(33) عاماً على اندلاع انتفاضة الحجارة والفلسطينيين يواصلون طريقهم لتحقيق أهدافهم

تابعنا على:   08:55 2020-12-08

أمد/ غزة: توافق يوم الثلاثاء ذكرى اندلاع انتفاضة الحجارة، وذلك في الثامن من ديسمبر عام 1987م، حيث انتفض الشعب الفلسطيني، في كافة مدن وقرى ومخيمات القطاع والضفة و القدس المحتلة.

الشرارة الأولى

تفجرت الشرارة الأولى بعد الحادث البشع الذي ارتكبه سائق صهيوني في الثامن من كانون أول (ديسمبر) 1987؛ حين قام بدهس عدد من العمّال الفلسطينيّين من سكّان جباليا شمال قطاع غزة، قرب حاجز بيت حانون «إيرز» الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي المحتلة منذ عام 1948، مما أدى لاستشهاد أربعة منهم وجرح آخرين.

وسرعان ما فجر هذا الحادث الغضب الكامن في نفوس الفلسطينيين؛ فتحولت مسيرة تشييع الشهداء إلى مظاهرة غضب واسعة رشق خلالها السكان جنود الاحتلال بالحجارة، والذين ردوا بإطلاق الرصاص وتدخلت مروحيات الاحتلال لتطلق القنابل المسيلة للدموع لتفريق آلاف المشاركين في التشييع، لتسفر تلك الأحداث عن ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى، لتمتد الشرارة بعد ذلك إلى كل مخيمات ومدن القطاع ومنها إلى الضفة الغربية، لنصبح أمام انتفاضة شعبية حقيقية حملت الحجر.

وعلى مدار 79 شهرًا ما بين عام 1987 وعام 1994 الذي شهد تراجع ذروة الانتفاضة مع قدوم السلطة الوطنية من الخارج وما لعبته من دور في الالتفاف حول أهداف الانتفاضة، قدّم الشعب الفلسطيني وفق إحصاءات رسمية حقوقية 1376 شهيدًا فلسطينيًّا، فيما تتحدث إحصاءات أخرى أن عدد الشهداء تجاوز 1500 شهيد، بينما قتل 94 صهيونيًّا في عمليات ثأرية نفذتها الفصائل الفلسطينية أو شبان فلسطينيون غاضبون من جرائم الاحتلال.

وخلال الانتفاضة شنّت قوات الاحتلال حملات واسعة كانت تعتقد أنها ستؤدي لوقف الانتفاضة دون جدوى، حتى بلغ عدد المعتقلين منذ اندلاع الانتفاضة حتى منتصف 1994 قرابة (200 ألف) مواطن، أي بمعدل ثلاثين ألف حالة اعتقال في العام الواحد، حيث فتحت معتقلات "كيستعوت" في النقب لتستوعب الأعداد الكبيرة من المعتقلين، فيما جرى إبعاد ما لا يقل عن ألف فلسطيني عن أرضهم للخارج.

ويرى محللون ومراقبون أن الانتفاضة الفلسطينية أعادت القضية الفلسطينية للواجهة بعد أن عملت قوات الاحتلال على مدار سنوات على تغييبها وإسقاطها من مختلف الأجندات، ضمن سياسة واضحة بمحاولة تدجين المجتمع الفلسطيني بالكامل وتحويله إلى مجتمع هشّ يقبل بالاحتلال..

كسبت الانتفاضة الفلسطينية تعاطفًا دوليًا كبيرًا، فكانت الصور التي يلتقطها الصحفيون عن تنكيل الاحتلال الإسرائيلي بالفلسطينيين، تعطي صورة مختلفة للشعوب الغربية عن حقيقة الاحتلال الإسرائيلي.

من جهة أخرى، بدأت لأول مرة في كيان الاحتلال هجرة معاكسة، بسبب خوف المستوطنين من الاحتجاجات، وأصبح اليهود يفضلون الهجرة إلى الاتحاد السوفييتي بدلًا من إسرائيل.

