عندما يكون المسئول الياباني فلسطينيًا
مصباح أبو كرش
أمد/ وكأن لسان حال المسئول الأول عن مؤسسة حكومية رسمية في العاصمة اليابانية طوكيو يقول للعاملين في المؤسسة لا ترفعوا لي أي شكوى ضد رؤسائكم في العمل مهما بلغ حجم تجرئهم على حقوقكم الطبيعية المرتبطة بعملكم في هذه المؤسسة لأن عواقب ذلك ستكون وخيمة عليكم !!!.
محزنة ومشبوهة جدا هي تلك النتائج العكسية التي يجنيها بعض المرؤوسين عندما يقومون برفع شكوى للمسئول الأول في المؤسسة ضد رؤسائهم المباشرين في العمل؛ الأمر الذي يجعل المتظلمين يشعرون في نهاية مطاف الشكوى بأن المسئول عن الظلم الواقع بحقهم عبارة عن شبكة من الأشخاص المتنفذين وليس شخص (طرطور) واحد كما كانوا يعتقدون في بداية الأمر .
أيها المسئول الأول عن هذه المؤسسة لقد تسببت في مغادرة بعض الرجال المخلصين مواقع العطاء الرسمي لأن أمثالك من المسئولين الفاشلين يتواجدون على رأس هرم المؤسسة؛ فلماذا تواصل العمل بنفس الأساليب الجبانة الظالمة مع غيرهم؟! من أنت؟! وماذا تريد؟! ولصالح من تعمل؟! لقد تسببت في إحباط الكثيرين بعد أن أفقدتهم الثقة بالمكان والثقة بكل القائمين عليه بكافة مستوياتهم المسئولة المباشرة وغير المباشرة؛ الأكيد أنك لا تحمل الصفات التي يتميز بها الشخص القائد؛ فكل الذي تسعى له هو أن يقولوا بأن المؤسسة التي تديرها مستقرة لكي تحفظ إستقرارك على كرسي المسئولية الذي لا تستحقه لأنك وبإختصار شديد خنت أمانة المسئولية!! فأنت وبعدم إنصافك للعاملين المتظلمين في المؤسسة تسببت في حالة من الفساد التي لها أول "هو أنت وكل المسئولين الذين هم على شاكلتك" وليس لها آخر "الا بزوال أمثالكم" عاجلا وليس آجلا يا الله .
الخلاصة: أدعو المرجعيات العليا لكل هؤلاء المسائيل الأوائل عن المؤسسات الحكومية الرسمية للإطلاع بشكل دوري وثابت على الشكاوى التي يقوم برفعها العاملين داخل أي مؤسسة ضد رؤسائهم في العمل والنتائج التي إنتهت عليها هذه الشكاوى لكي يكتشفوا واحدة من أهم أسباب الفساد الذي يحدث داخل مثل هذه المؤسسات؛ والأسباب الحقيقية التي دفعت أغلب العاملين فيها للعمل بالحد الأدنى بعيدا عن كل أشكال الرغبة بالعطاء الفاعل والإبداع في العمل؛ إلا اذا كان ما هو متداول لدى عدد لا يستهان به من العاملين في مثل هذه المؤسسات وهو الأمر الذي يدعيه بعض المسئولين الأوائل أمامهم وعلى مسامعهم حيث يدعون على هذه المرجعيات الآتي: أن سر عجزهم كمسئولين أوائل عن إنصاف العاملين بطرفهم يعود لهذه المرجعيات التي لم تمنحهم المساحة الطبيعية الكافية للقيام بمهامهم بأشكال صحيحة وعادلة؛ فهنا وإن صح هذا الإدعاء يمكننا القول على الدنيا السلام.