رسائل بيني غانتس للفلسطينيين ليست جديدة في مضمونها

تابعنا على:   12:28 2020-12-05

مصباح أبو كرش

أمد/ رسائل بيني غانتس للفلسطينيين ليست جديدة في مضمونها؛ تحسين الأوضاع الإقتصادية بمقابل يجب على الفلسطينيين القيام بتقديمه

على مدار سنوات طويلة مضت قام المسئولين الصهاينة بتقديم عروض تحمل نفس المضمون؛ كما وأن تراجع بيني غانتس عن تهديداته العسكرية الحادة لغزة والتي كانت تصدر عنه قبل مشاركته في الحكومة وتحولها لتصريحات تحمل رسائل من هذا النوع هي أيضا ليست بالأمر الجديد فلقد حدث نفس هذا التحول تقريبا من قبل معظم الشخصيات الصهيونية قبل وبعد تواجدها في الحكم؛ وهذا أكبر دليل على أن الكيان الصهيوني المحتل محكوم بسياسات لا يتغير الجوهر فيها بتغير الأشخاص فالجميع في موقع المسئول يجب أن يلتزم بمواصلة تطبيق الخطوط العريضة لهذه السياسات .

في المقابل فلا يعني ذلك أن نقوم بإهمال ما يصدر عن غانتس من رسائل للفلسطينيين كون أسلوبها والمضمون الذي تحمله ليس بجديد علينا؛ حيث تعود أهمية تصريحات غانتس الآن لطبيعة المرحلة الإنتقالية الحساسة التي نمر بها حسب ما هو مخطط للمنطقة بشكل عام ولفلسطين بشكل خاص؛ فعندما يقدم غانتس مجموعة من العروض الإقتصادية

(السنغافورية) ويحدد الثمن المقابل المطلوب دفعه فلسطينيا لتحقيق ذلك من خلال أمرين: الأول وهو تسليم الأسرى الصهاينة، والثاني وهو وقف حماس لتطوير قدراتها العسكرية فهو بذلك يعلن عن بقاء الأوضاع الإقتصادية في غزة على ما هي عليه الآن؛ ويواصل نفس النهج الصهيوني الذي يسعى من خلاله لتحريض الشعب الغزي المنهك إقتصاديا على فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة أكبر قدر ممكن؛ ويوازن هذه العملية الموجهة من خلال الشرط الثاني الذي قام بتقديمه والذي أوحى من خلاله لفصائل هذه المقاومة عن حجم القلق الذي يشعر به هذا العدو الصهيوني جراء مواصلة هذه الفصائل لعمليات التطوير في قدراتها العسكرية؛ هذا لا يعني بالمطلق أن العدو لن يوافق في مرحلة معينة على عقد صفقة تبادل أسرى جديدة لكنه يسعى أن تحقق هذه الصفقة أهدافا أكبر بكثير من هدف تحرير أسراه لدى المقاومة الفلسطينية ..*

الخلاصة:

آخر ما يفكر به العدو في هذه المرحلة هو القضاء على فصائل المقاومة في غزة مستخدما في ذلك القوة العسكرية؛ العدو يسعى لتحقيق ذلك من خلال ما هو أعمق بكثير وبما يضمن لهذا العدو تواجد معارضة فلسطينية كبيرة في وجه أي فكر أو سلوك مقاوم يلي مرحلة القضاء على فصائل المقاومة حسب ما يطمح له هذا العدو من خلال مخططاته .

اذا استمرت الإستراتيجيات والسياسات التي تتبعها المقاومة على نفس منوالها الحالي فسينجح هذا العدو بإمتياز في تحقيق أهدافه العميقة؛ فهل سيكون للفصائل المقاومة رأي آخر؟! أم أنها ستعيش ذات الدور الذي يريده لها هذا العدو من خلال تصريحاته بأن قوتها العسكرية تتعاظم؛ فتواصل العمل في نفس هذا الإتجاه المتعاظم حسب رسائل هذا العدو الموجه.

كلمات دلالية

اخر الأخبار