انتهت "انتفاضة الحجارة" عام 1993، مع توقيع اتفاقية "أوسلو" للسلام بين الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، بعد أن راح ضحيتها حوالي 1262 شهيدًا بينهم، 241 طفلًا.

بيانات الفصائل..

حركة حماس:

لم يكن تاريخ الثامن من شهر كانون أول من العام 1987 مجرد ذكرى لتفجر انتفاضة الحجارة الكبرى، أو ذكرى تتشابه مع ذكريات كثيرة من التاريخ الثوري المشرق للشعب الفلسطيني، بل كانت وستظل في وعي الشعب وذاكرته منارة سامقة وعلامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني، ففي انتفاضة الحجارة سجل الشعب الفلسطيني ملحمة بطولية شارك فيها كل الشعب بكل فئاته وطوائفه وأجياله، حيث كان لهذه الهبة الشعبية الشاملة العارمة وقع كبير على المحتل الذي راهن في تلك الفترة على وهم تدجين الشعب الفلسطيني وكي وعيه، وأنه قد اختار التعايش مع الواقع، ولم يعد يطالب بحقوق سياسية وتحرير، فجاءت انتفاضة الحجارة كالصاعقة على المحتل الصهيوني وقيادته؛ فقلبت الطاولة على رأس المحتل، وحطمت كل رهاناته الخاسرة، وأثبتت لكل الدنيا أن في فلسطين شعبًا لا يقبل الضيم، ولن يكون بدعًا بين الأمم، فيرضخ للمحتل ويسكت عن حقه، بل إنه في ثورته صار ملهما لكل شعوب الأرض التي تسعى للتحرر.

لقد قدم شعبنا الفلسطيني في انتفاضة الحجارة التضحيات الجسام التي أثبتت أن الشعب الفلسطيني متجذر في أرضه، متمسك بهويته الوطنية، يأبى الاستسلام والانكسار لكل محاولات تشويه الوعي الوطني، والعبث بالانتماء للأرض والقضية، ولقد تجلت في هذه الانتفاضة الوحدة الوطنية ووحدة الدم بين كل فصائل الشعب الفلسطيني ومكوناته، فقاتل الجميع كتفًا بكتف، وكفًا بكف، فاستعصى شعبنا الفلسطيني على الكسر، وأذاق الاحتلال ويلات المواجهة والتصدي.

إن ما تتعرض له القضية الفلسطينية اليوم من مخاطر الشطب والتصفية لهو أدعى إلى أن تتضافر الجهود، وتتوحد البنادق في مواجهة عدو واحد، وهو الاحتلال الصهيوني، فها هو يعلن يومًا بعد يوم عن مزيد من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية، وينادي بضم الأغوار وفرض سيادته المزعومة عليها وعلى المستوطنات الجاثمة على حدود 67، وها هو يشن الاقتحام تلو الآخر على المسجد الأقصى المبارك في محاولة لفرض حقائق جديدة، وتمرير أقذر عملية تزوير للتاريخ من خلال محاولات التهويد، ومحاولات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وحرق الكنائس.

إن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وفي هذه الذكرى المباركة تؤكد ما يلي:

🔶 أولًا: كل التحية والفخار لشهداء الانتفاضة ولكل شهداء فلسطين، والتحية موصولة لكل من قدّم تضحية من أجل حرية الوطن: للأسرى العظماء، وللجرحى الميامين، ولكل من فقد بيتًا أو أبعد عن أرضه.

🔶 ثانيًا: نحيي شعبنا الفلسطيني على صموده وثباته في القدس والضفة وغزة وال48، واللاجئين في مخيمات الشتات والمنفى القسري في مواجهة المؤامرات، ونثمن تمسكهم بحقوقهم والتفافهم حول المقاومة، ونعاهدهم على المضي في هذا الطريق حتى النصر والتحرير بإذن الله عز وجل.

