ويبدو أنه لا فكاك منه حتى وإن تم حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في يوم ما. فبالنسبة لي أصبح إيجاد حل للقضية الفلسطينية أسهل بكثير من إيجاد حل للصراع الفلسطيني الداخلي الذي بات في جوهره صراع بين الغاية والوسيلة. 

وبتبسيط الموقف، بالنظر إلى حركات التحرر في العالم أجمع، يمكننا الوصول إلى نتيجة نهائية بأن هذه الحركات والمنظمات والأطر لم تكن سوى وسيلة من أجل تحقيق الغاية، إلا في الحالة الفلسطينية، حيث فرضت الفصائل والمنظمات الفلسطينية نفسها كغاية لهدف أضحى مجهولاً وبعيداً كل البعد عن فلسطين الدولة وفلسطين الشعب. 

ويبرز هذا الأمر جلياً حين يتعلق الأمر بتوجيه النقد إلى تلك الفصائل بسبب أدائها المشين الذي تخطى مرحلة الفشل ووصل إلى حد الانحطاط والتردي في كل المجالات، فلن تلبث كثيراً قبل أن تسمع الآتي: (نحن قدمنا الشهداء والجرحى والأسرى في سبيل تحرير فلسطين ..). 

وأستغرب كثيراً حين أقف أمام هذه الكلمات وأتساءل. من أنتم؟ وماذا قدمتم؟. لأن الإجابة الطبيعية هي أنكم الوسيلة التي استخدمها جميع المناضلين للوصول إلى الهدف الحقيقي الذي يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية، أي أنكم لم تكونوا غاية لأولئك الذين بذلوا دمائهم وأضاعوا أزهى سنوات حياتهم خلف القضبان أو أصبحوا مبتورين في وطن مجزوء. لكنكم تلاعبتم بهذه الدماء وانتهكتم قدسيتها، ونحن شهود على ذلك حتى أصابتنا لعنة الصمت على جرمكم. 

وبما أنني أكره الشِعر، سوف أزيدكم منه بيتاً.. إن أي حديث عن الأمل في ظل وجودكم يعتبر درباً من دروب الوقاحة. 

كلمات دلالية

اخر الأخبار