🔶 ثالثًا: إن المقاومة بأشكالها كافة حق مشروع وخيار استراتيجي، ولن نتخلى عنه، ولن نتوانى قيد أنملة عن دعم كل ما من شأنه تعزيز المقاومة وتمكين قدراتها، وسنبذل الغالي والنفيس في طريق الإعداد والاستعداد الدائم لمقاومة المحتل وكسر معادلاته وتحرير أسرانا مهما كلفنا ذلك من ثمن.

🔶 رابعًا: وحدة شعبنا وبناء مشروعه الوطني على سلم أولويات الحركة، ومواجهة الاحتلال والتصدي لمشروعه الإحلالي التدميري لن يكون إلا بشراكة كاملة بين جميع فصائلنا وقوانا الشعبية سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا؛ ومن هنا نؤكد موقفنا المتمسك بكل مسار يؤدي إلى رأب الصدع وتوحيد الجهود وإنجاز المصالحة الكاملة.

🔶 خامسًا: نعبر عن رفضنا القاطع والحاسم لعودة العلاقات والتنسيق الأمني مع الاحتلال، ونرى في هذا المسار طعنة نجلاء في قلب الجهود الرامية لتوحيد الكلمة وتجميع الصف، وانقلابًا على مسار الشراكة والوحدة الوطنية.

🔶 سادسًا: نرفض كل أشكال وأنماط التطبيع مع العدو الصهيوني، وتحديدًا في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة من عمر القضية، والذي يشمل كل مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية  بشكل يتناقض مع إرادة الشعوب الرافضة لإقامة أي علاقة مع الاحتلال، أو القبول بوجوده في فلسطين بشكل يعتبر إخلالًا بالموقف السياسي التاريخي لتلك الدول.

التيار الإصلاحي الديمقراطي في حركة فتح

صرح عماد محسن الناطق باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بما يأتي: 
(في الذكرى الثالثة والثلاثين لاندلاع انتفاضة شعبنا الكبرى في وجه الاحتلال، نبرق بتحية إجلال وإكبار لأرواح شهداء شعبنا الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم في سبيل حرية وطنهم، وللأسرى البواسل، والمبعدين الأبطال، والجرحى الأحرار، ونعاهدهم أن نسير على الدرب الذي سلكوه حتى تحقيق الاستقلال). 
وأضاف: (كانت تجربة الوحدة الوطنية خلال انتفاضة الحجارة نموذجاً يُحتذى، وجسدت قوى شعبنا وحدة الموقف والجهد الميداني، وضربت أروع الأمثلة على العمل الجماعي والقدرة على حشد الجماهير من أجل الانتصار لقضاياها). 
وأكد محسن أن ذكرى الانتفاضة يجب أن تمثل دافعاً للكل الوطني من أجل استعادة روح الانتفاضة، وتكريس هذه الوحدة التي تُعد سبيل شعبنا الوحيد لتحقيق أماني وطموحات وتطلعات شعبنا المناضل.

لجان المقاومة في فلسطين

 اكدت "لجان المقاومة في فلسطين" بأن انتفاضة الحجارة مهدت الطريق لزرع ثقافة المقاومة في الأجيال الفلسطينية المتلاحقة وأسست لإنطلاقة العمل  المقاوم من جديد وشكلت محطة هاما ورافدا اصيلا و نموذج مشرف للمقاومة والوحدة ضد العدو الصهيوني المجرم الذي يحتل الارض ويدنس المقدسات ويرتكب الجرائم والمجازر اليومية بحق كل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم على هذه الارض المباركة 

واشارت لجان المقاومة "أن انتفاضة الحجارة اكدت أن الشعوب التي تطلب الحرية اذا هبت في وجه مغتصبيها لابد ان تنتصر بارادتها وعزيمتها  واصرارها على الحرية و لا تستطيع اي قوة مجرمة ومحتلة ومغتصبة لحقوق الشعوب ان تعيقها او تقف في وجهها او ضد ارادتها .

 ودعت لجان المقاومة "السلطة الى مغادرة مربع اوسلو  الذي اضر بقضيتنا واساء الى تاريخنا وتضحيات شعبنا و استحضار معاني وروح انتفاضة الحجارة بمزيد من الوحدة والتماسك في مواجهة المشروع الصهيوني على اساس الشراكة الحقيقية على اسس وطنية وحدوية حقيقية ومشاركة الكل الفلسطيني بالقرار وتصعيد المقاومة بكافة اشكالها  في كل ربوع ارضنا المغتصبة 

وشددت" لجان المقاومة في فلسطين" على أن انتفاضة الحجارة التي شاركت وانخرط بها كل مكونات وفئات شعبنا اطفالا ونساءا وشيوخا وطلابا وعمالا وفلاحين  وَحدت كل أبناء شعبنا الفلسطيني وقواه الحية وهدمت جدار الفرقة وأفشلت الأهداف الخبيثة لإغراق شعبنا في متاهات الضياع  حتى أطلت علينا المشاريع السياسية الخبيثة مؤكدة بان خيار الانتفاضة والمقاومة والجهاد هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض والمقدسات واسترجاع الحقوق المغتصبة وطرد الأعداء الصهاينة .

ونوهت لجان المقاومة في فلسطين بان التطبيع وهرولة بعض الدول العربية للارتماء في احضان العدو الصهيوني قد اضر بالقضية الفلسطينية وبامتنا العربية والاسلامية مشيرة الى أن ذكرى  انتفاضة الحجارة المباركة لابد ان تذكر ابناء الامة كلها من جديد أن هناك مقدسات سليبة بحاجةٍ إلى تحرير وتطهير من دنس هذا العدو الصهيوني المجرم ولا بد ان تهب إلى مجابهة التطبيع مع العدو الصهيوني عدو الامة المركزي والوحيد .

ووجهت "لجان المقاومة في فلسطين "تحيتها لأرواح الشهداء الأبرار الاطهار و لأسرانا الأبطال البواسل في زنازين القهر الصهيونية وجرحانا الميامين ولأهلنا الصامدين في كل فلسطين الحبيبة من بحرها إلى نهرها وإلى جماهير شعبنا في الشتات ولأبناء أمتنا العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الذين وقفوا سنداً وعوناً لجهاد شعبنا ومقاومته الباسلة معاهدة اياهم بان تبقى على العهد والوعد حتى دحر المحتل الصهيوني الغاصب عن ارض فلسطين المباركة .

جبهة النضال الشعبي

من جهته، دعت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، إلى تفعيل المقاومة الشعبية ،وتعزيز صمود المواطن الفلسطيني  وترسيخ العمل الوطني المشترك ، فالفلسطيني وأرضه وقضيته هي المستهدف من الاحتلال .

وتابعت الجبهة، يصادف اليوم الثامن من ديسمبر، الذكرى الـ 33 لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الشعبية (انتفاضة الحجارة)،ففي الثامن من كانون الأول (ديسمبر) من العام 1987، دهست شاحنة عسكرية إسرائيلية حافلة تقل العمال الفلسطينيين من أماكن عملهم في اسرائيل العائدة مساءً الى قطاع غزة، ما أدى الى استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين من سكان مخيم جباليا، ولاذ سائق الشاحنة بالفرار على مرأى من الجنود على الحاجز العسكري، مما يتطلب اعادة القضية الفلسطينية لتتصدر اجندات المجتمع الدولي ، وللتذكير بأن شعب فلسطين ما زال تحت أبشع احتلال عرفته البشرية.

وقالت الجبهة، استطاعت انتفاضة الحجارة التي شارك فيها الطفل والشيخ والمرأة ، أن تقدم نموذجا للشعب الفلسطيني المناضل الذي يسعى للخلاص من الاحتلال، وفضحت جرائم الاحتلال المتواصلة ، وجعلت من العالم أجمع أن ينظر الى قضية الشعب الفلسطيني الذي يواجه الة الحرب والعدوان والبطش .

ودعت الجبهة، في ذكرى انتفاضة الحجارة إلى توسيع دائرة العمل النضالي الشعبي والمقاومة الجماهيرية في وجه الاحتلال، مؤكدة أن شعبنا الفلسطيني ، سيبقى يناضل من أجل انهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

وأعربت الجبهة، عن اعتزازها بنضالات شعبنا التي عبرت عن رفضه للاحتلال وإجراءاته، وأكدت للعالم أن الشعب الفلسطيني موحد بإرادته السياسية والنضالية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، واستذكرت الجبهة بذكرى الانتفاضة شهدائها وأسيراتها وأسراها في سجون الاحتلال ،وكافة الشهداء الذين بذلوا أرواحهم من اجل فلسطين وقضيتها.

وأضافت الجبهة، أنه يتطلب في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية تضافر كافة الجهود نحو إنهاء الانقسام وترتيب الأولويات الوطنية وعلى رأسها استعادة الوحدة الوطنية بما تشكله من صمام أمان للحقوق والثوابت الوطنية.

بينما، قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن انتفاضة الحجارة مثلت نقطة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله الطويل عبر سنوات الثورة الفلسطينية، والتي هبت من خلالها الجماهير الفلسطينية في الضفة وغزة والقدس في وجه الاحتلال الاسرائيلي رداً على جريمة دهس العمال الفلسطينيين.

وأوضح عمر، أن الشرارة الاولى للانتفاضة انطلقت حين قام احد المستوطنين بدهس عدد من العمال الفلسطينيين من سكان مخيم جباليا شمال القطاع مما ادى الى استشهاد اربعة منهم وجرح اخرين .

وأشار عمر، الى أن تلك الانتفاضة شكلت حالة من الترابط الوطني والاجتماعي بين الجماهير الفلسطينية في كافة اماكن تواجدها، الامر الذي ادى الى استمرارها حتى العام 1994، وكسبت التعاطف الاقليمي والعربي والدولي الذي ساند وايد مطالب الجماهير الفلسطينية.

وأكد عمر، أن تلك الانتفاضة توجت بقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية بعد توقيع اتفاق اوسلو للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل والذي لم تلتزم اسرائيل بتنفيذ كافة بنوده وتنصلت منه سوى التنسيق الامني الذي مازالت تتمسك به.

ودعا عمر، الى ضرورة الاستفادة من دروس انتفاضة الحجارة في ادارة الصراع مع الاحتلال من جهة وكيفية المحافظة على الوحدة الوطنية الفلسطينية وتقوية صمود ابناء شعبنا ليستمروا في العطاء والنضال في وجه مشاريع الاحتلال التصفوية التي تسعى لسلب الارض الفلسطينية واقامة المستوطنات عليها.

وطالب عمر، القيادات الفلسطينية بكافة مستوياتهم الاستفادة من دروس الماضي والعمل على توحيد الجهود في بناء استراتيجية وطنية وكفاحية قادرة على مواجهة كل التحديات.

الجبهة الديمقراطية

من جهته، أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بياناً قالت فيه: إن الانتفاضة الوطنية الكبرى حملت في طياتها دلالات، وبعثت بالعديد من الرسائل إلى كل من يهمه الأمر، في التعبير عن حقيقة قضيتنا الوطنية، باعتبارها قضية تحرر وطني، وفي التعبير عن حقيقة شعبنا المناضل ومعدنه الصلب، شعباً يقدم التضحيات صوناً لأرضه وحقوقه وكرامته الوطنية، في الذكرى السنوية لانطلاقة الانتفاضة الوطنية الكبرى، لشعبنا ضد الاحتلال والاستيطان.

وأضافت الجبهة، لقد نجحت الانتفاضة الوطنية الكبرى في إجهاض المحاولات الإقليمية والدولية، لتهميش القضية الوطنية الفلسطينية، حين بدأت المؤتمرات الإقليمية تتجاهل القضية وحقوق شعبنا، ونجحت في إعادة المكانة الكبرى التي تستحقها هذه القضية على رأس جدول أعمال المجتمع الدولي، الذي وقف بكل مكوناته، إجلالاً وإكباراً أمام عظمة شعبنا وبطولاته ونضاله وثباته على أهدافه.

وقالت الجبهة: كما نجحت الانتفاضة الوطنية الكبرى في تعرية دولة الاحتلال، وكشف عوراتها السياسية، وإعادة تقديمها على حقيقتها إلى المجتمع الدولي، دولة فاشية، عنصرية، تستعمر شعبنا، وتحتل أرضه، وتلجأ إلى أبشع أساليب البطش لتحقيق أهدافها الفاشية، بالاستناد إلى ادعاءات وأساطير خرافية، نجح شعبنا في إسقاطها وإعلاء حقه في أرضه وحقوقه الوطنية، وإعادة الاعتبار لقرارات الشرعية الدولية التي تصون حقوقه في العودة وتقرير المصير والاستقلال وتكفلها.

وقالت الجبهة: إن الانتفاضة الوطنية الكبرى، شقت الطريق أمام إعلان الاستقلال في 15/11/1988، الترجمة العملية للبرنامج المرحلي (البرنامج الوطني)، والذي فتح الباب لاعتراف معظم دول العالم الحرّ والمتحرر من قيود الولايات المتحدة بالدولة الفلسطينية، ترجمته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 19/67، عام 2012، الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 4 حزيران (يونيو) 67، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194، الذي يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات التي هجروا منها منذ العام 1948.

وأضافت الجبهة، إننا ونحن نحيي هذه الذكرى الغنية والحافلة بالمعاني والتضحيات، ذكرى الانتفاضة الوطنية الكبرى، ندعو السلطة الفلسطينية، واللجنة التنفيذية، للعودة عن إحياء مسار لأوسلو بشقيه الأمني والتفاوضي، والعودة إلى قرارات المجلس الوطني (2018)، والمركزي (2015 + 2018)، بما في ذلك تشكيل القيادة الوطنية الموحدة، من أجل إطلاق أوسع مقاومة بكل الأساليب، واستعادة الانتفاضة الشعبية الشاملة، على طريق التحول إلى عصيان وطني.

وأضافت الجبهة: إن هذه الخطوة الاستراتيجية، خطوة العودة إلى المقاومة، تستدعي إنهاء العمل بالمرحلة الانتقالية من اتفاق أوسلو، والتحرر من قيوده، بما في ذلك سحب الاعتراف بدولة الاحتلال إلى أن تعترف بالدولة الفلسطينية على حدود 4 حزيران (يونيو) 67 وعاصمتها القدس، ووقف الاستيطان والضم، ووقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال، والانفكاك عن «بروتوكول باريس الاقتصادي»، والتحرر من قيود الغلاف الجمركي الموحد مع إسرائيل.

وختمت الجبهة، بتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى شهداء الانتفاضة الوطنية الكبرى، وكل شهداء شعبنا، فلسطينيين وعرباً وأمميين.

وتوجيه تحية الإجلال والإكبار إلى جرحى الانتفاضة، وإلى كل أبطالها الذي سطروا ملحمة كبرى، شكلت إنعطافة استراتيجية في التاريخ النضالي لشعبنا.

الجبهة الشعبية

توجهت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في الذكرى الثالثة والثلاثين للانتفاضة الشعبية الكانونية التي تفجرت في مثل هذا اليوم في الأرض المحتلة عام 1987، بالتحية لجماهير شعبنا الفلسطيني المقاوم ولشعوبنا العربية التي مثلت الظهير والداعم لهذه الانتفاضة، ولكل أحرار العالم الذين ناصروا قضية فلسطين العادلة، وساندوا كفاح شعبنا المشروع في سبيل حريته وعودته واستقلاله وكرامته وتقرير مصيره الوطني.

وقالت الجبهة، إنها تُحيي وتحتفي بهذه الذكرى الثورية المجيدة، تؤكد أن انتفاضة الحجارة الملهمة؛ شكلت نموذجًا ومثالًا يحتذى في قدرة شعبنا الفلسطيني على اجتراح طرق المواجهة وإبداع أدوات ووسائل النضال وفق طبيعة كل مرحلة واستحقاقاتها، كما مثلت هذه الانتفاضة، رد الشعب الفلسطيني على محاولة العدو وحلفائه؛ من قوى الاستعمار ونظم الرجعية العربية؛ تصفية الثورة الفلسطينية، بدءًا بوجودها المباشر على حدود فلسطين التاريخية؛ في لبنان على وجه الخصوص، وصولًا إلى سياسات الملاحقة والتضييق والقمع والخنق المادية وغير المادية التي مورست ضد قوى الثورة في دول الطوق العربي وغيرها عمومًا.

وأكدن بأن الهجمة الحالية؛ من قبل المنظومة الاستعمارية والإمبريالية، ورأس حربتها المشروع الصهيوني وذيولها من نظم الرجعية والخيانة العربية، لتصفية القضية الفلسطينية، ما هي إلا امتداد للموقف المعادي لحقوق الشعوب العربية كافة، ومنها الشعب الفلسطيني، والساعي للهيمنة على مقدراتها وثرواتها ومصائرها، والتي تحتاج لوحدة شعوبنا وأحزابها وقواها الوطنية والقومية لرد وإفشال هذه الهجمة؛ من خلال مواجهة ومقاومة شاملة؛ تُستثمر فيها كل الأدوات والوسائل الشعبية العنيفة منها والسلمية، وهنا يحضر ضرورة استلهام تجربة الانتفاضات والثورات المجيدة، وتذكير هذا العالم بتلك المآثر الخالدة التي سجلت في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني؛ منذ شروعه في تمدده السرطاني على أرض فلسطين.

وشددت على قناعتها العميقة بأن وحدة وتلاحم شعبنا وقواه الوطنية في انتفاضة الحجارة، وفي كل محطة نضالية خاضها ببسالة؛ شكلت ركيزة أساسية في مواجهة العدو، وعليه فإننا ندعو لضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإعادة الاعتبار للمقاومة الشعبية، وكل أشكال النضال ووسائل الكفاح الوطني التي هي طريق تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه الوطني من البحر إلى النهر. 

وتابعت: "نجد هنا من الضرورة أن نعيد التذكير؛ بأن الاستثمار المُتسرع للانتفاضة من قبل القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية في مشروع التسوية الأمريكي الإسرائيلي الذي تجسد في مسار مدريد - أوسلو الانهزامي التفريطي بكل ما تعنيه الكلمة؛ مثل أكبر عملية تقويض إجهاض لمسارها وشعارها الناظم آنذاك: الحرية والاستقلال". 

وحذرت من خطورة استمرار الرهان على ذات المشروع ومفاوضاته الكارثية الذي ألحق أفدح الضرر بوحدة ونضال شعبنا، وكرس الانقسام الأفقي والعمودي المستمر، رغم كل المخاطر والتحديات والمخططات التصفوية التي تواجه شعبنا وحقوقه. ونجدد نداءنا الوطني لرفض الدعوات الاستسلامية للعودة لمسار المفاوضات والتنسيق الأمني وقبول ما أنتجه التطبيع العربي، في سياق تنفيذ صفقة القرن وأهدافها التصفوية؛ فليس أمام شعبنا إلا مواصلة وتصعيد الكفاح والنضال الوطني، ضد هذا العدو ومشاريعه ومخططاته وكل ما يمثله.

وتوجهت الجبهة، بتحية الإكبار والإجلال، للشهداء الذين قضوا على درب المجد لأجل حرية شعبهم، والأسرى والجرحى، وذويهم، فإنها تؤكد إيمانها بقدرة شعبنا على تعديل كفة التوازنات في معادلات القوة، وإلحاق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي، في إطار تلاحمه مع شعوب أمتنا العربية وكل أحرار العالم، وصولًا إلى تسجيل انتصار جديد لمعسكر الشعوب في مواجهة معسكر العدوان والهيمنة الإمبريالية.

اخر الأخبار